Page 68 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 68

‫الفصل ‪ 3‬التواصل‪ :‬مفتاح العلاقات الاجتماعية‬

‫رائ ًعا؟ إنه كان يبذل جهده ح ًقا”‪ .‬لكن الحديث يكون في غالب الأحيان سلب ًيا‪ ،‬ومثال ذلك “كان يفترض‬
‫أن يستعد “ طلال” لامتحان الجبر ليلة أمس‪ ،‬لكنني وجدته يلعب بالفيديو في غرفته‪ ،‬لذا عاقبته مدة‬
‫يومين‪ .‬أتمنى فعل ًا أن يكون قد تعلم شي ًئا من هذا الموقف»‪ .‬يمكن أن ُتقال هذه الأمور لصديق على‬
‫الهاتف أو بين الوالدين نفسيهما على مسمع من الطفل‪ .‬ومهما يكن الأمر‪ ،‬فإن الحديث عن الطفل‬

                                    ‫بهذه الطريقة وعلى مسمع منه ُيع ّد أم ًرا غير مناسب‪.‬‬

‫ونظ ًرا إلى حساسية الأطفال الموهوبين الزائدة وسعيهم نحو الكمال‪ ،‬فإنك سوف تلحق بهم‬
‫أذى عمي ًقا إذا سمعوك تحدث الآخرين عن هفواتهم ومشكلاتهم‪ .‬فليس من العدل ولا من المقبول‬
‫عند الطفل‪ ،‬كما هو عند الكبار‪ ،‬أن تنشر مشكلاتهم على الملأ‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إلى عدم ثقة الطفل‬
‫بالراشدين الذين يفعلون ذلك‪ .‬وتذ ّكر أن الأطفال الموهوبين‪ ،‬كغيرهم من الأطفال‪ ،‬يحاولون إدارة‬
‫المعلومات المتعلقة بهم – لذا فإن إفشاء أسرارهم‪ ،‬لا س ّيما السلبية منها‪ ،‬قد يو ّلد فيهم الامتعاض‬
‫والغضب‪ .‬على حين يفهم الأطفال الموهوبون الأحاديث التي يسمعونها مصادفة‪ ،‬فإنهم قد يسيئون‬
‫فهم التعليقات‪ ،‬مما يزيد الطين ب ّلة‪ .‬وقد يلصق الأذى الناجم عن هذه التعليقات بالطفل مدة طويلة‬
‫يمكن أن يد ّمر ثقة الطفل بك بوصفك وال ًدا محب ًبا له‪ .‬ويمكن أن يصبح التواصل داخل العائلة محدو ًدا‬
‫أو متوت ًرا نتيجة لهذه المواقف‪ ،‬سواء أكان الطفل دقي ًقا أم غير دقيق في إدراكه أو فهمه لها‪ .‬فإذا كنت‬
‫تريد ح ًقا التحدث عن أطفالك أمام الآخرين‪ ،‬فافعل ذلك عندما يكونون بعيدين ولا يستطيعون سماع‬
‫ما تقوله عنهم‪ .‬وإذا رغبت في أن تشارك الآخرين في بعض الإحباطات التي تشعر بها من طفلك‪،‬‬
‫فافصل دائ ًما بين السلوك والطفل‪ ،‬وافعل كل ما بوسعك كي تضمن أن يبقى الحديث س ًرا بينك وبين‬

                                       ‫صديق تثق في احتفاظه بما يسمع من تعليقات‪.‬‬

‫كافئ‪/‬ي الطفل على صدقه وأمانته‪ :‬يريد الأطفال الموهوبون عادة أن يفعلوا الشيء الصحيح ولكنهم‬
‫كغيرهم من الأطفال‪ ،‬قد ينسون بعض القوانين‪ ،‬لا س ّيما إذا كانوا في عجلة من أمرهم لإنجاز شيء‬
‫مثير‪ .‬فقد تلاحظ الأم أن بضع قطع من الحلوى قد فقدت من إناء الحلوى‪ ،‬ويعترف الطفل أنه فعل ًا‬
‫أخذ قطعة أو قطعتين منها‪ .‬عندئذ‪ ،‬قد يكون من المفيد أن تقول لطفلها بنبرة مرحة‪« :‬حس ًنا‪ ،‬إنني‬
‫شاكر لك أنك أحببت الحلوى التي صنعتها‪ ،‬فأخذت بعضها خلسة‪ ،‬لكنني أقدر لك أي ًضا أمانتك وصدقك‬
‫في إخباري بذلك‪ .‬أرجو أن تكون دائ ًما أمي ًنا وصاد ًقا معي كما فعلت اليوم»‪ .‬إن مثل هذا الأسلوب‬
‫الخالي من التهديد يجنبك المواجهة مع طفلك على حادثة بسيطة‪ ،‬وينمي بينكما التواصل الإيجابي‬
‫في المستقبل‪ .‬إن عدم تأديب الطفل وعقابه بصورة علنية أمام الآخرين قد يؤدي إلى نتائج أفضل من‬
‫التقليل من شأنه بقولك‪« :‬أنت تعرف القانون الذي نلتزم به بخصوص تناول الحلوى بين الوجبات! إياك‬
‫أن تضطرني إلى القبض عليك وأنت متورط بهذا العمل ثانية»‪ .‬هذا الأسلوب الغاضب يخبر طفلك بأنك‬
‫لا تثقين به‪ ،‬ويجعله يتساءل فيما إذا كان قد أصبح ل ًصا‪ .‬إنه أسلوب يوحي إلى الطفل افتراضات سلبية‬

                                                          ‫تتعلق به وبسلوكه م ًعا‪.‬‬

‫إن من الأفضل لولي الأمر‪ ،‬في معظم الأحيان‪ ،‬عندما يعلم أن طفله قد قام بعمل يخالف‬
‫القوانين‪ ،‬أن يجعله يعرف أنك تعرف ذلك‪ ،‬بدلاً من أن تطالبه بالاعتراف‪ .‬تجنب أن تخلق موق ًفا يضطر‬

                                ‫‪45‬‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73