Page 216 - totalschool clustergrouping
P. 216
��������������������������������������������������������������� 215
تنقل هذه الق�ص�ص غال ًبا ذكريات ح َّية .ونحن نق ِّدر هذه الخبرات ال�شخ�صية الخا�صة
بالطلاب ذوي التح�صيل المرتفع؛ لأ َّنها ت�ساعدنا على بناء ال�صلات بين النظرية والتطبيق
في ال�صف الدرا�سي ب�صورة �سريعة .ولكن ،علينا الحذر من �أ ْن ت�صبح هذه الخبرات
ال�شخ�صية قواعد تع ِّزز في لاأذهان ال�صور النمطية للموهبة .يتع َّين علينا -نحن المع ِّلمين-
تذ ُّكر أ� َّنه لا يوجد طفلان �أو مراهقان ي�شبهان بع�ضهما تما ًما ،وينطبق هذا المبد أ� أ�ي ً�ضا على
الطلاب الموهوبين.
قبل ال�شروع في مناق�شة نتائج البحث ،يتع َّين علينا أ� ْن نناق�ش الجدلية المتج ِّذرة في
البحث المتع ِّلق بالتط ُّور الاجتماعي والعاطفي للطلاب الموهوبين .يكمن �أحد أ��سباب اهتمامنا
بتع ُّدد الر ؤ�ى في الحقيقة التي مفادها �أ َّن ال�شباب الموهوبين ي�شتركون في خ�صائ�ص �شخ�صية
مت�شابهة ،لك َّن تط ُّورهم قد يتن َّوع ب�سبب بيئاتهم الاقت�صادية والثقافية ،وب�سبب الخدمات التي
تل َّقوها ،إ��ضاف ًة �إلى الخيارات التي أ�خذوا بها .أ� َّما ال�سبب الثاني لاهتمامنا فهو أ� َّن العن�صر
الب�شري (الموهوب) الذي در�سه الباحثون المختلفون هو لي�س دائ ًما نف�سه ).(Neihart, 2002a
فقد يتو َّ�صل الباحث الذي يد ِّر�س الطلاب الذين جرى التع ُّرف إ�ليهم وتقديم الخدمات لهم
في برامج الموهوبين �إلى خلا�صات وا�ستنتاجات تختلف ع َّما تو َّ�صل �إليه العلماء الذين ر َّكزوا
على الطلاب الموهوبين ذوي التح�صيل المنخف�ض .ول آان ،يمكننا بعد و�ضع هذه الحقائق في
أ�ذهاننا أ� ْن نبد أ� التفكير في ما ي�شتمل عليه التط ُّور الاجتماعي والعاطفي للطلاب الموهوبين.
لا يمكن التركيز كثي ًرا على ما أ��شارت إ�ليه الدرا�سات المتوافرة من أ� َّن الطلاب ذوي
القدرة الفائقة لي�سوا أ�كثر ( أ�و �أقل) قدر ًة على التك ُّيف من نظرائهم المماثلين لهم في ال�سن،
ولا �سيما �أ َّنهم يم ُّرون بالمهام التط ُّورية نف�سها التي يم ُّر بها َمن هم في أ�عمارهم .والواقع
أ� َّن ل أاطفال والمراهقين الموهوبين كاف ًة لا يواجهون خطر الم�شكلات المتع ِّلقة بالتط ُّور
الاجتماعي والعاطفي .ولكن ،نظ ًرا �إلى تط ُّورهم غير المتزامن ،ووجود الاختلافات الكبيرة،
ولا �سيما بين التط ُّور العاطفي والعقلي؛ ف إ� َّنهم يواجهون تحديات �إ�ضافية مرتبطة بجوانب
مح َّددة من الموهبة.
