Page 38 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 38
الفصل 2خصائص الأطفال الموهوبين
أحلامهم أكثر حيوية .وقد لاحظ بعض المختصين أن الأطفال الموهوبين ينامون بعمق لدرجة أنهم
ربما يمشون وهم نائمون ،أو يب ّللون أس َّرتهم أو يتعرضون لرعب ليلي.
أحلام اليقظةِ :ح ّدة الأطفال الموهوبين تؤدي بهم في أغلب الأحيان إلى أن يتيهوا في أفكارهم أو أحلام
يقظتهم لدرجة أنهم يصبحون غير مدركين لما يحيط بهم .وقد أخبر والد عن ابنه البالغ من العمر تسع
سنوات أنه أضاع قفازه في أثناء لعبة البيسبول .كان يقف في أقصى الملعب حين لاحظ منضا ًدا في
الجو؛ لقد سحرته الألوان فأخذ يفكر في كيف يبدو منظر العالم من الأعلى .و ُشغل بفكرة كيف يبقى
هذا البالون محمولاً في الهواء ،لقد كان مستغرقاً في التفكير لدرجة أنه لم يلاحظ قفازه يسقط .وعندما
انتهت الجولة ،أرسل المدرب ولداً آخر لإحضاره .وقد بدا مرتبكاً جداً عندما سأله المدرب عن قفازه.
أحلام اليقظة المفرطة ،طبعاً ،محبطة للآباء والمعلمين ،ويمكن أن توحي بوجود مشكلات إذا
أدت إلى إعاقة العمل .لكن التخ ّيل والتركيز العالي من ناحية أخرى ،ضروريان لكثير من المهن .وقد
لاحظ كثيرون من الراشدين المشهورين أن هذه المهارات ضرورية لحل المشكلات.
وعلى الرغم من أن كثي ًرا من الخصائص المذكورة أعلاه للأطفال الموهوبين يمكن أن تؤدي إلى
المشكلات أو الإحباط للوالدين والمدرسين أو للطفل الموهوب نفسه ،لكنها يمكن أن تكون مفيدة
في مواقف مع ّينة ،وعلى الآباء والكبار أن يكونوا حذرين وألا يو ّبخوا الأطفال الموهوبين عندما تبدو
عليهم مثل هذه السمات ،لأنها جزء من مكونات الطفل الموهوب .فنحن مثل ًا لا نو ّبخ طفل ًا لأن شعره
ُب ّني أو عيونه خضراء .فالسمات المذكورة أعلاه جزء أساسي من طبيعة الطفل الموهوب وهي لا تقبل
التغيير ويجب قبولها واحترامها.
سماعي – تتابعي ،أم بصري – فراغي؟
لا تؤثر الطريقة التي يفكر فيها الأطفال في المواهب والقدرات التي من المحتمل أن يطوروها
فحسب ،بل تؤثر أيضاً في الطريقة التي يتعلمون بها ،وحتى في إمكانية التع ّرف إلى قدراتهم
بالاختبارات أو من المعلمين .كما أن نوعية تفكيرهم ودراستهم تؤثر في تعاملهم مع الآخرين وربما
في اختيارهم لأصدقائهم .وتساعدك بعض المعرفة حول هذين النمطين من التفكير -:السماعي –
التتابعي ،والبصري – الفراغي على فهم سبب وجود بعض الفروق بين طريقة تفكيرك وطريقة تفكير
طفلك ،وأين تكمن هذه الفروق.
لسنوات عدة ظل الباحثون يشيرون إلى النمطين المهيمنين على أساليب التعليم على أنهما
«الدماغ الأيسر» و«الدماغ الأيمن»؛ لأنهما يمثلان وظائف الدماغ التي كان من المفروض أن ترتبط بأحد
نصفي الدماغ أو بالنصف الآخر .8وهذان النمطان من التفكير « -الدماغ الأيسر» و«الدماغ الأيمن» -
يمثلان تبسي ًطا شدي ًدا وليس الحقيقة كلها .صحيح أن بعض الوظائف أكثر ارتباطاً بأحد نصفي الدماغ
-الأيمن أو الأيسر ،لكن هناك وظائف متعددة في كل نصف .9وفي حقيقة الأمر ،أن أي تمييز بين ما
ُيس ّمى دما ًغا أيسر أو أيم َن هو تبسيط مجازي صريح ،لأننا نستعمل أدمغتنا كلها بصورة تفاعلية في
أي مهمة نؤديها .ومع ذلك ،فهناك تجميع للخصائص التي تعكس الفروق الفردية في أساليب التفكير
15