Page 57 - educandoparainovacaoaprendizagem
P. 57
...التعليم من أجل الابتراك والتعلم المستقل 56
وقد ينطوي ذلك على م�ضامين خطيرة تتعلق بمجال تطوير نماذج ا ألعمال الابتكارية،
وطرائق فهمنا للمجتمعات الحديثة.
3.3تطوير المعرفة
يعد تطوير المعرفة محل نزاع ،وذلك ألن النظرية المعرفية قد �أطرت البحوث في
إ�طار �أو غيره؛ فيوجد �أربعة �أنواع من المذاهب المعرفية :المذهب الو�ضعي/التجريبي،
والتف�سيري ،والمنظوري النقدي ،وما بعد الحداثة ،فعندما بد أ�ت العلوم الاجتماعية في
التطور في القرن التا�سع ع�شر ،كانت قد تطورت في ظل العلوم الفيزيائية ،ولذلك �سعت
بو�صفها علو ًما غير نا�ضجة بعد ،لتبني ا إلجراءات والطرائق التي اتبعتها العلوم الطبيعية
( أ�و على ا ألقل ن�سخة من المنهجية العلمية التي ناد ًرا ما تت�ساوى مع كيفية ت�صرف العلماء
في الواقع).
ومن الممكن و�صف هذا المقاربات الو�ضعية/التجريبية على النحو الآتي :يوجد
عالم حقيقي ،وطريقة �صحيحة لو�صفه ،ا ألمر الذي يجعلنا نظن ب�أن القيام ببحث هو
مجرد م�س�ألة اتباع للطرائق �أو الإجراءات ال�صحيحة ،وعليه ف�إنه ي�وصر البحث على أ�نه
آ�لي ولوغارتمي؛ ومن ثم يجعلنا نن�سى �أن البحث هو في الأ�سا�س ممار�سة اجتماعية ،وما
ينتج عن ذلك أ�ي ً�ضا أ�ن المعرفة التي تنتج عن هذه العملية اللوغارتمية تعد دائ ًما متفوقة
على فهم الوعي العام عن العالم ،بف�ضل انتظامها ودقتها ،في حين أ�ن العلم يت�أتى بتراكم
المعرفة؛ بمعنى �أنه يبني تدريج ًّيا على المعرفة ال�سابقة ،ومع ذلك فمن ال�صعب القول ب�أن
العلوم الاجتماعية قد طورت مجموعة من المعارف التي تقدم حقائق لا لب�س فيها حول
مو�وضعاتها ،و�سوف نتناول �أ�سباب ذلك عندما ندر�س وجهات النظر والمقاربات البديلة،
لا �سيما فكرة �أن النظرية ت�سبق دائ ًما الملاحظة ،فقد َق ِبل فلا�سفة القرنين الع�شرين
والحادي والع�شرين عمو ًما فكرة أ�ن أ�ي ملاحظات نكونها حول العالم ،بما في ذلك تلك
التي تعد �أ�سا�سية لعملية البحث ،ويمكن أ�ن تف�سر على أ�نها حقائق ،م�شروطة دائ ًما بفهم