Page 59 - educandoparainovacaoaprendizagem
P. 59
...التعليم من أجل الابتراك والتعلم المستقل 58
المتغيرات ،والف�صل بين الباحث وما ي�سعى لمعرفته ،و إ�يجاد و�سيلة للتنب ؤ� وال�سيطرة على
الم�ستقبل ،ومجموعة من الأو�صاف المتكاملة تما ًما عن العالم ،وعدوا الفاعل الاجتماعي
عام ًل آ�ل ًّيا وم َح َّد ًدا .توفر المقاربات التف�سيرية بدي ًل ممك ًنا ،ففي المقاربة التف�سيرية،
يركز الباحثون على المعاني التي يكونها الفاعلون الاجتماعيون عن حياتهم والعالم،
ويرون أ�ن الب�شر يتداولون هذا المعنى في ممار�ساتهم الاجتماعية؛ لذا ف إ�نه لي�س ممك ًنا
ف�صل ال�سلوك الب�شري عن �صياغة المعنى ،و أ�ن خبراتنا منظمة أ�طر تف�سيرية م�صاغة
م�سب ًقا ،فنحن ننتمي إ�لى تقاليد فكرية؛ ومهمة الباحث �صياغة معنى لهذه التف�سيرات،
مع �أن هذا الن�شاط التف�سيري تتداخله ا إلطارات التف�سيرية الخا�صة بالباحث .إ�ن هذا
أ�م ٌر عملي لكل فرد منا ،على الرغم من أ�نه لا يمكن للجميع بطبيعة الحال �أن ي�وصغوا
المعاني ب أ�نف�سهم؛ لأن �صياغة �وصر المعنى كلها موجودة �ضمن مجتمعات �سكانية مقيدة
ثقاف ًّيا وتاريخ ًّيا ممار�س ًة ،وعليه ف إ�ن مجال الدرا�سة هو ا ألفعال ذات المعنى للفاعليين
الاجتماعيين ،والبناء الاجتماعي للواقع؛ ومن بين ما يترتب على ذلك حقيقة �أنه يجب
التعامل مع العلوم الاجتماعية على �أنها مختلفة عن العلوم الطبيعية.
لذا ف إ�ن فهم العالم ومعرفتنا به هما ممار�ستان اجتماعيتان وم�ؤ�س�سيتان ،جاهزتان
للبحث والتمحي�ص ،ولكنهما مقاومتان للطرائق الح�سابية والآلية الم�ستخدمة في العلوم
الطبيعية ،ووف ًقا لهذه ال�شروط ،يمكن الحكم على البحث ب أ�ربعة معايير أ��سا�سية �شاملة
) ،(Lincoln & Guba, 2000ويجب �أن يكون العمل ذا م�صداقية؛ بمعنى يمكن الحكم على
نجاحه �إذا كان يمثل �إلى حد ما الر ؤ�ى العالمية للفاعليين الاجتماعيين الذين هم مو�وضع
البحث ،والمعيار الثاني هو قابلية النقل ،ويحكم على نجاحه إ�ذا �أمكن نقل التعميمات
الم�ستخل�صة من البيئة ا أل�صيلة �إلى موا�ضع وبيئات أ�خرى ،وهذا يعني أ�نها قابلة للتطبيق،
والمعيار الثالث هو الاعتمادية؛ حيث يمكن الحكم على ملائمة الأ�ساليب ،والمقاربات
التحليلية ،و�إجراءات الكتابة و�أ�ساليبها في ما يتعلق بالنيات وا ألغرا�ض المحددة م�سب ًقا
من برنامج البحث ،والمعيار الرابع هو قابلية ا إلثبات؛ حيث ي�صدر الحكم �إن كانت