Page 191 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 191
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
يريد الوالدان التحدث مع طفلهما حول كيفية التعامل مع بعض الأمور التي تخص زملاءه في مواقف
متعددة من حياتهم.
ضغط الأقران وتدني التحصيل الأكاديمي
من المعروف أن ثقافة المجتمع الأمريكي هي ثقافة التوافق والانسجام .وقد أدى انتشار وسائل
التواصل إلى المزيد من التجانس في الاتجاهات والتوقعات وحتى أنماط الحديث ،يفوق ما كان
موجو ًدا منذ عقود عديدة خلت .فالضغوطات المتعلقة بارتداء الملابس المناسبة ،أو قول التعابير
المناسبة ،أو التصرف بالطريقة المناسبة تحيط بنا في كل وقت .ولا شك في أن أحد الأسباب الكبيرة
لانخفاض تحصيل الأولاد والبنات الأذكياء هي رغبتهم في الانتماء إلى الجماعة والانسجام معها.
ولقد لوحظت مشكلة الفتيات الذكيات للمرة الأولى من كاتبة عمود في إحدى الصحف اسمها
«آن لاندرز» Ann Landersالتي كتبت تقول “ليس ذك ًيا جداً أن تكون ذكياً جداً -لا سيما إذا كنت
فتاة تريدين أن تنسجمي مع الجماعة” .ومما يؤسف له أن قيمة البنت لا زالت ُتبنى على قدرتها في
جذب انتباه الجنس الآخر .16وحتى تكون الفتاة مشهورة ،يجب أن تكون لطيفة ،وحساسة ،وودودة
وسلبية ،بدلاً من أن تكون عدوانية ومتذ ّمرة وجميلة وحسنة الهندام ،وغير ذكية ج ًدا – أو على الأقل
ألا تكون أذكى من الرجل الذي ترغب في الاقتران به ،.لاحظ كيف أن معظم هذه المؤهلات لا تتعلق
بالنجاح الأكاديمي ،بل إنها لا تعكس الصفات التي تشترك فيها النساء المشهورات.
تقع على الأطفال الموهوبين ضغوطات مماثلة؛ فعليهم أن يتعلموا احترام «منظومة سلوك
الأولاد» ،ويقبلوها ،ثم يتبنوا معظم مظاهرها إذا أرادوا أن يكونوا مشهورين .17وهذه المنظومة غير
المكتوبة لسلوك الأولاد التي انتقلت من جيل إلى جيل تتطلب من الأولاد أن يتعلموا الاكتفاء الذاتي،
وأن ينشغلوا بسلوكات تتطلب الجرأة والشجاعة ،والكفاح للوصول إلى السيطرة ،وأن يحرصوا على أن
يظهروا سلوكات رقيقة ،كالدفء والتعاطف أو الاعتماد على الآخرين .وقد يكون من المرغوب فيه أن
يكون الأولاد رياضيين إلى حد ما .وتع ّد رياضات الفرق ككرة القدم أو كرة السلة أكثرها احتراماً وتقديراً،
وتع ّد الرياضات الفردية كالتنس والجولف أفضل من عدمها .لكن أكثر جوانب منظومة سلوك الأولاد لا
تحتوي على أمور أكاديمية.18
أما في الثقافة الأمريكية -الإسبانية أو الأمريكية -الأفريقية فإن الضغوطات للانسجام مع الجماعة
تكلف ثم ًنا إضاف ًيا -فإذا كنت أسود أو إسبانياً عالي التحصيل ،فإن زملاءك يمكن أن ينظروا إليك على
أنك «تتصرف بصورة ملفتة للأنظار لتبدو وكأنك أبيض» ،وتخون ثقافتك الأصلية .وهكذا ،فإنك إذا كنت
ناجحاً أكاديمياً ،فقد ترفضك جماعتك العرقية ذاتها.
لا يوجد بين قيم الزمالة المذكورة أعلاه ما يؤكد أهمية التحصيل الأكاديمي .فإذا كان أحد الأطفال
الموهوبين متفو ًقا أكاديمياً ،فإن زملاءه يمكن أن ينظروا إليه على أنه تهديد لهم ،لأنه يبرز الضعف
النسبي وعدم الكفاءة للذين لا ينجزون بالدرجة نفسها .وربما ينتقد الزملاء الطفل الذكي ويرون أنه
يشكل «منافسة غير عادلة» ،مما يو ّلد عائقاً آخر أمام قبول زملائه له.
168