Page 66 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 66
الفصل 3التواصل :مفتاح العلاقات الاجتماعية
راقب/ي مشاعرك القوية :سوف يتمكن الأطفال الموهوبون ،بما لديهم من قدرة على الاستشعار ،أن
يعرفوا أن لديك مشاعر مع ّينة ،سواء أفصحت عنها أم لا .وإذا حاولت إنكار مشاعرك أو إخفاءها ،فلن
تجني سوى عدم الثقة في تفاعلاتك معهم ولن تشعر إلا بمزيد من الغربة الانفعالية .فإذا ق ّررت أن
مشاعرك ذاتية ج ًدا أو قوية بما لا يسمح بمشاركتها مع الآخرين ،فإن بإمكانك أن تقول« :لد ّي في هذه
اللحظة مشاعر قوية حول هذا الموضوع ،وسوف أحتاج إلى بعض الوقت لكي تستقر هذه المشاعر
قبل أن أتحدث معك عنها» .إن هذه العبارة تجعل الأطفال على وعي بأن الراشدين قادرون على ضبط
مشاعرهم وإدارتها بنجاح.
وهناك كلمة تحذير أخرى :بما أن الأطفال الموهوبين ،بما لديهم من مفردات وقدرات استيعابية
متطورة ،يظهرون أنهم أكبر وأنضج مما توحي به أعمارهم الحقيقية ،لذا فإن بعض الآباء قد ينزلقون
بمشاركتهم في مشاعر الراشدين أكثر مما ينبغي .وسوف يجد الآباء الذين يفعلون ذلك أنهم وقعوا في
المحظور بصورة غير صحيحة ،مستخدمين أطفالهم بدائل لعلاقاتهم وصداقاتهم التي تلائم الراشدين.
فالأب المنزعج مثل ًا من عصيان زوجته أو من إصرارها على الطلاق ،يجب أل ّا يشارك طفله في التفاصيل
الحالية والماضية التي تس ّببت في خيبة أمله ،لأن الأطفال لا يملكون الخبرة الحياتية الكافية ولا
القدرات الانفعالية المناسبة للتعامل مع هذه القضايا المعقدة ،حتى لو كانوا قادرين على استيعابها.
فالأطفال بحاجة إلى أن يبقوا أطفالاً ويعيشوا حياتهم كذلك ،بعي ًدا عن الهموم والقضايا التي يفرضها
عليهم الراشدون .والأب الذي يبحث عن دعم عاطفي من طفله في المواقف الصعبة يلقي عليه ،ظل ًما،
حمل ًا ثقيل ًا ،حتى لو كان عمر الطفل 12أو ،15أو حتى 20عا ًما ويبدو ناض ًجا بما يكفي للتعامل مع
هذا الموقف .إن إخبار الطفل بالتفاصيل كافة يكلفه القيام بدور غير ملائم في رعاية والده .إن من
المغري مشاركة الأطفال الأذكياء الذين يكونون كالراشدين ،لكن على الوالدين ،في المواقف الصعبة،
أن يبحثوا عن المساعدة والدعم من الأصدقاء والأقارب أو من الأشخاص المختصين ،وليس من أطفالهم.
كما يجب ألا يبدي أحد الوالدين أي تعليقات تثير تح ّيز الطفل ضد الطرف الآخر ،لأن ذلك
يحرم الطفل من فرصة إصدار أحكامه الخاصة وخياراته الذاتية ،كما يترك آثا ًرا دائمة في علاقاته
بالطرف الآخر .يضاف إلى ذلك أن هذا النوع من الكلام يكون له تأثير عكسي في الطرف الذي يقوم
به .لكن الوالدين يستطيعان ،طب ًعا ،أن يتفهما مشاعرهما في المواقف غير السا ّرة ،ويمكن أن يفعلا
ذلك بقولهما مثل ًا« :إننا حزينان ج ًدا بسبب الطلاق ،لكننا نتوق إلى حياة جديدة خالية من جميع
المشاجرات التي كانت تحدث بيننا».
تجنب/ي الرسائل غير الحقيقية أو المتناقضة :قد تشير كلمات أحد الوالدين أحيا ًنا إلى فكرة مع ّينة أو
شعور مع ّين ،لك ّن لغة جسده أو نبرة صوته قد تشير إلى معنى مختلف .فعندما قالت إحدى الأمهات
لطفلها الموهوب بصوت فيه كثير من الرتابة« :إن عزفك على البيانو يتحسن فعل ًا» كانت إجابة طفلها:
«لماذا لم تقولي ذلك لوجهك؟» لقد ركز هذا الطفل على نقص الصدق في تعليق أمه.
إن نبرة الصوت ذات تأثير كبير .فعندما يقول أحد الوالدين لطفله« :أحب أن أعرف ماذا فعلت
في منزل صديقك اليوم!» فإنه قد يعني أنه يو ّد أن يعرف ذلك ح ًقا .ولكن هذه الكلمات ذاتها ،عندما
43