Page 143 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 143

‫تقدم نظرية الذكاءات المتعددة بع�ض نقاط الدخول‬                                 ‫‪ 138‬الذكاءات المتعددة‪ :‬وجهة نظر عن الموهبة‬
‫الممكنة التي ت�ساعد المعلمين على تقريب الطلاب من عملية‬
‫الفهم على نحو �أكبر‪ .‬وقد ا�ستخدم جاردنر ا�ستعاره المدخل‬      ‫التي اكت�سبوها‪ .‬وبو�سع ال�صف الدرا�سي الذي يتع ّلم بنظرية‬
‫للمو�ضوع كناي ًة عن حجرة لها عدة أ�بواب‪ .‬وي�ستفيد الطلاب‬     ‫الذكاءات المتعددة‪ ،‬أ�ن ُيحرز المزيد من النجاح في مجالات‬
‫من نقاط الدخول هذه‪ ،‬عبر ا�ستعمالهم أ�ف�ضل طرائق التع ّلم‬
‫لديهم‪ .‬وعلى الرغم من ملاءمته للطلاب كافة‪ ،‬إ�ل ّا أ�ن منحى‬         ‫ع ّدة‪ ،‬مقارنة بما تقدمه الف�صول الدرا�سية التقليدية‪.‬‬
‫نقاط الدخول يوفر للطلاب الموهوبين فر ً�صا متميزة‪،‬‬            ‫يتمثل التركيز الرئي�س لم�شروع الطيف في تعليم الطلاب‬
                                                             ‫في مراحل مبكرة‪ ،‬حيث تتجاهل المدار�س التقليدية‬
                           ‫وو�سائل متعددة للفهم‪.‬‬             ‫الحاجات التربوية للطلاب ال�صغار الموهوبين‪ .‬ون�أمل‬
                                                             ‫في �أن يحفز تقديم أ�مثلة على نظرية الذكاءات المتعددة‬
‫تفيد هذه المجموعة من نقاط الدخول الطالب القادر‬               ‫في التطبيق‪ ،‬بد ًءا من مرحلة الطفولة المبكرة‪ ،‬على دعم‬
‫على ا�ستيعاب فكرة �أ�سا�سية ب�سرعة؛ وذلك عبر منحه فر�صة‬      ‫التعليم للطلاب من مختلف الفئات العمرية والقدرات؛‬
‫جيدة لدمج وتركيب وتقويم مدى دقة هذه النوافذ الم�ؤدية‬
‫إ�لى الفهم‪ .‬وعلاوة على ذلك‪ ،‬فقد ُتعر�ض الفكرة ا أل�سا�سية‬                      ‫�سواء �أكانوا موهوبين أ�م عاديين‪.‬‬
‫بطرائق متعددة دون تكرار‪ ،‬من خلال نقاط ا إلدخال‬
                                                                                 ‫التعليم بغر�ض الفهم‬
                                    ‫المتعددة‪.‬‬
                                                             ‫يكمن هدف التعليم كما يراه جاردنر ‪(Gardner, 1991a,‬‬
          ‫تطبيق نقاط الدخول المتعددة‬                         ‫)‪ 2000a‬في تعزيز الفهم؛ فهم العالم المادي والبيولوجي‪،‬‬
                                                             ‫وفهم عالم الذات والآخرين‪ .‬ويطرح هذا العا ِلم‪� ،‬أو هذه‬
‫تتميز نقاط الدخول بتحيزها تجاه �إ�شراك ذكاءات بعينها‬         ‫الميادين المعرفية �أ�سئلة مهمة ينبغي لل�شخ�ص المتع ّلم أ�ن‬
‫وربطها ببع�ضها بع ً�ضا‪ .‬وتنظم ذكاءات جاردنر تقري ًبا‬         ‫يفهمها‪ .‬ويبدو أ�نه من ا ألهمية بمكان التمييز بين الفهم‬
‫نقاط الدخول هذه‪ ،‬مثل‪ :‬الق�ص�صية‪ ،‬والكمية ‪ -‬الرقمية‪،‬‬          ‫الحقيقي والفهم ال�سطحي؛ �إذ يتمثل الفهم الحقيقي في‬
