Page 65 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 65

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫ويمكنك‪ ،‬بالأسلوب ذاته‪ ،‬أن تستعمل العبارات التي تبدأ بكلمة «أنا» للتعرف إلى إنجازات الطفل‬
‫الإيجابية بالتعبير عن مشاعرك أنت وتفسيراتك لمشاعر الطفل بدل ًا من تقويم الطفل نفسه‪ .‬فقد تقول‬
‫له مثل ًا‪ « :‬أنا أشعر بالفخر والسعادة عندما أراك وأنت تتقن مشرو ًعا صع ًبا‪ ،‬وأعتقد أنك سوف تشعر‬
‫بالمثل حيال عملك»‪ ،‬بدلاً من أن تقول له‪« :‬إنك تتقن عد ًدا كبي ًرا من الأشياء!» العبارة الأخيرة تضع‬
‫الطفل أمام توقعات عالية‪ ،‬وتفرض عليه ضغو ًطا تضطره إلى الاستمرار في إتقان أمور عديدة‪ ،‬أو تفيد‬
‫بأن الطفل قد حصل على احترام وتقدير لمجرد أنه كان ذك ًيا ومتق ًنا لعدد كبير من الأمور‪ .‬وتكمن‬
‫الخطورة هنا في أن الطفل سوف يعتقد أنه لا يحصل على التقدير والاحترام إل ّا إذا ح ّقق إنجازات‬

                           ‫كبيرة‪ ،‬بدلاً من الحصول على الاحترام لمجرد أنه إنسان من البشر‪.‬‬

‫افصل‪/‬ي بين السلوك والطفل‪ :‬تذ ّكر في أثناء التواصل أن تمدح أو تذم السلوك وليس الطفل‪ .‬فعبارة‬
‫«إ ّنني معجب بإكمالك مشروع العلوم في الوقت المحدد» أكثر تحدي ًدا‪ ،‬وعليه تحمل معنى أوضح من‬
‫عبارة « إن لديك موهبة حقيقية في عمل الأمور»‪ .‬ويمكنك بالطريقة ذاتها‪ ،‬إذا لم تكن راض ًيا عن سلوك‬
‫الطفل‪ ،‬أن توضح عدم رضاك دون أن تنتقد الطفل نفسه‪ .‬فبدلاً من أن تقول‪« :‬يبدو أنك لن تستطيع‬

         ‫تذ ّكر القواعد أب ًدا»‪ ،‬يمكنك أن تقول بكل بساطة‪« :‬إن هذا السلوك غير مسموح به هنا‪».‬‬

‫وهذا أمر مهم لأنه يفصل السلوك عن الطفل‪ ،‬والتعليقات الموجهة نحو السلوك مباشرة تكون‬
‫في العادة أكثر دقة من تلك التي تو ّجه إلى الشخص‪ .‬فالتعليقات الإيجابية والسلبية تكون في العادة‬
‫أكثر فاعلية عندما تو ّجه إلى السلوك‪ .‬ولا شك في أن تغيير التعليقات لكي تركز على السلوك بدل ًا من‬

                    ‫الشخص يحتاج إلى تدريب‪ ،‬لكن النتيجة ستكون تواصل ًا أفضل مع الطفل‪.‬‬

‫تذ ّكر‪/‬ي ماضيك الشخصي‪ :‬يمكنك أحيا ًنا أن تساعد على توفير جو إيجابي من التواصل مع طفلك‬
‫عندما تتحدث عن مواقف عشتها عندما كنت طفل ًا – أو ربما تعيشها الآن – وما يتصل بها من مشاعر‬
‫وأحاسيس‪ .12‬ولا تستعمل عبارات تقليدية مثل‪« :‬عندما كنت في س ّنك‪ ،‬كنت أمشي خمسة أميال لأصعد‬
‫الت ّلة المجاورة‪ ،‬ثم أهبط من فوقها وأنا أحمل ‪ 25‬كيلوجرا ًما من الكتب المدرسية»‪ .‬ولا تكشف لطفلك‬
‫عن مشاعرك كلها دون أي اعتبار لما قد تتركه من أثر في نفسه‪ .‬وما عليك إل ّا أن تشارك طفلك في بعض‬
‫عواطفك المرتبطة بخبراتك السابقة‪ ،‬كأن تقول له مثل ًا‪« :‬أتذ ّكر أ ّنني غضبت ذات مرة غض ًبا شدي ًدا من‬
‫أحد المتنمرين في المدرسة»‪ ،‬أو «لقد صادفت مشكلة كهذه مع أحد الباعة أو السائقين ‪ ...‬إلخ ذات‬
‫مرة»‪ .‬فالأطفال الموهوبون يستجيبون إيجاب ًيا لمثل هذه المشاركات التي يعترف بها الراشدون بأن لهم‬

                                     ‫مشاعر رقيقة كالشعور بالأذى أو الخوف أو الإحراج‪.‬‬

‫ع ّلم‪/‬ي طفلك بعض المهارات الاجتماعية‪ :‬قد لا يكون طفلك واع ًيا بتأثير أسلوبه في الآخرين عند‬
‫التواصل معهم‪ .‬فإذا كان مثل ًا يحب السيطرة على الآخرين أو يصدر أحكا ًما عليهم‪ ،‬فإنه قد يستفيد من‬
‫بعض مواقف لعب الأدوار التخ ّيلية مكتش ًفا كيف تبدو الأصوات المختلفة أو كيف يشعر بها الآخرون‪.‬‬
‫وقد يحتاج الأطفال الموهوبون أحيا ًنا إلى من يع ّلمهم كيف يتواصلون بصر ًيا مع الآخرين ويتحدثون‬
‫معهم بطريقة و ّدية‪ .‬إن ممارسة هذه المهارات من خلال لعب الأدوار مع الأطفال الآخرين يمكن أن‬

           ‫تساعد الطفل على تطوير فهم أفضل لدوره هو في التفاعلات الاجتماعية مع أصدقائه‪.‬‬

                                ‫‪42‬‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70