Page 187 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 187
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
المقارنة بالأقران والوسم بالموهبة
ليست المدارس أماكن للتعلم فقط ،وإنما هي أيضاً أماكن للتنشئة الاجتماعية ،حيث يحصل فيها
الأطفال على تغذية راجعة عن أنفسهم ،ويمارسون مهارات اجتماعية وسلوكية ،ويتعلمون كيف ينظر
إليهم الآخرون .ويكتشف الأطفال في المدرسة أنهم ُيقارنون بالآخرين من خارج عائلاتهم ،وربما يحدث
ذلك للمرة الأولى في حياتهم أحيا ًنا .ومن أسس المقارنات التي يقوم بها زملاء الصف والمعلمون الحجم
والمهارات الجسمية ،والمهارات الاجتماعية والعقلية ،وحتى نمط اللباس .ويبدأ الأطفال الموهوبون
سريعاً بمقارنة أنفسهم بالآخرين في أثناء تطويرهم لمفهوم الذات .فإذا كانت مقارناتهم عادلة ،فإنهم
سيشعرون بأنهم منسجمون مع الجماعة ،وإل ّا فإنهم يحاولون إيجاد طرق تجعلهم مقبولين لدى
الآخرين .وقد يتطلب القبول في الجماعة أحيا ًنا إخفاء بعض المواهب.
إن الوسم «بالموهبة» يؤدي إلى المقارنات .فقد يسمع المعلمون أو يرون أن طفل ًا ما موهوب،
وسرعان ما يتوقعون أن أداءه الأكاديمي سوف يكون سهل ًا .وهم يفترضون وجود كفاءة عالية في معظم،
الميادين المدرسية ،إن لم يكن فيها كلها؛ كما أنهم يخشون أن يرى الطفل الموهوب نفسه أحسن من
الآخرين بسبب مواهبه وقدراته .وربما تقود هذه المقارنات الأطفال الذين لا يوسمون بالموهبة إلى
الافتراض بأنهم «ليسوا موهوبين» ،وأنهم تب ًعا لذلك أقل قيمة وقد ًرا من زملائهم .وقد يسخر هؤلاء من
الموهوبين بألقاب ساخرة ،مثل «عبقري« ،مهووس» ،أحمق» أو رأسه مخزن كتب ...إلخ».
تقود المقارنات إلى التقويم الذاتي ،ويدرك الأطفال الموهوبون في الأغلب الفرق فيبحثون
عن طرق ليكونوا مقبولين في الجماعة .و ُيقارن الأطفال الموهوبون في مثل هذه المواقف ،بأطفال
مختلفين عنهم تماماً؛ حيث يجدون أنهم «أوتاد مربعة الشكل تحاول الدخول في مجموعة من الحفر
الدائرية الشكل» .8يقول أحد المراهقين « :ليس لي أصدقاء في مدرستي ،وإنما لي فقط بعض المعارف.
الأطفال الأذكياء كلهم ذوو تحصيل منخفض (متد ٍن) ولا يفهمون لماذا أريد أن أدرس وأتعلم .على حين
أن الأطفال الآخرين كلهم يتعجبون من ذكائي ويصفونني بالعبقري (وأنا لست كذلك) ،كما أنني لا
أحب ذلك .لو تحدث معي أحد من حين إلى آخر ،فإنه سوف يكتشف أنني لست طال ًبا جامع ًيا في
السنة الأولى لا َه َّم له إلا القراءة ،بل لد ّي أصدقاء حقيقيون قليلون خارج المدرسة؛ وهم يفهمونني،
ولا يعتقدون أنني عبقري (لأنهم أيضاً أذكياء!) ،ونقضي وقتاً ممتعاً معاً».9
أما تعليقات المعلمين فهي إما أن تغذي هذه المقارنات أو تقلل منها .فربما يقرر معلم،
مثل ًا ،أنه يحتاج إلى وضع طفل موهوب في مكانه الحقيقي بقوله « :لا يهم إن كنت تخرج مرتين
في الأسبوع إلى صف خاص بالموهوبين ،لكن عليك القيام بكل ما هو مطلوب في صفي» .أو « من
المفروض أنك تعرف تلك الإجابة ،فأنت موهوب» .إن هذه التعليقات ومثيلاتها تعزز المقارنات غير
الصحية .وقد يخلق بعض المعلمون ،أحيا ًنا ،مقارنات غير صحية ويبرزون عدم الانسجام بسبب هذا
الوسم بالموهبة .فربما يقولون مثل ًا« :انتظروا لتروا مدى صعوبة هذا الامتحان .أشك في أن أياً منكم
-أنتم الأذكياء -يستطيع النجاح فيه» .إن هذا النقص من الاحترام لا يع ّد مثبطاً للطفل الموهوب
فحسب ،بل ربما يوجد صعوبات إضافية بين الزملاء .لكن احترام الأطفال جميعاً ،فضل ًا عن الموهوبين،
164