Page 256 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 256
الفصل 12الأطفال مزدوجو الاحتياج
التعامل مع رموز الحروف .وناد ًرا ما يت ّم اكتشاف الصعوبات الرياض ّية قبل الص ّف الثاني؛ ذلك لأ ّن
المناهج المدرس ّية لا تر ّكز على هذه المهارات .ومن المحتمل أن يكون تحديد هذا الاضطراب لدى
الأطفال ذوي القدرة العقل ّية العالية أم ًرا في غاية الصعوبة؛ بسبب مهاراتهم التعويض ّية .وقد لا يكون
الاضطراب ظاه ًرا عند هؤلاء الأطفال قبل وصولهم الص ّف الخامس أو ما بعده.
اضطرابات التع ّلم غير اللفظ ّي :ترتبط معظم صعوبات التع ّلم ال ّتي بحثها العلماء بصعوبات اللغة
والقراءة ،ال ّتي تتأ ّثر أسا ًسا بوظائف ال ّنصف الأيسر من الدماغ .لقد وجد عالم النفس العصب ّي «بايرون
رورك» Byron Rourkeفي الثمانين ّيات من القرن العشرين ،صعوبات ترتبط بشذوذ ال ّنصف الأيمن من
الدماغ ،وهي حزمة من الأعطال تؤ ّثر في المعالجة البصر ّية – الفراغ ّية ،والحركات الدقيقة ،والمهارات
الاجتماع ّية .ويعاني الأطفال الذين لديهم هذا العجز من صعوبات في ميزان الشعر أو العروض،
والموسيقى الصوت ّية ،حيث يواجهون صعوبة في استيعاب ما يصلهم بوساطة نبرات الصوت ،وتصريف
الكلمات ،وش ّدة الصوت ،إضافة إلى القرائن غير اللفظ ّية ،مثل ،الإشارات ،وتعابير الوجه ،وطريقة
الجلوس أو الوقوف .وعلى الرغم من أ ّن هؤلاء الأطفال يستطيعون استعمال الكلمات استعمال ًا صحي ًحا،
إل ّا أ ّنهم ،على ما يبدو ،لا يستفيدون من «موسيقى» اللغة ،أو من نغماتها وإيقاعاتها الخف ّية .كما أ ّنهم
لا يفهمون رسائل السخرية ،والخداع ،والفكاهة ،والأنواع المختلفة من الرسائل المختلطة ،مثلما هي
الحال لدى الأطفال ذوي اضطراب (أسبيرغر) .Asperger’s Disorder
ويعتمد ميدان صعوبات التع ّلم غير اللفظ ّية حال ًّيا على عدد محدود من البحوث .وقد تناولت
هذه البحوث حتى الآن مظاهر العجز الفردي مثل ،العجز في ميزان الشعر أو العروض والموسيقى
الصوت ّية ،وأثبتتها ،ولكن صعوبات التع ّلم غير اللفظ ّية لا تزال قيد الدراسة والبحث ،إذ لم ُيج ِمع الخبراء
بعد على الأمور المتع ّلقة بهذه المسائل .لكن من الواضح أ ّن هذه الصعوبات تظهر م ًعا ،وأ ّنها ترتبط
بعمل ال ّنصف الأيمن من الدماغ.
اضطرابات التكامل الحس ّي – الحرك ّي :إ ّن الحساس ّية المفرطة لأنواع عديدة من المثيرات الحس ّية أمر
شائع بين الأطفال الموهبين .24فقد يدرك هؤلاء الأطفال طعم النعناع في معجون الأسنان العاد ّي على
أ ّنه حا ّد إلى درجة التس ّبب بالألم ،أو قد تش ّتت رائحة الطعام انتباههم للمه ّمة ال ّتي يعملون على ح ّلها.
هذه الحساس ّية المفرطة والمشكلات المرتبطة بها ،ال ّتي يواجهها الأطفال الموهوبون وهم يحاولون
دمج هذه الإحساسات بأنشطتهم اليوم ّية ،دفعت بعض المخ ّتصين إلى التوصية بإدخال قياس التكامل
الحس ّي – الحرك ّي ومعالجته في إجراءات قياس صعوبات التع ّلم.
يمكننا القول ،بك ّل بساطة ،إ ّن اضطرابات التكامل الحس ّي تكون موجودة عندما يكون عضو
ح ّساس (العين ،الأنف ،الأذن ،الخ) سلي ًما ،ويعمل بصورة طبيع ّية ،لك ّن خبرة الشخص ،أو إدراكه،
يكون شديد الحساس ّية ،أو غير طبيع ّي .25وفي مكان ما بين عضو الإحساس وخبرة الشخص ،لا تتكامل
المعلومات بشكل ملائم ،سواء كم ًّيا أو نوع ًّيا .26فقد يكون الطفل ،مثل ًا ،ذا بصر تا ّم ،وتكون حركة عينه
سليمة ،لك ّنه يفشل في إدراك العمق .كما أ ّن الطفل الذي يصطدم بك ّل ما حوله ،ويسقط على الأرض
دائ ًما ،قد لا يكون على وعي بمكان جسمه في الفراغ ،ما لم يكن ينظر أمامه ،وهذا ما يس ّمى الحركة
233