Page 183 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 183
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
في المدرسة الثانوية أم الجامعة ،أم في العمل لاحقاً .ويفكر المعلمون في الطريقة ذاتها ،محاولين
مساعدة الصغار ليصبحوا «كاملين» ينسجمون مع أترابهم ويتبعون التقاليد السائدة.
ويعطي المجتمع الأمريكي قيمة عالية للمهارات الاجتماعية ،ويشير إلى هذه المهارات على أنها
«ذكاء انفعالي ،»4أو القدرة على التمييز والتأثير في سلوكات الآخرين وأحاسيسهم .ويتوقع من الشخص
في معظم المواقف أن ينسجم مع الناس بغض النظر عن شعوره تجاههم .ويبذل الآباء جهوداً كبيرة
في تعليم أطفالهم أفضل المهارات الاجتماعية التي تجعلهم مقبولين في المجتمع الراقي .كما أنهم
يتفهمون الأذى الذي يلحق بالطفل عندما لا يكون مشهو ًرا .ويفضلون أن يكون أطفالهم تقليديين ،أو
جزءاً « من الجمهور» .ويريد الآباء أيضاً أن يكون أطفالهم سعداء ومقبولين ،وهم يخافون أن أطفالهم
قد يشعرون بأنهم منبوذون أو قد يعانون من الآثار السيئة لعدم الانسجام مع الآخرين.
ففي أي سن ،إذن ،يجب على الطفل أن يتجاهل الانصياع ومسايرة الآخرين؟ هل كون الشخص
تقليدياً ُيع ّد أهم من الإنجاز والإبداع والابتكار ،أو بناء شعور بالاستقلال الذاتي؟ وكم يحتاج الطفل حتى
ينخرط في حياة اجتماعية عادية؟ الكثير من أصحاب الإنجازات في العالم لم يكونوا خبراء اجتماعيين.
فمثل ًا ،لم يكن لدى «إلينور روزفلت» Eleanor Rooseveltزوجة الرئيس فرانكلين روزفلت ،أي
مجموعة زميلات حتى ذهبت إلى مدرسة داخلية ووجدت فتيات مثلها .أما “مايا أنجيلو” Maya
Angleouالتي عانت من صدمة شخصية فقد بقيت منطوية على نفسها لسنوات ،وبعد ذلك أصبحت
شاعرة وخطيبة تثير الإعجاب .وكانت “تمبل جراندل” Temple Grandinالتي ُش ّخصت على أنها
تعاني من “اضطراب أسبيرجر” لا ترتاح مع الناس طوال حياتها ،مفضلة التعامل مع الحيوانات .ولقد
استطاعت بذكائها العالي أن تحصل على درجة الدكتوراه ،وتؤلف كت ًبا عدة ،وتصبح محامية متحمسة
للدفاع عن معاملة الحيوانات بلطف .وقد ذكر كثير من الموهوبين الناجحين أنه لم يكن لهم مجموعة
زملاء حتى وقت متأخر في حياتهم ،عندما كانوا في الجامعة أو بعد التخرج فيها.
ربما كان الحل الأفضل أنه يتع ّين على الأطفال كافة تعلم مهارات “ التعامل المه ّذب” -بمعنى،
سلوكات تسمح لهم بالعمل مع الناس الآخرين بصورة و ّدية ،لكن هذا لا يتطلب أن يكونوا أفضل
الأصدقاء أو أن يتبنوا معتقدات الآخرين ،أو قيمهم أو سلوكاتهم .ف ُج ّل الناس يظهرون في بداية الأمر،
“ تعامل ًا مه ّذ ًبا” مع المعارف الجدد؛ ثم يقررون فيما إذا كانوا يرغبون في زيادة معلوماتهم المتعلقة
بهؤلاء المعارف .ويستطيع الآباء أن يعرضوا لأطفالهم سلوكات “ التعامل المه ّذب” في المجالات العامة
مثل المكتبة ،ومترو الأنفاق ومحا ّل البقالة وأماكن العمل .ويمكنهم التحدث لأطفالهم حول أهمية
احترام الأطفال الآخرين والمعلمين ،حتى لو لم يوافق الطفل الآخر على رأيهم أو على ما يقولون.
رفاق اللعب الأكبر سنًا
تكون مفردات الطفل الموهوب وقدراته في بعض الأحيان متقدمة كثيراً حيث يتخلف عنه
أقرانه -وهذه فجوة يمكن أن تخلق مشكلات اجتماعية .لذا ،فإن هناك معنى لانجذاب هؤلاء الأطفال
نحو الأطفال الذين يكبرونهم سناً أو حتى نحو الراشدين الذين تكون مفرداتهم واهتماماتهم مماثلة
160