Page 62 - educandoparainovacaoaprendizagem
P. 62

‫الابتكا ‪:‬ثللثاا لصفلا ‪61      ...‬‬

  ‫التنوير التي تميزت ب أ�نه كان يحظاها أ�ولئك الذين يمكنهم أ�ن يتحكموا في �أكبر قدر‬
                                                       ‫من الاهتمام‪.‬‬

  ‫ومع ذلك ف�إن البحث مهم للغاية لدرجة أ�نه لا يمكننا بب�ساطة تجاهل م�شكلات‬
  ‫التمثيل التي قد �ألمحنا إ�ليها �آن ًفا‪ ،‬في الواقع نحن بحاجة إ�لى فهم كيفية بناء الن�وص�ص‬
  ‫البحثية وكيف تظهر القوة في تركيبها‪ ،‬ويعزى ذلك �إلى �أن البحوث ُتجرى مع أ��شخا�ص‬
  ‫�آخرين ومن خلالهم (بع�ضهم �أقوى من غيره)‪ ،‬والباحث معني دائ ًما في جمع المعلومات‬
  ‫من خلال الفاعلين الاجتماعيين في حياتهم و�أن�شطتهم في هذا العالم‪ .‬هذه المعلومات‬
  ‫هي دائ ًما لخدمة م�صالح ذاتية‪ .‬ما نعنيه لي�س �أنهم مخطئون بال�ضرورة‪ ،‬ولكنهم وثائق‬
  ‫حية تم ِّكن الم�ستجيب من الا�ستمرار في حياته‪ ،‬ومن ثم فهم محكومون ب�شروط‪ ،‬وذلك‬

                                                     ‫على �أربعة أ�وجه‪:‬‬

  ‫‪. .1‬الفاعلون الاجتماعيون لا يدركون بع�ض ال�شروط المتعلقة ب أ�عمالهم (كل عمل له‬
  ‫مجموعة من ال�شروط الداعمة له‪ -‬على �سبيل المثال‪ -‬يتطلب الحدث الكلامي‬

                                        ‫لغة‪ ،‬ومفردات وقواعد)‪.‬‬
  ‫‪. .2‬من غير المرجح أ�ن يكونوا قادرين على التنب�ؤ بكل ما يترتب على �أفعالهم‪ ،‬لذلك‬

                              ‫�سوف تكون هناك نتائج غير مق�وصدة‪.‬‬
  ‫‪. .3‬قد لا يكون الفاعلون الاجتماعيون على علم بكثير من معرفتهم وخبرتهم؛‬
  ‫وبعبارة أ�خرى‪ ،‬الكثير من معرفتهم �ضمني؛ ومن ثم ف إ�نه لا يمكن إ�ح�ضارها �إلى‬

                                       ‫ال�سطح إ�لا ب�صعوبة كبيرة‪.‬‬
    ‫‪. .4‬قد يكونون مدفوعين بدوافع لا واعية يجدون �صعوبة كبيرة في التعبير عنها‪.‬‬

  ‫ومن ثم ف إ�ن ما يمكننا قوله عن �صياغة المعرفة هو الآتي‪ :‬ب�صرف النظر عن كيفية‬
  ‫ت�وصرها‪ ،‬لديها قوة تميزها عن الر أ�ي‪ ،‬والخرافات‪ ،‬والتخمين‪ ،‬والخطابة‪ ،‬والت أ�مل �أو‬
  ‫الافترا�ض‪ ،‬فهي لديها ات�صال بالواقع الخارجي‪ ،‬و إ�ن كان هذا لي�س ب�وصرة مبا�شرة أ�ب ًدا؛‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67