Page 69 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 69
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
الطفل فيه إلى الكذب أو إنكار الفعل الذي قام به .ففي هذه الحالة يكون الطفل في موقف الخاسر
في الحالات كلها ،فهو سوف يعاقب إذا قبض عليه وهو يكذب ،ولكنه سيعاقب أي ًضا فيما لو كان صاد ًقا
معك .فإذا كنت تعرف ما فعله الطفل ،فتجنب محاكمته ،وعاقبه رأ ًسا إذا كان ذلك ضرور ًيا.
قد يخرج طفل ِك من المنزل ،مثل ًا ،ويترك الباب الخارجي مفتو ًحا على مصراعيه ،مع أن الأم قد
نبهته أكثر من مرة أن يغلق الباب عندما يخرج .والآن هناك ذباب على رفوف مطبخك وحول الطعام
الذي تنهمكين في إعداده .وليس هناك أي شخص آخر قد يكون ترك الباب مفتو ًحا ،لذا فمن الواضح
أن الطفل هو من فعل ذلك .ففي هذه الحالة ،لا تسألي الطفل فيما إذا كان قد ترك الباب مفتو ًحا،
فتفسحي المجال أمامه للكذب ،وإنما قولي له ببساطة« :لقد لاحظت أنك تركت الباب الخارجي
مفتو ًحا ،فماذا يجب أن نفعل ،في رأيك ،لكي نجعلك تتذكر أن تغلقه خلفك؟» عندما تفعلين ذلك،
فإنك سوف تتجنبين إلقاء محاضرة غاضبة على مسامع الطفل تبدأ بالصراخ عليه« :متى ستتذكر أن
تغلق الباب خلفك عندما تخرج ،بالله عليك؟»
ويمكنك ،بدلاً من ذلك أن تقولي له« :أتمنى ح ًقا أن تحاول أن تتذكر إغلاق الباب خلفك في
المرات القادمة لأنني لا أحب هذا الذباب في مطبخي .هل ّا ساعدتني الآن على إخراج هذه الذبابات
والقضاء عليه بعصا الذباب هذه؟» إن الاستجابة للخطأ بهذه الطريقة تفترض أن الطفل يريد أن يفعل
الشيء الصحيح ،ولكنه نسي ذلك وهو الآن مستعد للمساعدة على طرد الذباب والتخلص منه .ولا شك
في أن هذه الطريقة في معالجة الموقف أفضل من إسماع الطفل محاضرة «كم مرة ،»....التي تفترض
أن الطفل حالة ميئوس منها وأنه لن يتحسن.
وإذا كان طفلك صاد ًقا في ترك الباب مفتو ًحا أو في تناول قطع الحلوى ،فلا تستعملي هاتين
القصتين لمعاقبة الطفل أو إغاظته أو إحراجه في مواقف لاحقة .ولا تنشري قصة قطع الحلوى
المفقودة بين أفراد العائلة ،فذلك لا يؤدي إل ّا إلى قتل الأمانة والصدق وإعاقة التواصل في المستقبل
بل اتركي ذلك للمستقبل ،فقد يروي الطفل نفسه هذه القصة عندما يكبر ويضحك منها مع الآخرين.
ويمكن تشجيع الطفل على الأمانة والصدق بطرق أخرى ،كما في المثال التاليُ :فقد من درج
أحد الوالدين بعض القطع النقدية المعدنية .وأخبرت الأم زوجها أن « نايف» هو في الغالب من فعل
ذلك؛ لأنها رأته خار ًجا من غرفتهما ،وأن النقود كانت موجودة قبل دخوله وأنها ُفقدت بعد خروجه
من الغرفة .تناقش الوالدان م ًعا فيما يجب عليهما فعله .لكن قبل أن يتخذا أي قرار ،بادر « نايف» أباه
بقوله «أبي ،هل لي أن أحصل على النقود التي في درجك؟» (لكن نايف لم يذكر أن النقود كانت في
جيبه هو في هذه اللحظة) .فقال والده« :لا ،ليس هذه المرة ،إذ إنني أحتاج إليها لأم ٍر ما ،لكن شك ًرا
لك على أنك سألتني .إنني أقدر لك صدقك وأمانتك وعدم أخذك لأي شيء دون إذن .إن من دواعي
سروري أن أعرف أنك لن تأخذ شي ًئا ليس لك ».عندئذ تسلل الطفل ،في أول فرصة سنحت له ،إلى
الغرفة وأعاد النقود إلى مكانها .ومن المحتمل ألا يأخذ هذا الطفل شي ًئا ليس له في المستقبل .فقد
أنقذ ماء وجهه ،وع ّلمه والده مجموعة من القيم ،وشعر « الطفل» بالرضا عن نفسه .كان من الممكن
أن يقود هذا المشهد إلى نتائج مختلفة تما ًما وبطريقة سلبية لو أن الوالدين ألقيا على طفلهما محاضرة
طويلة ثم عاقباه على فعلته.
46