Page 97 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 97
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
كافأت الجهد الأدنى الذي بذله الطفل ،دون أن يتع ّلم الرابطة بين الجهد والنتيجة .إ ّن من الأفضل أن
ُيع ّزز الجهد الج ّيد ،ح ّتى وإن تحققت النتائج على نح ٍو جزئ ٍّي فقط.
انتبه إلى إنجازات الطفل وق ّدر أهم ِّيتها :يدرك معظم أولياء الأمور أهم ّية ملاحظة إنجازات الطفل،
لك ّنهم ينتبهون أحيا ًنا إلى فشل الطفل أكثر من نجاحه .فقد يتج ّنبون مثل ًا نقاش الطفل في الموا ّد
الدراسية التي أحرز فيها تقدير امتياز ،أو جيد ج ًّدا ،مع أ ّنها قد تكون هي الأغلب ّية .فإذا كانت درجاته
المدرس ّية ك ّلها بمستوى «أ» ،وكانت إحداها فقط بمستوى «ب» ،فإ ّنهما يسألانه على الفور «لماذا
حصلت على «ب» ؟ من الأفضل في هذه الحالات أن تقول للطفل ،ولو في البداية على أق ّل تقدير:
«يح ّق لك أن تكون مسرو ًرا بهذه الدرجات العالية!» ،فالإشارة إلى التقدير «ب» فقط ،تبعث برسالة إلى
الطفل مفادها أ ّنه لم يحقق إنجا ًزا كاف ًيا؛ م ّما يغ ّذي التفكير السلب ّي والسعي إلى الكمال لدى الطفل.
شارك الطفل في الأنشطة المشتركة :يقوم الوالدان أحيا ًنا بأعمالهما في جزء مع ّين من المنزل ،أو في
وق ٍت مع ّين من اليوم ،ويتو ّقعون أن يقوم الأطفال بأعمالهم في مكان آخر أو في وقت مختلف .ناد ًرا
ما يحصل الأطفال في هذه العائلات على فرص يتب ّينون فيها كيف يتعامل الوالدان مع قضايا الدافع ّية
والتحصيل .لكن عندما تن ِجز مشروعا ٍت مشتركة بينك وبين طفلك ،فإ ّنه سيرى عاداتك في العمل
ومهاراتك في الدافع ّية .قد تتم ّثل هذه المشروعات في المساعدة على أعمال الحديقة ،أو الأعمال
المنزل ّية الروتينية ،أو المشاركة في بعض الرياضات أو الهوايات ،وقد يستطيع الأطفال رؤية حماسك
لشيء متع ّلق بالعمل .تز ّود مثل هذه المشاريع المشتركة الأطفال بفرص ممتازة لرؤية مدى سعادتك
وابتهاجك عندما تكون أعمالك متقنة وناجحة ،وتنقل للطفل قيمك وا ّتجاهاتك نحو العمل ،إضافة إلى
بعض المبادئ المه ّمة لك مثل الصبر ،وتح ّمل الإحباط .وتن ّمي الأنشطة المشتركة العلاقات بينك وبين
أطفالك ،و تجعل العلاقات الج ّيدة الأخرى هذه الأنشطة أكثر إمتا ًعا .لا شك أ ّن كثي ًرا من الأنشطة التي
نستمتع بها الآن ونحن راشدون أصبحت ممتعة لأ ّننا اشتركنا فيها مع والدينا أو مع أشخاص آخرين
قريبين م ّنا عندما ك ّنا أطفالاً.
تج ّنب عبارات «نعم ،ولكن »...كثي ًرا ما يمتدح والدا الطفل الموهوب جهوده بأسلوب « نعم ،ولكن
،»...فيقول له أحدهما مثل ًا « :لقد كان عملك رائ ًعا ،ور ّبما كان من الأفضل لو أ ّنك فعلت كذا أو كذا».
تض ّر هذه العبارات تقدير الطفل لذاته؛ لأ ّن كلمة « لكن» تنفي ما جاء قبلها من إيجاب ّيات ،وغال ًبا ما
يتذ ّكرها الطفل من العبارة ك ّلها .فتكون الرسالة المتض ّمنة في هذه العبارة« :إ ّن مستواك و ما أنت عليه
لا يكفيان لتكون طفل ًا محتر ًما ،لو أ ّنك ح ّققت نجا ًحا آخر ،إضافة إلى ما عندك ،فستكون مقبولاً تما ًما «.
كن ح ّسا ًسا ولكن مح ّد ًدا في الوقت ذاته :كن ح ّسا ًسا لمشاعرك الذات ّية ولمشاعر طفلك ،وحاول أن
تتج ّنب العبارات التي تصفه أو تق ّومه بصورة عامة .فالعبارات العا ّمة مثل «عليك أن تبذل جه ًدا أكبر،
وأل ّا تكون كسول ًا» ،أو «لديك إمكانات كامنة عظيمة» ليست مفيدة في هذا المجال .حاول أن تكون
مح ّد ًدا ك ّلما أمكنك ذلك لا س ّيما عندما تو ّجه للطفل نق ًدا ب ّنا ًء .انتبه لاستجابة الطفل ومشاعره تجاه
تقويمك لجهوده وأدائه .من الأساليب المفيدة في ذلك أن تع ّبر عن شعورك أنت واستنتاجك للشعور
المحتمل عند الطفل باستعمال كلمة (أنا) ،أي الجمل التي تبدأ بكلمة أنا ،التي تحد ّثنا عنها في الفصل
الخا ّص بالتواصل.
74