Page 29 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 29

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫الموهبة من ولاية إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى‪ .‬لذا‪ ،‬فإن عدم الاتفاق على تعريف الموهبة‪،‬‬
‫ووجود الأنواع المتعددة من المواهب والتقنيات المتعددة المستخدمة في تحديدها‪ ،‬سوف تسهم‬
‫في صعوبة تعريف الأطفال الموهوبين وفي إجراء البحث الضروري لاستكشاف هذه القضايا المهمة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من الجدل والفوضى المتعلقين باستعمال اختبارات الذكاء الفردية‪ ،‬إل ّا أنها تبقى‬
‫أحسن متنبئ بالدرجات والنجاح الأكاديمي في المستقبل‪ ،‬مع أنها لا تتنبأ بالنجاح في الحياة‪ .17‬ويمكن‬
‫لهذه الاختبارات إذا استعملت على نحو مناسب أن تقدم معلومات ق ّيمة عن قدرات الطلاب‪ ،‬بما فيها‬
‫نقاط القوة وأوجه الضعف‪ ،18‬كما تزودنا درجات اختبار الذكاء بطريقة مناسبة لوصف بعض الجوانب‬

                                                      ‫الأساسية للأطفال الموهوبين‪.‬‬

‫لكن درجات الأطفال في اختبار الذكاء تخبرنا‪ ،‬في أحسن الأحوال‪ ،‬بجزء من الصورة الكلية فقط‪.‬‬
‫فالموهبة تتطلب توفر أكثر من مجرد الحصول على درجات عالية في اختبارات الذكاء؛ فسلوكات‬
‫الأطفال الموهوبين تع ّد مؤش ًرا مه ًما على القدرات العالية للطفل‪ .‬ولا يستطيع المرء أن يفترض أن‬
‫الأطفال المتشابهين في درجات الذكاء ستكون شخصياتهم واهتماماتهم‪ ،‬وقدراتهم وأمزجتهم متشابهة‬
‫أي ًضا‪ .‬فالأطفال الموهوبون يختلفون جوهر ًيا في القدرات ويطورون مجالات المهارات المختلفة على‬
‫نح ٍو غير متسا ٍو‪ .19‬فهم‪ ،‬مثل ًا‪ ،‬يمكن أن يكونوا متفوقين في القراءة وضعا ًفا في الرياضيات‪ ،‬أو ربما‬
‫يظهرون مقدرة مبكرة في الألغاز والآلات‪ ،‬على حين تكون قدراتهم متوسطة في التطور اللفظي‪ .‬وفي‬
‫بعض الأحيان تكون مهاراتهم العقلية متقدمة‪ ،‬لكن مهاراتهم الحركية والاجتماعية تكون متخلفة إلى‬
‫حد كبير أو قد تكون معرفتهم متقدمة‪ ،‬لكن حكمهم على بعض المجالات الاجتماعية‪ -‬كاللباقة‪ -‬تكون‬
‫متأخرة‪ .‬هذا النموذج غير المتكافئ في السلوك يدعى بالتطور اللامتزامن‪ .‬ونظ ًرا إلى وجود هذا التطور‬
‫اللامتزامن عند كثير من الأطفال الموهوبين‪ ،‬فإن بعض المختصين يعتقدون أنه هو– لا الإمكانات‬

                                        ‫الكامنة أو القدرات– الصفة المحددة للموهبة‪.20‬‬

‫هذا التطور اللامتزامن يجعل الطلاب الموهوبين مجموعة غير متجانسة ومختلفة أكثر من أي‬
‫مجموعة أطفال عاديين؛ إذ تكون السمات الفردية لطفل موهوب وسلوكاته على الأغلب مختلفة كثيراً‬
‫عن سمات وسلوكات غيره من الأطفال‪ .21‬وهذا يجب ألا يثير الدهشة‪ ،‬فكثير من الآباء والمختصين‬
‫يميزون بسهولة التباين بين الأطفال عند أدنى نهاية الطيف العقلي (‪ ،)Intellectual Spectrum‬الذين‬
‫يتلقون خط ًطا تعليمية فردية بسبب الطبيعة الفردية لاحتياجاتهم‪ .‬وإذا أخذنا في الحسبان المجالات‬
‫الواسعة من الفروق الموجودة بين الأطفال المتفوقين‪ ،‬كما نفعل عادة مع الأطفال المتأخرين تطور ًيا‪،‬‬
‫فإن اللاتزامن الداخلي عند الطفل الموهوب يمكن فهمه بسهولة‪ .‬وكلما كان الطفل موهو ًبا أكثر‪،‬‬
‫كان أكثر بع ًدا عن التزامن الداخلي‪ ،‬حيث تكون الفروق واسعة بين جوانب القوة وجوانب الضعف‬
‫النسبي‪ .22‬وهكذا‪ ،‬فإنه ليس من غير الطبيعي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أن يقرأ طفل ذو موهبة عالية في‬
‫سن السابعة بمستوى الصف السادس‪ ،‬وأن يحل مسائل رياضية في مستوى الصف الرابع‪ ،‬وأن يمتلك‬
‫مهارات حركية في مستوى الصف الثاني فقط– وهو عمره الزمني‪ .‬إن لهذا المدى الواسع من القدرات‬
‫والمهارات تطبيقات رئيسة في منهاج الطفل ومستواه الصفي‪ .‬كما أن النمط اللامتزامن من الأطفال‬

                               ‫يحتاج إلى خطة تعليمية فرد ّية‪ ،‬على الرغم من أنه موهوب‪.‬‬

                                 ‫‪6‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34