‫والمنطقية‪ ،‬والأ�سا�سية ‪ -‬الوجودية‪ ،‬والجمالية‪ ،‬والعملية‪،‬‬      ‫إ�تقان المفاهيم الأ�سا�سية التي تقع في قلب المبد أ�‪ ،‬إ��ضافة‬
‫والاجتماعية – ال�شخ�صية‪ ،‬عل ًما أ�نه لا يمكن لكل مو�ضوع �أن‬  ‫�إلى �إتقان الإجراءات التي ي�ستخدمها الخبراء في عملهم‪.‬‬
‫يدخل من خلال كل نقطة من نقاط الدخول‪ .‬وعلى الرغم من‬           ‫كما ينتقل الفهم الحقيقي عبر المواقف؛ إ�ذ ينتقل من‬
‫ذلك‪ ،‬ف�إنه يمكن ‪ -‬بقليل من �إلا بداع ‪ -‬ا�ستعمال منحى نقاط‬
‫الدخول لتعزيز فهم الأفكار ا أل�سا�سية في معظم الميادين‪.‬‬                           ‫المدر�سة إ�لى العا َلم الحقيقي‪.‬‬
‫وتو�ضح ا ألمثلة الآتية كيفية تطبيق نقاط الإدخال المتعددة‬     ‫في الوقت الذي تحتوي فيه الذكاءات المتعددة على عمليات‬
                                                             ‫أ��سا�سية(‪ ،)12‬ف�إن لكل عالم أ�فكاره ا أل�سا�سية �أي ً�ضا‪ .‬فعلى �سبيل‬
                       ‫على درا�سة التطور والن�شوء‪.‬‬           ‫المثال‪ُ ،‬تع ّد نظرية الن�شوء والارتقاء الفكرة ا أل�سا�سية في‬
                                                             ‫عالم ا ألحياء‪ .‬أ� ّما الفكرة الأ�سا�سية في تاريخ �أمريكا‪ ،‬فتتمثل‬
                          ‫الق�ص�صية‪:‬‬                         ‫في ت أ�ثير موجات الهجرة المتعاقبة في الأمة‪ ،‬في حين تتمثل‬
                                                             ‫فكرة المو�سيقى الأ�سا�سية في تطوير �أفكار ومتغيرات رئي�سة‪.‬‬
        ‫ا�سرد ق�صة عن واحد من المو�ضوعات التالية‪:‬‬            ‫يجب على المربين والمجتمعات التكاتف والتعاون لو�ضع‬
‫‪ -1‬تمتاز �سمكة ال�سلور عن غيرها من ا أل�سماك بقدرتها على‬     ‫اتفاقية دينامية بخ�صو�ص ما ي�شكل الأفكار الأ�سا�سية‬
                                                             ‫الملائمة؛ من �أجل فهم عوالمنا المتنوعة‪ ،‬عبر عملية‬
                                  ‫الم�شي‪.‬‬                    ‫متوا�صلة من التقدير التقريبي المتعاقب‪ .‬ومن الملاحظ‬
               ‫‪ -2‬الن�شوء المتقارب‪ :‬ماهيته‪ ،‬و�أ�سبابه‪.‬‬       ‫�أن علم أ��صول التربية يتبع هذه الطريقة الدينامية الغام�ضة‬
‫‪ -3‬تكيف أ�جيال الخفا�ش والفرا�ش المتعاقبة مع الحاجات‬
          ‫البيئية وف ًقا ألدوارها؛ كمفتر�س‪ ،‬وفري�سة‪.‬‬                                         ‫لت�سهيل الفهم‪.‬‬

‫كن مبد ًعا في �شخو�ص ق�صتك‪ ،‬وت أ�كد أ�ن يكون دور التكيف‬      ‫(‪ )2‬عمل ًيا‪ ،‬ناد ًرا ما تجري هذه العمليات من خلال ذكاء واحد فقط‪ ،‬و إ�نما من خلال‬
‫وف ًقا لنظرية الن�شوء والارتقاء‪ ،‬ومركز ًيا في حبكة الق�صة‪،‬‬                                        ‫تداخل وتفاعل ذكاءات مختلفة‪.‬‬
‫و�أن تكون الق�صة �صحيحة مقارنة بالنقاط العلمية الرئي�سة‪.‬‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148