Page 95 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 95
90تحويل الموهبة �إلى نبوغ :النموذج المتمايز للموهبة والنبوغ ب�صفته نظرية تط ّورية
فار�س ال�سباق (الجوكي) مقابل لاعب كرة ال�سلة. وكقاعدة عامة ،ف إ�ن هذه العمليات ا ألربع ُت�سهم في تطوير
الموهوبين بن�سب عك�سية لدرجة ت�شكيل هذه العمليات.
يمكن القول إ�ن الأبنية النف�سية المرتبطة بتطور النبوغ وبعبارة أ�خرى ،ف إ�ن العامل الرئي�س في تطور الموهبة هو
متنوعة ج ًدا ،بحيث قد ي�ستدعي �سرد قائمة المحفزات الن�ضج ،يليه التع ّلم غير الر�سمي .أ� ّما في حالة النبوغ،
ال�شخ�صية �صفحات عديدة .ويبين ال�شكل ( )5:1القليل من فالعك�س هو ال�صحيح ،حيث إ�ن التع ّلم الم�ؤ�س�سي الر�سمي هو
المحفزات التي اختيرت بعناية فائقة .وحتى هذه اللحظة،
فقد ُح ّددت أ�ربع فئات ،هي :الدافعية ،والإرادة ،و�إدارة الم�س ؤ�ول عن معظم الت أ�ثيرات التطورية.
الذات ،وال�شخ�صية .وفيما يتعلق بالفئتين :ا ألولى ،والثانية،
ُيلاحظ �أن ا ألدب التربوي يخلط بين �سلوكات تحديد الأهداف محفزات الموهبة الثلاث The Trio Catalysts
وتنفيذها ،حيث ُيق ّدم هذا الأدب م�ستفي ًدا من �أعمال كول
لقد ا�س ُتعير مفهوم المحفزات ( )catalystsمن الكيمياء؛
& (Kuhl & Beckmann, 1985; Corno, 1983; Corno وهي مواد كيميائية ت�ضاف عادة �إلى التفاعلات الكيميائية
لت�سريعها .وفي النهاية ،تعود هذه المواد التي ُت�سهم في
) ،Kanfer, 1993تميي ًزا وا�ض ًحا بين هاتين البنيتين ،من ت�سريع عملية التفاعل �إلى حالتها ا ألولى .وبعبارة �أخرى،
خلال ت�سميتها الدافعية (مثل :الميول ،والحاجات ،والدافعية: ف إ�ن المحفزات ُت�سهم في التفاعل دون أ�ن تكون �أحد مكونات
الداخلية ،والخارجية) ،والإرادة (مثل :الجهد ،والمثابرة، الناتج النهائي .وفي حالة تطور النبوغ ،تكون العنا�صر
وال�ضبط الذاتي ،والمراقبة المنتظمة) على التوالي .ويبدو المكونة هي القدرات الطبيعية ،التي تتحول ببطء �إلى مهارات
أ�ن الدافعية وا إلرادة تلعبان دو ًرا بار ًزا في بدء عملية تطور محددة .ويقا�س النبوغ على نحو دقيق من خلال م�ستويات
النبوغ ،وتوجيهها ،والمحافظة على ا�ستمراريتها عند وجود إ�تقان المهارة؛ أ�ي إ�ن الموهبة والنبوغ تقا�سان من خلال
م�ستوى �إتقان المهارة ،ولي�س من المنا�سب ا�ستخدام �أي من
معيقات ،أ�و ملل� ،أو ف�شل في بع�ض الأحيان.
المحفزات الثلاث في عملية القيا�س لتحديد الموهبة.
يعود الف�ضل في تقديم �إدارة الذات ب�صفتها فئة متميزة
�إلى نتائج البحوث التي أ�جراها الم ؤ� ّلف �أخي ًرا على �أفراد ُيح ّدد النموذج المتمايز للموهبة والنبوغ ثلاثة أ�نواع من
متعددي النبوغ (Gagne, 1999b; Neveu, Simard, & St المحفزات ،هي :ال�شخ�صية ،والبيئية ،وعوامل الحظ �أو
) ،Pere, 1996حيث �أظهر ه�ؤلاء الأفراد �إدرا ًكا عال ًيا في ال�صدفة .ويمكن لكل من هذه الأنواع �أن ُيختبر با�ستعمال
�إدارة الذات ،و أ�فاد آ�با ؤ�هم الذين �أجريت مقابلات معهم، ُب ْعدين :يتمثل �أحدهما في الاتجاه ،وقد يكون �إيجاب ًيا مي�س ًرا،
أ�ن إ�دارة الذات كانت واحدة من �أهم الخ�صائ�ص النموذجية �أو �سلب ًيا معي ًقا .أ� ّما ا آلخر ،فيتمثل بقوة ا ألثر العر�ضي في
ألبنائهم المراهقين ذوي المواهب المتعددة. عملية التطور.
ي�شتمل تعريف �إدارة الذات على مجموعة كبيرة من ا ألبنية المحفزات ال�شخ�صية
الموجودة ب�صورة �شائعة في الأدب العلمي .ولعل مفهوم
التنظيم الذاتي ( )self-regulationهو أ��شهر المفاهيم التي تنق�سم المحفزات ال�شخ�صية ( )Intrapersonalإ�لى
ظهرت في العقد ا ألخير ( .)Zimmerman, 1998وقد اقترح ق�سمين فرعيين ،هما :عوامل مادية ،و أ�خرى نف�سية ،وجميعها
مون ( )Moonم�ؤخ ًرامفهو ًماقري ًبامنمفهومالتنظيمالذاتي، تندرج تحت الت أ�ثير الجزئي للتمو�ضع الجينيي .وت�أخذ
ُيطلق عليه ا�سم النبوغ ال�شخ�صي ( .)personal talentوفي الخ�صائ�ص المادية أ��شكال ًا ع ّدة ،منها على �سبيل المثال،
المقابل ،تحاول الموا�صفات ا ألربع إلدارة الذات (التركيز، اختيار �إحدى مدار�س التميز مر�شحين �صغا ًرا لتدريبهم على
وعادات العمل ،والمبادرة ،وبرمجة الذات) تو�ضيح المدى الرق�ص ،بناء على مقايي�س ت�ستعمل معايير مادية (مثل:
الوا�سع الذي يغطيه مكون إ�دارة الذات (انظر ال�شكل ،)5:1 الطول ،وطول القدمين ،والنحافة)؛ وذلك لتقرير فر�ص
حيث ي�شير التركيز إ�لى القدرة على إ�غلاق منافذ المثيرات ه ؤ�لاء ال�صغار في تحقيق م�ستويات أ�داء عالية .أ� ّما في مجال
الخارجية ،وا�ستمرار العمل بالمهمة نف�سها ل�ساعات �أو أ�يام المو�سيقى ،ف ُيراعى طول اليد الذي ُي ؤ� ّثر في أ�داء المو�سيقار
حتى النهاية� .أ ّما مفهوم عادات العمل ،في�شير إ�لى معالجة ال�صغير مبا�شرة .وينطبق ال�شيء نف�سه على الريا�ضة؛ �إذ
الأن�شطة ،والرقابة عليها في �أثناء التع ّلم ،في حين ُينظر ُتعتمد البنية والهيئة البدنية للعديد من أ�نواع الريا�ضة ،مثل