Page 37 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 37

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫ممن يواجهون صعوبة في فهم اللعبة وقواعدها – تكون نتيجة ذلك عادة الفوضى‪ ،‬والإحباط‪ ،‬والرفض‬
‫والمشاعر المجروحة‪ ،‬ويقودهم البحث عن التعقيد إلى الملل بسهولة‪ ،‬خاصة في المهام الروتينية‪،‬‬

                                         ‫وربما يتركون هذه المهام إذا كانت عادية ج ًدا‪.‬‬

‫الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والسياسية والظلم‪ :‬بما أن الأطفال الموهوبين يستطيعون رؤية الفروق‬
‫الدقيقة بين الأشياء وتعقيدات الحياة حولهم‪ ،‬لذا فإنهم يهتمون بقوانين الحياة قبل غيرهم من‬
‫الأطفال‪ ،‬ولا س ّيما قضايا العدالة‪ .‬فقد أخبرنا الآباء بأنه يتعين عليهم أن يكونوا حذرين بخصوص ما‬
‫يسمع أطفالهم ويرون ويقرؤون‪ .‬فإذا رأى طفل موهوب ظلماً للآخرين‪ ،‬فإنه يمكن أن يصبح عاطف ًيا‬
‫وينفجر بالبكاء‪ ،‬أو يغضب بسخط انتصا ًرا للحق‪ .‬وقد ح ّدثنا أحد الوالدين عن طفله الذي أراد إحضار‬
‫شخص مشرد للبيت كي يتناول العشاء وينام على سرير نظيف‪ ،‬ثم كان من الصعب أن يفهم الطفل‬

                                                             ‫أن ذلك غير ممكن‪.‬‬
‫الحساسية‪ :‬بدأ المختصون يدركون أنه كلما كان الطفل ذك ًيا‪ ،‬كان حساساً أكثر‪ .‬فالطفل الموهوب‬
‫يلاحظ البيئة أكثر من غيره ويتفاعل معها بصورة أقوى‪ ،‬ويكون مدركاً على الأغلب لشعوره على نح ٍو‬
‫مرهف‪ ،‬ويمكن أن يكون عاطفياً جداً‪ .‬وربما يشعر بالذهول لأن زميل ًا له تعرض للمضايقة أو اعتدى‬
‫أحد عليه‪ ،‬أو ربما يبكي إذا رأى معاقاً يتس ّول‪ .‬فهؤلاء الأطفال يفهمون الأمور عقل ًيا‪ ،‬لكنهم ربما لا‬

   ‫يكونون قادرين عاطفياً ‪ -‬أو ببساطة غير جاهزين ‪ -‬للتعامل مع الحزن الذي يتسبب به الموقف‪.‬‬
‫وربما ينزعج أطفال ما قبل المدرسة من مشاهدة أخبار المساء في التلفاز‪ ،‬أو يبكون إذا رأوا‬
‫فراشة جميلة تتحطم على زجاج السيارة‪ ،‬أو يبدون تعاط ًفا غير طبيعي مع الآخرين وربما كانوا‬
‫حساسين جداً لتوقعات الآخرين‪ .‬وقد تم ّكنهم هذه الحساسية من اكتشاف شعور الآخرين على نح ٍو‬
‫رائع حيث يبدون كأنهم ذوو حدس قوي‪ .‬وقد وصفت إحدى الأمهات ابنتها البالغة من العمر اثني‬
‫عشر عاماً بأنها “ دبلوماس ّية العائلة”؛ لأنها كانت تح ّس بالتوتر قبل وقوعه بين أفراد العائلة وتبدأ‬

                                                   ‫“المفاوضات لمنع التصادم” فو ًرا‪.‬‬
‫كما أن حساسيتهم تقود إلى جرح شعورهم بسهولة‪ .‬فإذا ضايقهم أطفال آخرون أو سخروا منهم‬
‫أو تناولوا الغداء مع غيرهم‪ ،‬فإن ذلك يؤذيهم أذى كبي ًرا‪ .‬وربما ينهون صداقة دامت فترة طويلة بسبب‬
‫مشاجرة‪ ،‬وربما يتذكرون النقد أو أشياء بسيطة لفترة طويلة من الوقت‪ .‬وهذا الحس المرهف يمتد‬

                                         ‫أيضاً ليشمل الحواس الجسمية كاللمس والشم‪.‬‬
‫ال ِح ّدة‪ :‬تعد الح ّدة الظاهرة أساس كل هذه الخصائص – وربما كانت السمة الأهم ‪ -‬حيث يميل الأطفال‬

  ‫الموهوبون ببساطة إلى أن يكونوا أقوياء في طباعهم أكثر من الأطفال الآخرين في كل ما يفعلون‪.‬‬
‫فكل ما يفعلونه إنما يفعلونه بقوة؛ وأي شيء يعتقدونه‪ ،‬يؤمنون به بشدة‪ .‬تقول إحدى الأمهات‬

            ‫«شعار طفلي في الحياة‪ :‬أي شيء جدير بأن نفعله‪ ،‬يستحق أن نفعله بقوة شديدة»‪.‬‬
‫يبدو أن الأطفال الموهوبين فعل ًا هم ذوو شخصيات قوية‪ .‬فإذا كانوا في لعبة شطرنج فإن ذلك‬
‫يبدو وكأنه كل ما يريدون‪ .‬وإذا كانوا يدرسون الحشرات‪ ،‬فإن ذلك هو كل هوايتهم‪ .‬قوتهم تتغلغل‬
‫في كل شيء بما في ذلك النوبات المزاجية‪ ،‬ومنافسات الأقارب وصراع السيطرة مع الكبار‪ .‬وحتى‬
‫أنماط النوم تميزها تلك الح ّدة والش ّدة‪ ،‬فعندما ينامون‪ ،‬فإنهم ينامون بعمق ويصعب إيقاظهم‪ ،‬وتكون‬

                                ‫‪14‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42