Page 74 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 74

‫الفصل ‪4‬‬

         ‫الدافع ّية والحماس وتد ّني التحصيل‬

‫غال ًبا ما يتحمس الأطفال الموهوبون للتع ّلم وينهمكون بشغف في كثير من الأنشطة والأفكار‬
‫ويشعرون بفضول كبير تجاه العالم من حولهم‪ .‬فكيف إذن ينحرف بعضهم نحو أنماط التحصيل‬
‫المتد ّني؟ وكيف تخبو دافع ّيتهم الداخلية؟ وكيف يستطيع أولياء الأمور رعاية الدافعية ليتمكن هؤلاء‬
‫الأطفال من تطوير اهتماماتهم وقدراتهم؟ وكيف يستطيع الراشدون المهت ّمون وقف تد ّني التحصيل‪1‬؟‬

              ‫كيف يمكن أن تتح ّول الدافع ّية إلى مشكلة؟‬

‫يبدي الأطفال الصغار الموهوبون كثي ًرا من الإثارة للعالم الذي يحيط بهم‪ .‬وقد وصفت إحدى الأ ّمهات‬
                            ‫دافع ّية طفلتها البالغة من العمر سبع سنوات على النحو التالي‪:‬‬

         ‫« لن أنسى أب ًدا أ ّول يوم َذ َه َبت فيه إلى الروضة ‪ ...‬فقد كانت تشعر بإثارة عالية ج ًّدا‬
         ‫لدرجة أنها كانت تهتز‪ ،‬ولم تستطع الانتظار ح ّتى تدخل من باب المدرسة‪ .‬كنت‬
         ‫راغب ًة ج ًّدا في إرسالها إلى المدرسة؛ لأ ّنها بك ّل صراح ٍة أتعبتني‪ .‬كانت زوبع ًة من‬

                                      ‫الطاقة لا تت ّوقف عن الكلام أو طرح الأسئلة»‪.2‬‬

‫عندما ينمو مثل هذا الطفل المتح ّمس المح ّب للاستطلاع من مرحلة ما قبل المدرسة إلى مرحلة‬
‫المراهقة ويصبح شا ًبا لام ًعا‪ ،‬لكنه يفتقر إلى الدافع ّية‪ ،‬فإ ّن والديه يصابا بالحيرة والإحباط‪ .‬فكيف‬

                                                             ‫يحصل هذا التغيير؟‬

‫قد ُيع َزى السبب إلى أ ّن عد ًدا كبي ًرا من بين الأطفال الموهوبين يسمعون في مرحلة ما قبل‬
‫المدرسة رسائ َل كثير ًة تخ ّفف من اندفاعهم‪ ،‬مثل‪« :‬على مهلك»‪ ،‬أو «انتظر قليل ًا» ‪ ،‬أو « نحن لا ندرس‬
‫هذا الموضوع اليوم» ‪ ،‬أو «سوف نعرف عن هذا الموضوع الأسبوع القادم (أو الفصل القادم أو السنة‬
‫القادمة)‪ ».‬وعندما يدخل الأطفال الموهوبون المدرسة يشكو كثي ٌر منهم الملل بسبب ُبطء وتيرة التع ّلم‬
‫نسب ًّيا‪ .3‬و مع أ ّن الملل قد يكون أحيا ًنا تذ ّم ًرا يع ّبر عن الكسل‪ ،‬أو عذ ًرا لعدم المشاركة الصف ّية‪ ،‬إل ّا أ ّن‬
‫هؤلاء الأطفال‪ ،‬بد ًءا من الصف الأ ّول وح ّتى المرحلة الثانوية لا يح ّبون الأنشطة المدرس ّية التي تخلو‬

                                                                   ‫من التح ّدي‪.‬‬

‫تعود جذور تد ّني التحصيل في المدرسة الإعدادية أو الثانوية إلى المدرسة الابتدائ ّية التي تكون‬
          ‫مقرراتها غير مناسبة لهؤلاء الأطفال‪ ،‬أو سهلة ج ًّدا إلى الح ّد الذي لا تثير فيهم التح ّدي‪.4‬‬

‫وك ّلما تق ّدم هؤلاء الأطفال في صفوفهم المدرس ّية أصبحوا أكثر اهتما ًما بالانسجام مع زملائهم‪،‬‬
‫وأق ّل اهتما ًما بمستوى أدائهم الأكاديمي‪ .‬فهم يعرفون تما ًما أ ّنهم أذكياء‪ ،‬وأ ّنهم الأوائل في صفوفهم‪.‬‬
‫وقد أخبرهم الجميع أ ّن أداءهم عند هذا المستوى ج ّيد‪ ،‬وأ ّن رغبتهم في تع ّلم المزيد غير ضرور ّية‪ ،‬وأ ّن‬
‫أسئلتهم يمكن أن تؤجل‪ ،‬وأ ّن عليهم أن يستمتعوا «بطفولتهم» ويبتعدوا عن قضايا الراشدين‪ .‬لك ّنهم‬

                                ‫‪51‬‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79