Page 92 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 92
الفصل 4الدافع ّية والحماس وتدنّي التحصيل
من الصعب تحديد أولو ّيات سلوكك إذا لم يكن ما تريده واض ًحا تما ًما .فكما يقول المثل “ :إذا
كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب ،فك ّل الطرق سواسية” .ويستفيد الأطفال الموهوبون من فحص
ِق َيمهم وهم صغار ،حيث بإمكانهم تحديد الأول ّويات التي تساعدهم على الوقاية من المشكلات أو
ح ّلها .وهذه قضايا مه ّمة سواء ُسم ّيت “تربية الشخصية” ،Character Educationأو “توضيح القيم”
.Values Clarificationومن الكتب التي يمكن أن تساعد الأطفال الموهوبين على تع ّلم كيف ّية
تحديد الأهداف المرغوبة وصياغتها وتوضيحها وتحقيقها ،كتاب بناء الذكاء الأخلاقي Building Moral
،Intelligenceوكتاب العادات السبعة للمراهقين مرتفعي الكفاءة The Seven Habits of Highly 27
.Effective Teens
وهذه الكتب تساعد الموهوبين على تحديد القيم المحور ّية :التعاطف ،ويقظة الضمير،
والمسؤول ّية الأخلاق ّية ،والضبط الذاتي ،والاحترام ،واللطف ،والتسامح ،والعدل.28
القيم والأهداف الأبو ّية :ما القيم والأهداف التي تسعى أنت إلى غرسها في طفلك؟ هل هدفك الرئيس
أن يكون طفلك عالي الإنجاز والتحصيل براتب ج ّيد وأمان وظيف ّي ،أم أ ّنك مه ّتم بأن يشعر طفلك أ ّنه
قد ح ّقق شخصيته؟ أم أ ّنك تريد الهدفين م ًعا؟ فإذا كنت كذلك ،هل تعتقد أ ّن أهدافك كوالد للطفل
الموهوب ،عمل ّية وواقع ّية؟ ما أهدافك الوسيط ّية؟ هل أهدافك غامضة ،أم أ ّنك تعرف تما ًما متى
يصل طفلك إلى أحد هذه الأهداف؟ هل أهدافك تماثل أهداف طفلك ،أم تختلف عنها؟ هل تتداخل
أهدافك في علاقتك مع طفلك؟
ر ّبما كان من أصعب التحديات التي تواجه الوالدين تحديد مدى تأكيدهم على دوافعهم الذات ّية
مقارنة بمقدار حاجتهم إلى مساعدة الطفل على اكتشاف دوافعه الخا ّصة وتطويرها .لاشك أ ّنك قد
عشت حياة أطول من حياة الطفل وبالتالي ا ّتسع منظورك للأمور .وقد ب ّينت الدراسات أ ّن والدي
الأشخاص البارزين كانوا يتدخلون ج ًّدا في حياتهم ،ويشرفون عليها .29وقد ثبت أ ّن قيم الوالد ْين
كالعمل الجاد ،والجهد المتواصل ،والتعايش مع الفشل والتراجع ،على درجة من الأهم ّية لتطوير
الموهبة .30من جانب آخر ،قد يصبح الوالدان أحيا ًنا مهتم ْين اهتما ًما كامل ًا بطفلهما حتى أ ّن حياتهما
تتداخل وتتشابك مع حياته .و أحيا ًنا قد تصبح الأهداف الوالد ّية القض ّية الرئيسة للعائلة ،و ُته َمل جوانب
ق ّوة الطفل ومواهبه والأشياء التي يف ّضلها.
هناك قصص عديدة عن والد ْين أرادا أن يصبح ابنهما طبي ًبا أو محام ًيا ،أو غير ذلك؛ لك ّن الطفل
كان يريد وظيفة أخرى مختلفة .ولا يكون من مصلحة طفلك في هذه المواقف ،ولا من مصلحتك ،أن
تستم ّر في الضغط عليه نحو تحقيق هدفك أنت .فللطفل كامل الح ّق في تحديد مسار حياته الخا ّصة.
وقد يرى الوالد في طفله النجاح الذي طالما تم ّناه عندما كان صغي ًرا ،لك ّنه لم يتم ّكن من تحقيقه.
وقد يؤ ّثر ذلك في العلاقات بين الطرفين وتكون الكلفة غال ًبا ،أكبر من الفائدة على المدى البعيد.31
وكما قالت «آن ماري روبر» Annemarie Roeper :وهي من الر ّواد الأوائل في هذا الميدان ”:تق ّبل
نمو طفلك ،وهو أمر يسبب لك البهجة ،لكن تذ ّكر دو ًما أ ّن طفلك ليس جز ًءا منك32”.
69