Page 185 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 185
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
ومع أن الصداقات الخاصة ذات الاهتمامات المشتركة مهمة ،إلا أن بعض العلاقات الأخرى الأقل
ق ّوة مع أطفال آخرين تكون مرغوبة .لذا شجع طفلك على تعزيز شبكة من العلاقات تساعده على
تقدير قيمة الصداقات والمعارف .وربما كان هذا صعباً على طفل موهوب ،لكن من المهم أن يط ّور
قدرته على تعديل توقعاته من الآخرين وأن يتعلم الصبر وتقدير إسهاماتهم.
الانطوائية والأقران
مع أن بعض الأطفال الموهوبين انبساطيون ومنفتحون ،إلا أن معظمهم يكونون انطوائيين
عند مقارنتهم بالأطفال العاديين .5فعندما نجمع بين الانطوائية وعدم الانسجام المتكرر بين الأطفال
الموهوبين وأقرانهم (فيما يتعلق بالاهتمامات ،والمهارات ،والمعرفة ،والحس المرهف والش ّدة) ،لن
يكون من المستغرب أن يجد الأطفال الموهوبون ،خاصة ذوي الموهبة العالية ،أن هناك قواسم مشتركة
قليلة يشاطرون فيها أقرانهم من العمر نفسه.
إن من غير المرجح أن يقترب الأطفال الانطوائيون من أطفال جدد ،بل إنهم على الأرجح
سينتظرون الآخرين حتى يبدؤوا صداقاتهم معهم .وهم يحتاجون إلى وقت يلاحظون فيه الموقف
عن كثب قبل الانخراط فيه ،ولا يشعرون بالحاجة إلى كثير من الأصدقاء كما يفعل الانبساطيون .وقد
لا يكون هؤلاء الأطفال ،أحيا ًنا ،قد تعلموا كيفية اختيار الأصدقاء .فبعض الأطفال الموهوبين يكونون
مشغولين بأفكارهم واهتماماتهم حتى أنهم يتجاهلون الآخرين .وفي مثل هذه الحالات يتع ّين على
الوالدين والمعلمين أن يدركوا أن العالم الموجود في ذهن الطفل أهم عنده من علاقاته الاجتماعية
بالزملاء .لكن مساعدة الطفل على فهم أن الآخرين قد ينفرون من سلوكه يمكن أن يرفع من وعيه بأن
تفاعله الاجتماعي الضعيف يمكن أن يهزمه من الداخل ،وأنه سيكون بحاجة إلى التغيير.
لا يميل الانطوائيون إلى حب المفاجآت ،بل يحبون تحذيرهم لما سيحصل لاحقاً .لقد فاجأت
إحدى الأمهات بحسن نية طفلتها بحفلة عيد ميلادها .وعندما وصل المدعوون ،اختبأت الطفلة
المحتفى بها خلف الأريكة ورفضت التفاعل مع الأطفال الآخرين .إن الآباء الحساسين لشخصيات
أطفالهم الانطوائية أو الانبساطية أقدر من غيرهم على التخطيط لهؤلاء الأطفال والتدخل لمعالجتهم
في الوقت المناسب.
الوقت الذي يقضيه الطفل وحي ًدا
يقلق الوالدان أحياناً من اقتناع طفلهم باللعب وحده .ويقولون« :إنه يفضل أن يبقى في البيت
ويبني أشكالاً بالمك ّعبات أكثر من اللعب مع الأطفال الآخرين» .وفي المدرسة ،يفضل أن يقرأ كتاباً على أن
يلعب في الخارج مع الأطفال الآخرين .وفي بعض الأحيان يجد الأطفال الموهوبون زملاء في الشخصيات
التي يقرؤون عنها في الكتب عندما يكونون وحيدين .ويستطيع معظمنا أن يتذكر القناعة الشديدة
التي كنا نحصل عليها ونحن أطفال (ولا نزال نحصل عليها اليوم) ،عندما كنا ندفن أنفسنا في كتاب جيد
ونتقمص شخصياته أو معانيه .ويع ّبر عن هذه الفكرة بصورة جيدة عنوان كتاب «جودث هالستيد»
162