Page 70 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 70

‫الفصل ‪ 3‬التواصل‪ :‬مفتاح العلاقات الاجتماعية‬

‫افتح‪/‬ي في بيتك قس ًما للشكاوى‪ .‬معظم الدوائر الناجحة تفتح أقسا ًما للشكاوى‪ ،‬كما أن عد ًدا كبي ًرا من‬
‫العائلات الناجحة تفعل ذلك أي ًضا‪ .‬فطفلك يحتاج إلى فرص يع ّبر فيها عن مشاعره التي تشمل شكاواه‬
‫وتذمراته‪ .‬وإن لم يحدث ذلك‪ ،‬فإنه سيشعر أن آراءه غير مهمة‪ ،‬ويستمر في تجميع هذه الشكاوى‬
‫حتى تصبح حمل ًا ثقيل ًا‪ .‬وقد يفاجئك بعد ذلك بانفجار هذه المشاعر الغاضبة في يوم من الأيام‪.‬‬
‫ويمكنك أن تشجع طفلك على الكلام بقولك مثل ًا‪« :‬يبدو أنك غير سعيد لسب ٍب ما‪ .‬هل تود أن تك ّلم أحد‬
‫أعضاء قسم الشكاوى؟»‪ ،‬أو «دعنا نكتب شكواك على ورقة لاصقة ونثبتها على لوحة الإعلانات ونناقشها‬

                                                ‫في الاجتماع القادم مع أفراد العائلة»‪.‬‬

‫احترم‪/‬ي مشاعر طفلك ولا تتدخل‪/‬ي فيها‪ .‬بعض المشاعر والمواقف خاصة ج ًدا‪ .‬والخصوصية شرط‬
‫ضروري حتى يكون الطفل شخ ًصا مستقل ًا ومنفصل ًا عن الآخرين‪ .‬لذا احترم طفلك بأن تسمح بوجود‬
‫بعض الجوانب من حياته له فيها خصوصية فعلية‪ ،‬ولا تشاركه أنت ولا غيرك دون إذنه‪ .‬وقد يكون‬
‫هذا إجرا ًء مخي ًفا لآباء المراهقين الذين يرغبون في معرفة كل ما يفعله أطفالهم ويفكرون فيه من‬
‫أجل ضمان سلامتهم‪ .‬لكن التدقيق الشديد على ما يفعله الطفل ينقل له ق ّلة الاحترام وعدم الاهتمام‬
‫بمشاعره الخاصة‪ .‬وقد تحتاج إلى عملية متوازنة ج ًدا تقرر من خلالها ما ينبغي لك أن تعرفه‪ ،‬وما يمكن‬

                                           ‫أن تسمح بحدوثه دون معرفتك أو موافقتك‪.‬‬

‫قد يتصرف الأطفال الموهوبون أحيا ًنا‪ ،‬لا س ّيما إذا كانوا يعتقدون أن مشاعرهم غير مقبولة من‬
‫الآخرين‪ ،‬وكأنهم لا مشاعر لهم ولا يهتمون أب ًدا بما يفكر فيه الآخرون‪ .‬هؤلاء الأطفال هم‪ ،‬في معظم‬
‫الأحيان‪ ،‬الذين قرروا أن مشاعرهم حساسة ج ًدا ولا يمكن التعامل معها‪ ،‬أو أنهم يخافون ألا تكون هذه‬
‫المشاعر مقبولة أو محترمة إذا ع ّبروا عنها‪ .‬لذا فهم يعتقدون أن من الأسلم التظاهر بعدم وجود هذه‬
‫المشاعر أصل ًا‪ .‬ولا شك في أن احترامك ودعمك المتواصلين سوف يسمحان لهم بإعادة النظر في هذه‬

                                                 ‫العزلة الانفعالية التي يعيشون فيها‪.‬‬

‫تعامل‪/‬ي مع المواضيع الحساسة بكل عناية‪ :‬قد يشعر الأطفال الموهوبون أن من السهل جرحهم‬
‫عندما يع ّبرون عن مشاعرهم أمام الجميع‪ ،‬لأن مشاعرهم عادة تكون قوية ج ًدا‪ .‬ومع أن مشاركة‬
‫الآخرين في المشاعر والمخاوف والآمال العميقة يمكن أن تؤدي إلى التقارب والود‪ ،‬إل ّا أنها تزيد‬
‫احتمال أن يصاب الشخص بالأذى‪ .‬يتعلم بعض الأطفال الموهوبين ألا يشاركوا غيرهم في انفعالاتهم‬
‫بعد أن يصابوا بالأذى مرة واحدة‪ ،‬وقد يقررون عندئ ٍذ أن يختاروا الوحدة بدلاً من أن يخاطروا في‬
‫إمكانية أن يتعرضوا للنقد أو سوء الفهم‪ ،‬أو التقليل من شأنهم‪ ،‬أو حتى للسخرية‪ .‬وقد يبدو هؤلاء‬

              ‫الأطفال بلا مشاعر من الخارج‪ ،‬ولكنهم قد يشعرون بانفعالات عميقة من داخلهم‪.‬‬

‫قد يكون من الضروري أحيا ًنا مناقشة بعض الموضوعات الحساسة‪ ،‬ولكنك لا تريد في الوقت‬
‫نفسه أن تواجه طفلك أو تحرجه‪ .‬وقد اكتشف بعض الوالدين أن حديثهم مع أطفالهم يكون أفضل‬
‫عندما يتجنبون الاتصال البصري معهم‪ ،‬كأن يتواصلون معهم وهم نائمون ليل ًا مثل ًا‪ ،‬عند إطفاء الضوء‬
‫في غرفهم‪ ،‬أو وهم يمشون م ًعا أو في السيارة‪ .‬وهناك أسلوب آخر هو أن يقوم أحد الوالدين بالدورين‬
‫م ًعا في أثناء الحديث‪ .‬فقد يقول هذا الوالد‪ ،‬مثل ًا‪« :‬لا أدري‪ ،‬إن كنت قد ف ّكرت يو ًما في الموضوع ‪،...‬‬

                                ‫‪47‬‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75