Page 110 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 110
الفصل 5إرساء الانضباط وتعليم الإدارة الذات ّية
أ ّما فيما يخ ّص السلوكات العدوان ّية – كالركل والع ّض -الخ ،فإ ّن من المه ّم أل ّا يسمح الوالدان للأطفال
بإيذائهم إطلا ًقا ح ّتى في أثناء اللعب.
يتيح تحديد الضوابط والقيود للوالد ْين فرصة تعليمها لأطفالهم منذ الصغر ،ث ّم يشرعون بتقليل
عدد تلك القيود ك ّلما نضج أطفالهم .تصف سليفيا ريم Sylvia Rimmما أسمته “ V of Loveأي
حرف Vفي كلمة الحب بالإنجليزية” ،13حيث تكون الحدود متلاصقة في أسفل الحرف( )Vإشارة
إلى أ ّن الحاجة للقيود الصارمة تكون كبيرة عندما يكون الطفل صغي ًرا ،وتبدأ هذه الحدود بالتو ّسع
التدريج ّي تزام ًنا مع نضوج الطفل ،حيث يبدي مقدرة على إدارة سلوكه بنفسه .فيستطيع الوالد حينئ ٍذ
سحب شبكة الأمان إلى الخلف ،ويش ّجع الأطفال على تحديد قيودهم بأنفسهم مع الإبقاء على قيود
الوالد ْين موجودة في الوقت نفسه .تزداد حر ّية الطفل ك ّلما نما وتط ّور ،ويصبح أكثر تعبي ًرا عن تح ّمله
المسؤول ّية.
تأ ّمل هذا المثال :يجب أن يتواجد الأطفال ال ّرضع والدارجون في غرفة واحدة مع أحد الوالدين أو
َمن يعتني بهم .أ ّما أطفال ما قبل المدرسة فيسمح لهم باللعب داخل المنزل ،وعندما يدخلون المدرسة،
يمكنهم اللعب في حديقة المنزل الخلف ّية ،في حين يمكن لأطفال الص ّف الرابع الخروج إلى المنطقة
المجاورة للعب مع أطفال آخرين ،ويسمح لهم عندما ينضجون بالخروج خارج منطقتهم .وكما أ ّن
الحدود الماد ّية تكون متباعدة كثي ًرا في «( )Vالح ّب” ،فإ ّن القيود الانفعال ّية وقيود المسؤول ّية تصبح
أوسع ك ّلما أثبت الأطفال أ ّنهم قد نضجوا فعل ًا.
تقع بعض العائلات في مأزق عندما تكون ( )Vعندها مقلوبة (أي هكذا ) .فهي لم تط ّور قيو ًدا
حازمة للطفل عندما كان صغي ًرا؛ لأ ّن سلوكاته كانت في الغالب ذك ّية رغم أ ّنها فوضو ّية" ،إ ّنه يفتح
خزائن المطبخ ،أليس ذلك ذكاء؟" " ،إ ّنه يحضر محفظة ويحملها معه ،ألا يثير ذلك الإعجاب"؟ كانت
العواقب الطبيع ّية للسلوكات السلب ّية للطفل أق ّل ما يمكن في ذلك الوقت ،ولم تكن هناك عواقب
ُتفرض عليه لتساعده على التع ّلم .لك ّن والد ْيه الآن ،وهو في سنوات ما قبل المراهقة ،مهت ّمان بالنتائج
الطبيعية المحتملة للسلوك غير المناسب ،ويحاولان وضع المزيد من القوانين.
عندما يبدأ الوالدان فجأ ًة بتطبيق قيود على طف ٍل لم ُتفرض عليه قيود أو قوانين كثيرة ساب ًقا،
فإ ّن احتمال أن يتم ّرد الطفل أو أن يرفض الإذعان يصبح قو ًّيا؛ فتكون الفوضى هي النتيجة في معظم
الأحيان؛ لأ ّن الطفل سوف يحت ّج قائل ًا" ،لقد كن َت تعاملني على أنني كبير ،والآن تعاملني كما لو كنت
طفل ًا!" .ولذلك ،يجب على الوالدين البدء بمجموعة م ّبسطة من القوانين الأساس ّية القو ّية إذا أرادوا
استعادة السيطرة على الطفل .لقد تخ ّلوا عن السيطرة مب ّك ًرا ومنحوها للطفل الذي كان يبدو عليه أ ّنه
ُيحسن الخيارات ،وهو تص ّرف غير حكيم .وعندما ازداد قلقهم من خيارات الطفل وعواقبها المحتملة،
حاولوا استعادة السيطرة ،غير أ ّن عمل ّية استعادتها أصبحت صعبة وبطيئة ،مع أ ّنها ضرور ّية ج ًّدا.
يع ّد تحديد وقت لنوم الطفل مثالاً ج ّي ًدا للحر ّية المق ّيدة بضوابط مع ّينة .يمكن الوثوق بطفل
الصف السادس الذي أظهر بعض الاستقلال ّية والمسؤول ّية ليح ّدد وقت نومه على أساس المحاولة
والخطأ؛ ذلك لأ ّنه يعرف الآن من خبرته مقدار الوقت الذي يحتاج إليه للنوم ،14ويستطيع الوالدان أن
87