Page 126 - creativephilanthropy
P. 126

‫لإبا خيريلا لعملا عن البحث ‪:‬يناثلا ءزجلا  |  ‪125‬‬

‫الحكوم�ة الاتحادي�ة‪� ،‬إذ تعتق�د أ�ن البحوث والدرا�س��ات ناد ًرا ما ت�ؤدي �إلى تغيير في ال�سيا�س��ات‬
‫مبا�ش�رة بطريق�ة ال�س��بب والنتيجة؛ فهي ترى �أن �أبحاثها تمتاز بـ(ت�أث�ير التنوير)‪ ،‬وخلق نوعية‬
‫مختلف�ة م�ن النقا���ش‪ .‬وه�ي كذلك تبحث ع�ن الق�ضاي�ا التي تلقى قلي� ًلا من الاهتمام وت�س���أل‪:‬‬
‫«م�ا ال�ذي يتطلب�ه الأمر لتوعية النا���س ب�صورة تف�س��ح المجال لممار�س��ات و�سيا�س��ات جديدة؟»‪،‬‬
‫وهذا بدوره ينطوي على نموذج دفع و�س��حب‪ .‬من خلال قيام ال�صحفيين بطرح الأ�س��ئلة‪ ،‬و�شحذ‬
‫اهتم�ام ال�ر�أي الع�ام‪ ،‬وتحقي�ق التعل�م والتغطي�ة‪« ،‬فنح�ن نرغ�ب في الح�صول عل�ى مزيد من‬
‫المتابعين وا آلذان الم�صغية حول �إحدى الم�ش�كلات»‪ ،‬وتعد الا�س��تثمارات في كل من و�سائل الإعلام‬
‫وا إلذاع�ة �أق�وى ال�س��بل للف�ت الانتباه إ�لى ق�ضي�ة ما؛ «�إذ إ�ن بن�اء حوار أ�كثر ا�س��تنارة ي�ؤدي إ�لى‬

                                  ‫نتائج أ�ف�ضل من مجرد فر�ض �سيا�سة معينة»‪.‬‬

                                         ‫المعرفة وحدها لا تكفي‬

‫تعلق الم ؤ��س�سة �أهمية كبيرة على قوة المعرفة‪ ،‬إ�لا �أنها تعتقد أ�ي ً�ضا أ�ن المعرفة وحدها لا تكفي‬
‫لدفع عجلة التغيير؛ �إذ لا بد �أن تتوافر لدى النا�س القدرة‪ ،‬والرغبة‪ ،‬لا�ستخدام هذه المعرفة‪ .‬وقد‬
‫�أدى هذا النهج فوق المعرفي بالم�ؤ�س�س��ة �إلى تبني أ��س��لوب على درجة عالية من التكامل و(القيمة‬
‫الم�ضاف�ة)‪ ،‬وب أ�ه�داف وا�ضحة و إ��س�تراتيجيات متع�ددة‪ ،‬وبيانات مو�ضوعي�ة وتقنيات الات�صال‬
‫الم�س��تهدفة‪ .‬وتعم�ل الم�ؤ�س�س��ة من خلال ف�رق متعددة التخ�ص�ص��ات‪ -‬لكونها تعمل مع ال�ش�ركاء‬
‫في الم ؤ��س�س��ات والقطاع�ات‪ -‬عل�ى توليد معرف�ة موثوقة وقابلة للا�س��تخدام وتلب�ي الاحتياجات‬
‫والحقائق الموجودة على أ�ر�ض الواقع؛ لتن�شر بعدها هذه المعرفة الموثوقة وال�صالحة للا�ستخدام‬

                                       ‫(بذكاء) بين الممار�سين و�صناع القرار‪.‬‬

‫ت�رى الم�ؤ�س�س��ة أ�ن الاختبار الحقيق�ي لفاعليتها يكمن في كون منتجاته�ا‪ -‬ا ألفكار والحلول‪-‬‬
‫مقنع�ة بم�ا في�ه الكفاية للت�أثير في ا آللاف من المنظمات في المجالات المُختارة التي لا تتلقى دع ًما‬
‫مال ًّيا مبا�ش ًرا منها‪ ،‬أ�و غير مقنعة؛ « إ�ن كفاءتنا في التناف�س في �سوق ا ألفكار يحدد مدى فاعليتنا‬
‫في ت�أدية مهمتنا‪ ،‬ومن ثم خدمة النا�س» ‪(Chairman’s letter,Wallace Foundation 2003–04:‬‬

                                                                                           ‫)‪.p. 2‬‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131