Page 58 - educandoparainovacaoaprendizagem
P. 58

‫الابتكا ‪:‬ثللثاا لصفلا ‪57      ...‬‬

  ‫م�سبق عن العالم؛ أ�ي �إنه لا وجود لحقائق بعي ًدا عن النظرية‪ ،‬وهو �أمر يهدد التمييز الذي‬
                         ‫و�ضعه الو�ضعيون‪/‬التجريبيون بين الملاحظة والنظرية‪.‬‬

  ‫وت�ساوي الطريقة الو�ضعية‪/‬التجريبية ال�شرعية بالعلم (رغم �أن هذا �إلى حد‬
  ‫كبير وجهة نظر مثالية للن�شاط العلمي)؛ وتتميز بكونها مجموعة من القواعد المنهجية‬
  ‫العامة‪ ،‬ويمكن التمييز بين العارفين (�أو الباحثين) والنا�س والأ�شياء في العالم‪ ،‬ويمكن‬
  ‫تحديد الحقائق‪ ،‬بعي ًدا عن قيم المراقب ال�شخ�صية واهتماماته؛ وعليه ف�إن أ�ي ت�أكيدات‬
  ‫أ�و �أقوال نقدمها حول العالم هي حول ظواهر نلاحظها وهي قابلة للقيا�س‪ ،‬وهذا يعني‬
  ‫أ�نه �إذا ط َّبق باحثان الطريقة ال�صحيحة في عملية البحث‪ ،‬ف�إنهما �سي�صلان إ�لى النتائج‬
  ‫نف�سها‪ ،‬و أ�ن التطبيق ال�صحيح للأ�سلوب هو الذي ي�ضمن اليقين والثقة في نتائج أ�ي‬
  ‫م�شروع بحثي‪ .‬وعلى الرغم من كون هذه الافترا�ضات مهمة في حد ذاتها‪� ،‬إلا أ�نها تعطي‬
  ‫انطبا ًعا ب أ�ن الو�ضعية والتجريبية هما بب�ساطة مذهبان �صعبان و�شديدا المثالية‪ ،‬ومع‬
  ‫ذلك ف�إن للبحث نتائج اجتماعية مهمة‪ ،‬ويتحدث بو�صفه �سلطة في العالم حول الم�سائل‬
  ‫الاجتماعية والمادية‪ ،‬وبف�ضل هذه ال�شروط‪ ،‬يمكن الحكم على البحث من ثلاثة معايير‬
  ‫�شاملة �أ�سا�سية‪ :‬الم�صداقية الداخلية ( إ�ذا ما كان التدخل هو ال�سبب في ا آلثار التي تمت‬
  ‫ملاحظتها‪ ،‬ولي�س �شي ًئا �آخر)‪ ،‬والم�صداقية الخارجية‪�( ،‬إذا ما كانت نتائج الحالة قيد‬
  ‫البحث يمكن تعميمها على حالات أ�خرى زم ًنا ومكا ًنا)‪ ،‬و�أخي ًرا مو�وضعيته ( إ�ن كانت‬
  ‫مفاهيم الباحث الم�سبقة وتحيزاته قد �أُخذت في الح�سبان عند و�ضع الدرا�سة‪ ،‬وحذفت‬

                                              ‫بو�صفها متغيرات م ؤ�ثرة)‪.‬‬

  ‫وكما ر�أينا �آن ًفا‪ ،‬فقد عار�ض هذا الر أ�ي ك ٌّل من التف�سيريين والمنظرين النقديين‬
  ‫و أ�تباع مذهب ما بعد الحداثة‪ ،‬الذين تعر�وضا لانتقادات لعدم تقديمهم و�سيلة إلجراء‬
  ‫بحوث تلبي رغبة التنوير في معرفة عالمية تكون خالية تما ًما من الخرافات‪ ،‬والنزعات‬
  ‫ال�شخ�صية والأغرا�ض الخا�صة‪ ،‬وعليه �سعى التف�سيريون والمنظرون النقديون و أ�تباع‬
  ‫مذهب ما بعد الحداثة �إلى توفير منظور بديل للبحث يف�ضل التقلي�ص على مجموعة من‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63