Page 77 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 77

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

     ‫الأمريكيون الأفارق َة أ ّنهم يحاولون التص ّرف كالأولاد البيض إذا كانوا من ذوي التحصيل المرتفع‪.9‬‬

‫يوا ِجه الطفل الموهوب ضغو ًطا هائلة للانسجام مع زملائه‪ ،‬م ّما يؤدي إلى مشكلات الدافع ّية في‬
‫معظم الأحيان حيث تش ّكل علاقات الطفل مع الآخرين عامل ًا مه ًّما في تحديد مستوى تحصيله‪ .‬فأنت‬
‫مثل ًا ربما تتذ ّكر بعض الأشخاص المه ّمين في طفولتك‪ ،‬وكنت على استعداد تا ٍّم أن تفعل أ ّي شيء من‬
‫أجلهم‪ .‬لقد كان هؤلاء الآخرون قادرين على إيقاظ دافعيتك من سباتها وتوجيهها الوجهة الصحيحة‪،‬‬
‫فهل تستطيع في المقابل أن تتذ ّكر أشخا ًصا آخرين لم تكن تفعل من أجلهم سوى أق ّل القليل لأ ّنهم‬
‫كانوا سب ًبا في تدمير حماسك ح ّتى في مجالات اهتمامك أحيا ًنا؟ لقد د ّمرت علاقاتك بهؤلاء الناس‬

                                                                ‫دافعيتك الذاتية‪.‬‬

‫والآن‪ ،‬ف ّكر في علاقتك أنت بأطفالك‪ .‬هل تنتقدهم؟ هل يشعر طفلك بالأمان إذا طرح قضايا‬
‫حساسة أو موضوعات جدل ّية للنقاش؟ هل أنت قدوة لطفلك في العمل الجا ّد والتحصيل والتع ّلم‬
‫المستم ّر مدى الحياة؟ هل تبدي رغبة وإرادة قو ّية للتع ّلم ح ّتى عندما تكون ال َمه َّمات المطلوبة منك‬
‫صعبة ج ًّدا؟ هل تعامل أطفالك بالاحترام والهدوء نفس ْيهما اللذ ْين تعامل بهما زملاءك في العمل عندما‬
‫يتد ّنى تحصيلهم؟ إن لم تكن كذلك‪ ،‬فقد تكون علاقاتك بطفلك من العوامل التي تسهم في تد ّني‬

                                                                ‫مستوى دافع ّيته‪.‬‬

‫المدرسة‪ :‬يع ّد تد ّني التحصيل الدراس ّي من أكثر مشكلات الدافع ّية شيو ًعا كما يصفها أولياء الأمور‬
‫والمعلمون‪ ،‬إذ يكون أداء الطفل أدنى بكثير من طاقاته الكامنة‪ .‬وإ ّنه لأمر مثي ٌر للسخرية أن تكون‬
‫المدرسة – التي يفترض أن تكون من بين مؤ ّسسات المجتمع الملاذ الآمن للطفل الموهوب – مصد ًرا‬
‫للإحباط وخيبة الأمل في معظم الأحيان‪ .‬وهنا َتبرز مشكلات الدافع ّية وتد ّني التحصيل أكثر ما يمكن‪.‬‬
‫ومن المؤسف أ ّن الأطفال الموهوبين يتع ّلمون تد ّني التحصيل في المدرسة‪ .10‬فإذا كانت المعايير‬
‫متد ّني ًة‪ ،‬والجهد المطلوب للنجاح بسي ًطا ج ًّدا‪ ،‬وإذا انهال المديح والثناء على الطفل الموهوب بسبب‬
‫قدراته المتم ّيزة‪ ،‬فإ ّنه لن يكون من السهل تطوير الدافع ّية الذات ّية وعادات العمل القو ّية‪ .‬فيتع ّلم الطفل‬
‫الموهوب بدلاً من ذلك‪ ،‬أ ّن النجاح ينتج دون بذل جهد كبير؛ م ّما يم ّهد الطرق أمامه مستقبل ًا للفشل‬

                  ‫في مشاريع تربوية قادمة يكون فيها النجاح متو ّق ًفا إلى ح ٍّد كبير على الجهد‪.‬‬

‫يتل ّهف معظم الأطفال الصغار الموهوبين لدخول المدرسة‪ ،‬ويتو ّقعون أن تكون المدارس أماكن‬
‫مليئة بالإثارة والفرص التعلم ّية والإجابات الشافية لك ّل تساؤلاتهم‪ .‬كما ويرونها أماكن يستطيعون فيها‬
‫بناء علاقات مع أطفال آخرين مثلهم تما ًما‪ .‬لك ّنهم ‪-‬لسوء الح ّظ‪ -‬يصابون بخيبة أمل في معظم الأحيان‪.‬‬
‫ففي الروضة مثل ًا‪ ،‬يستطيع هؤلاء الأطفال قراءة جمل كاملة‪ ،‬بينما لا يستطيع زملاؤهم سوى قراءة‬
‫بعض الحروف والتع ّرف إلى بعض الألوان الأساس ّية‪ .‬فيشعر الأطفال الموهوبون عندئ ٍذ أ ّنهم سبقوا‬
‫غيرهم بخطوات كبيرة‪ ،‬ولسان حالهم يقول‪ « :‬لماذا لا يعرف الأطفال الآخرون ما ك ّنا قد تع ّلمناه قبل‬

                                                              ‫سنوات عديدة ؟ »‪.‬‬

‫يتح ّول ج ّو المدرسة عند كثير من الأطفال الموهوبين إلى مناخ خا ٍل من المتعة والإثارة‪ .‬وسرعان‬
‫ما تختفي الإثارة ويختفي معها الحماس وح ّب الاستطلاع‪ .‬وقد ب ّين بعض الخبراء أ ّن الأطفال الموهوبين‬

                                ‫‪54‬‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82