Page 64 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 64

‫الفصل ‪ 3‬التواصل‪ :‬مفتاح العلاقات الاجتماعية‬

‫مثل ًا‪ ،‬أن العائلة لن تقوم برحلة طولها ‪ 200‬كلم إذا كان الإطار الزمني المحدد لها ثلاث ساعات‪ ،‬أو أنهم‬
‫لا يستطيعون الذهاب إلى مدينة الرياض لمشاهدة معرض للتمور‪ .‬كما يتعلم الطفل أن يأخذ في‬
‫الحسبان مشاعر أعضاء أسرته واهتماماتهم للتأثير في قرارات الآخرين في الأيام الأخرى غير العادية‪.‬‬
‫فهذه الأيام غير العادية تز ّود العائلة بوقت عائلي مميز‪ ،‬وفرص للتواصل‪ ،‬واحترام لأفكار كل فرد من‬

                                                          ‫أفراد العائلة واهتماماته‪.‬‬

‫ق ّوم‪/‬ي المستويات الوجدانية لطفلك‪ 10:‬يتر ّدد كثير من الأطفال الموهوبين قبل الحديث عن مشاعرهم‬
‫لاس ّيما إذا لم يكونوا قد تعودوا على ذلك‪ .‬ويمكنك‪ ،‬في هذه الحالات‪ ،‬أن تج ّرب طريقة مختصرة تنقل‬
‫فيها مستوى من السعادة العامة لا يحتاج فيه الطفل إلى الكشف عن كثير من أموره – وهذا نوع من‬
‫“قراءة حرارة الانفعال”‪ .‬فيمكن مثل ًا أن تسأل الطفل أن يحدد على مقياس من ‪ 1‬إلى ‪ ،10‬حرارة انفعاله‬
‫لهذا اليوم‪ ،‬على أن تمثل الدرجة ‪ 10‬قمة السعادة والفرح‪ .‬فقد يقول الطفل إن حرارة انفعاله ‪ 8‬أو ‪،3‬‬
‫ويتوقف؛ ولكنك مع ذلك سوف تك ّون فكرة بسيطة عما يشعر به‪ .‬وإذا لم يتابع الوالد هذا التواصل‬
‫أكثر من ذلك‪ ،‬فإن الطفل يسأل “ ألا تريد أن تعرف لماذا أنا عند الدرجة ‪3‬؟ “وهذا بالطبع يفتح باب‬

                                                        ‫التواصل أكثر من ذي قبل‪.‬‬

‫شارك‪/‬ي طفلك في مشاعرہ‪ :‬التواصل دائ ًما شارع ذو اتجاهين‪ .‬لذا يجب أن تكون نموذ ًجا لطفلك‬
‫وتع ّبر دائ ًما عن مشاعرك أنت بوضوح تام في مواقف متنوعة – تخبره فيما إذا كنت راض ًيا أم محب ًطا‪،‬‬
‫فخو ًرا به أم خاب أملك فيه‪ .‬وقد تشعر أحيا ًنا بأنك تو ّد مشاركة طفلك في حرارة انفعالاتك‪ .‬وقد يظن‬

                             ‫بعض الأطفال أن الراشدين لا مشاعر لهم‪ ،‬وهذا أمر مح ّير ح ًقا‪.‬‬

‫تم ّرن‪/‬ي على التعبير عن انفعالاتك بطرق صحيحة‪ ،‬ثم ح ّدد هذه الانفعالات حتى يتمكن طفلك‬
‫من النظر إلى انفعالات شخص آخر بموضوعية‪ .‬فعندما تكون منزع ًجا‪ ،‬يمكنك أن تقول مثل ًا‪“ :‬إنني‬
‫أشعر الآن بالانزعاج والغضب بسبب مشكلة حدثت معي في العمل”‪ .‬وعندما تتحدث مع أطفالك‬
‫حول مشاعرك الخاصة‪ ،‬فإنك تنقل إليهم رسالة تفيد أن هذه المشاعر تخصك أنت‪ ،‬وأنها تكون أحيا ًنا‬

                                            ‫معقدة‪ ،‬وأنها تشكل جز ًءا مه ًما من حياتك‪.‬‬

‫استعمل‪/‬ي العبارات التي تبدأ بكلمة «أنا»‪ .‬فقولك للطفل‪« :‬إ ّنني أشعر بالدهشة وخيبة الأمل عندما‬
‫لا تنصت إلى شخص راشد يتحدث معك»‪ ،‬سيكون أبلغ وأش ّد أث ًرا من قولك‪« :‬لقد كنت وق ًحا وغير‬
‫مؤ ّدب مع ع ّمك في ذلك الموقف»‪ .‬فالعبارة الأخيرة تتهم الطفل وتضعه في زاوية الدفاع عن نفسه‪ .‬أما‬
‫العبارة الأولى‪ ،‬التي بدأت بكلمة إ ّنني‪ ،‬فقد ر ّكزت على كيفية تأثرك أنت بالسلوك؛ لأنك أنت الشخص‬
‫الذي كان يراقب ذلك السلوك‪ .‬وقد أخبرت الطفل دون أن توجه له ال ّلوم «أنا شعرت بالحزن وخيبة‬
‫الأمل عندما ‪ ،»....‬وتفتح بذلك المجال أمام الطفل كي يستجيب لك ويقول‪« :‬أنا آسف»‪ ،‬أو «متأسف‬

                                                               ‫لأنني لم أنصت»‪.‬‬

‫يستطيع الطفل أن يحفظ ماء وجهه بسهولة عندما توجه إليه العبارات التي تبدأ بكلمة أنا‪.‬‬
‫وحفظ ماء الوجه مهم ج ًدا للأطفال الموهوبين‪ ،‬الذين يميلون أصل ًا إلى أن يشددوا على أنفسهم‪ .‬هذا‬

                       ‫النوع من العبارات يساعد الطفل على إدراك أثر سلوكه في الآخرين‪.11‬‬

                                ‫‪41‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69