Page 147 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 147

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫وترى بعض العائلات أن من المفيد تمثيل حديث النفس أو التلفظ به جه ًرا أمام الطفل‪ ،‬بما في‬
‫ذلك معتقداتهم غير المعقولة‪ .‬قد يعلن أحد الوالدين‪ ،‬في أثناء وجبة العشاء مثل ًا‪ ،‬كيف أن يومه كان‬
‫سي ًئا ج ًدا (أو يتظاهر أنه كان كذلك)‪ ،‬ويصف للعائلة كيف أنه فشل بشكل أو بآخر‪ .‬وقد يتحدث عما‬
‫أصابه من إحراج‪ ،‬ومحاولاته لأن يكون كامل ًا‪ ،‬وعن مدى الضغوط التي يشعر بها‪ .‬ثم يقوم الوالد الآخر‪،‬‬
‫وربما الأطفال أي ًضا‪ ،‬بطرح آرائهم وملاحظة كيف كان ذلك الوالد شدي ًدا على نفسه‪ ،‬ويمكن أن يقترحوا‬

                                                    ‫عليه طر ًقا لتغيير حديثه الذاتي‪.‬‬

‫وقد تقرر عائلات أخرى أن تقوم بجهد مشترك – فتنشئ شراكة يساعد كل فرد فيها الآخرين على‬
‫مراقبة حديثهم الذاتي وتحسينه‪ .‬ويمكن أن يذ ّكر أفراد العائلة بعضهم بع ًضا بأن معظم الناس ذوي‬
‫الطموحات والمثل العليا يخيب ظنهم بأنفسهم أحيا ًنا ويقومون بأحاديث ذاتية سلبية‪ .‬ويستطيعون م ًعا‬
‫ممارسة طرق جديدة لإدارة حديث النفس‪ .‬فقد يتحدثون‪ ،‬مثل ًا حول ما إذا كان الضغط مؤق ًتا ويحددون‬
‫العوامل التي تساعدهم‪ ،‬إن تحكموا بها‪ ،‬على التخفيف من ذلك الضغط‪ .‬كما يمكنهم أن يناقشوا الطرق‬
‫التي تؤدي إلى تصاعد حديث النفس السلبي‪ ،‬بما يفسد عليهم يومهم أو حتى أسبوعهم كله‪ .‬وقد‬

  ‫يفكرون تفكي ًرا جماع ًيا في الطرق التي تساعدهم على إدراك هذا التصاعد وإيقافه في وقت مبكر‪.‬‬

‫ويمكنك‪ ،‬عندما تكن قدوة لطفلك‪ ،‬أن ُتريه كيف تسمح لنفسك‪ ،‬من حين لآخر‪ ،‬أن تتوقف مؤق ًتا‬
‫عن معاييرك الاعتيادية العالية‪ .‬فأنت تدرك أن هناك أوقا ًتا تمارس فيها الاسترخاء وأحلام اليقظة أو‬
‫الانشغال في أمور ذات قيمة قليلة‪ ،‬أو لا قيمة لها أب ًدا‪ ،‬على المدى البعيد‪ .‬من المهم أن تب ّين لأطفالك‬
‫كيف توازن بين العمل واللعب‪ ،‬وحتى بين الغرابة والسخافة‪ ،‬من خلال نمذجة اللعب والهوايات إلى‬

                                                                  ‫جانب العمل‪.‬‬

‫لا تتجاهل المشكلات أو تنكر وجودها عند الطفل‪ :‬إن مناقشة المشكلات مع طفلك تؤكد اعترافك بها‬
‫ومحاولة حلها‪ .‬فلا بد من تحديد المواقف التي تسبب له الضغط إذا أردنا حلها‪ .‬أما إهمال المشكلات‬
‫فينقل إلى الطفل رسالة تفيد أنها غير مهمة‪ .‬إن من المفيد‪ ،‬حتى عندما نكون غير قادرين على حل‬
‫المشكلة‪ ،‬أن نراجع الموقف المشكل والأفكار والمشاعر المصاحبة له‪ .‬كما أن استنكار المشكلات يقلل‬

                                 ‫من أهميتها ولا يس ّهل الحلول الصحيحة لتلك المشكلات‪.‬‬

‫الأطفال الموهوبون ماهرون في ملاحظة القرائن وتتبع التوتر‪ .‬فعندما ينتشر التوتر في العائلة‪،‬‬
‫يزيد شعور الطفل بالضغط والرعب إذا أنكر الوالدان المشكلات التي يعاني منها‪ ،‬أكثر مما لو تح ّدثا‬
‫معه حولها‪ .‬لا يحتاج الأطفال إلى التفاصيل الدقيقة لمواقف الراشدين لكن حصولهم على بعض‬
‫المعلومات يكون مفي ًدا‪ ،‬لأن الصورة التي يحملها الطفل عن المشكلة تكون‪ ،‬في العادة‪ ،‬أسوأ بكثير مما‬
‫هي عليه في الواقع‪ .‬فإذا لم تتوفر معلومات كافية للطفل الموهوب عن المشكلة‪ ،‬فإنه غال ًبا ما يتمادى‬
‫في تكهناته‪ .‬أما إذا توفر له بعض التفاصيل التي ينطلق منها في حل المشكلة‪ ،‬ويكون قد جمعها بشكل‬
‫غير مباشر‪ ،‬فإنه قد يس ّد الثغرات بأفكار إبداعية من عنده‪ .‬ولا بد‪ ،‬في هذه الحالات‪ ،‬من توضيحات‬
‫تؤكد للطفل أنه يسير في اتجاه الحل الصحيح‪ .‬يكفي أحيا ًنا أن نخبر الطفل أن المشكلة ليست فيه هو‪.‬‬
‫فقد تقول الأم للطفل مثل ًا‪“ :‬أنا ووالدك نراقب ميزانيتنا جي ًدا هذا الشهر‪ .‬وضعك أنت جيد‪ ،‬فلا تخف؛‬

                               ‫‪124‬‬
   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152