Page 48 - creativephilanthropy
P. 48

‫لخيا لامعألا اذامل ‪:‬لوألا ءزجلا  |  ‪47‬‬

‫ه�و �أ�سا���س كل الحل�ول‪ ،‬هكذا يم�ضي التفكير‪ ،‬و إ�ن مزي ًدا من الم�ال ل�صنع مزيد من المنح يجعل‬
‫الم ؤ��س�س��ات �أك�ثر فاعلي�ة‪ ،‬والت�ص��ور القائم هو �أننا نعرف م�ا يجب فعله‪ ،‬وكل م�ا نفتقر إ�ليه هو‬

                                                           ‫المال فقط‪.‬‬

‫في الواقع غال ًبا ما يربط الافتقار �إلى �إيجاد الحلول للم�ش�كلات بنق�صان المعرفة‪ ،‬والأفكار‪،‬‬
‫�أو ا إلرادة ال�سيا�س��ية‪ ،‬ولي���س الافتق�ار إ�ل�ى المال؛ فا إلف�راط في توكيد قوة المال قد ي�ش�تت انتباه‬
‫الم ؤ��س�سات عن المهمة ال�صعبة المتمثلة في تحليل ما يحتاجه الأمر حقيقة لتحقيق فرق م�ستدام‪،‬‬
‫والافتقار إ�لى نظرية وا�ضحة للتغيير الاجتماعي‪ ،‬مقرونة بتركيز على المال‪ ،‬يمثل تجمي ًعا مخد ًرا‬
‫كام ًن�ا يهده�د الم�ؤ�س�س��ات فتقبل ب أ��س��اليب العم�ل الموجودة‪ .‬ومن �س��خرية القدر أ�ن الم�ؤ�س�س��ات‬

                        ‫تمتلك �أو لا تمتلك من حيث المبد أ�‪ ،‬م�صادر �أخرى غير المال‪.‬‬

                                              ‫�إيجاد دور مميز‬

‫قدمت ادعاءات مختلفة تما ًما عن الم�ؤ�س�س��ات؛ عن وجودها (الإطار رقم ‪ ،)2‑1‬وم�س��وغها‬
‫الم�س��تمر (الإط�ار رق�م ‪ .)2-2‬ور أ�ى محللون مثل �أوديندهال )‪ (Odendahl 1990‬أ�ن الم ؤ��س�س��ات‬
‫يمك�ن أ�ن توج�د لي���س بو�صفه�ا ح ًّل لم�ش�كلات اجتماعي�ة متنوعة‪ ،‬ولك�ن خيا ًرا ل ألثرياء ولي���س‬
‫بال�ض��رورة ل�كل أ�ف�راد المجتم�ع؛ فقد تعمل الم�ؤ�س�س��ات لي���س فق�ط لخدمة مجموعة من النا���س‬
‫المعفيين من ال�ضرائب قانو ًنا‪ ،‬ولكن �أي ً�ضا بو�صفها و�سيلة لحرف الانتقاد والا�ستياء ب�سبب الثروة‬
‫الموزعة ب�صورة غير عادلة في المجتمع الديموقراطي؛ ومهدئة للوعي (كيف يمكن أ�ن يكون الفرد‬
‫ثر ًّيا ب�صورة فا�ضحة‪ ،‬وكيف ُجمعت ثروة الم ؤ��س���س �أو اك ُت�س��بت)؛ ولتحقيق الأهداف ال�ش�خ�صية‬
‫واهتماماته�ا؛ وتجن�ب تدخ�ل الدولة في م�ش�كلا ٍت للمتبرع اهتم�ا ٌم بها؛ وا ألكثر ح�س�� ًما فعل كل‬
‫ذل�ك م�ع �إمكانية تحكم المتبرع في�ه‪ .‬والمثير للجدل هو أ�ن ما يميز تكوين الم ؤ��س�س��ة الخيرية عن‬
‫ال�صدق�ات ا ألخرى أ�نه في الممار�س��ة (ولكن لي���س ذلك �ضرور ًّيا قانو ًن�ا) يحتفظ المتبرع وعائلته‬
‫و�ش �ركا�ؤه بال�س��يطرة عل �ى الهب �ة ‪(Burkeman 1999; Odendahl 1990; 1979; Whitaker‬‬

          ‫)‪ ،1974‬ويمكن ا إلدلاء بنقاط م�شابهة حول بع�ض الم�ؤ�س�سات على هيئة �شركات‪.‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53