Page 196 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 196
الفصل 8المعارف والأصدقاء والأقران
وليس الملك آرثر .وقد يكون جي ًدا أن تكون القائد أحيا ًنا ،لكن من الممتع في أحيان أخرى أن تسمح
لشخص آخر أن يتو ّلى القيادة .ويمكنك أن تحدث طفلك عن رياضات الفريق ،مثل الكرة الطائرة،
وكرة القدم ،وكيف أن الرياضيين يتناوبون الأدوار بنا ًء على حاجاتهم في وقت مع ّين .ففي كرة القدم
الأمريكية ،مثل ًا ،يقود المدرب اللاعبين كلهم ،ولكن الذي يقودهم في الملعب هو لاعب خلف الوسط.
وقد يكون أحد اللاعبين الآخرين أحيا ًنا هو «النجم» ،لا س ّيما عند اللحظة الحاسمة .إذن يقود الفريق
أحد اللاعبين لفترة معينة ،ثم يقوده شخص آخر بعد ذلك.
حاول أن تخبر طفلك بأن القائد الجيد يسمح للآخرين بطرح آرائهم ومداخلاتهم ،ولا ينفرد
باتخاذ القرارات دائ ًما ،ويتفهم أن عمل الفريق وتبادل أدوار القيادة يكون على الأغلب مفي ًدا في هذه
الأنشطة .كما أن تفويض السلطة ،والمساعدة ،والتسهيلات ،كلها مظاهر مهمة من مظاهر القيادة،
ومفتاح ذلك كله هو أن تفهم متى تقوم بالسلوك المناسب .ويمتلك القائد الجيد أفكا ًرا أكثر من غيره،
لكنه لا يكون خيال ًيا أو معق ًدا ج ًدا بحيث يكون متقد ًما ج ًدا عن زملائه الآخرين.
ويمكنك التحدث مع طفلك عن الفرق بين التسلط والتعاون .ولتوضيح ذلك الفرق ،يمكنك أن
تطلب إليه أن يعطيك أمراً بلهجة رئيس للمرؤوسين ،ثم يطلب إليك أن تفعل الشيء نفسه بأسلوب
تعاوني مقنع .ويمكنك أن تطلب إليه أن يتأمل في الطريقة التي يحب أن ُيك ّلف بها في تنظيف غرفته،
«اذهب إلى غرفتك ون ِّظفها الآن» .أو أريد منك أن تن ّظف غرفتك في وقت ما بعد ظهر اليوم قبل أن
يحضر جدك وجدتك للعشاء .هل تحب أن تعمل ذلك قبل التدريب على كرة القدم أم بعده؟» ،ثم
تح ّدث معه حول أي الأسلوبين يف َّضل مع إبداء الأسباب .واطلب إليه أن يب ّين الفرق بين الأسلوبين.
ولعل مما يساعدك على مهمتك توفير مخارج تسهل ظهور المهارات القيادية .فتستطيع في
البيت ،مثل ًا ،أن تزود الطفل المتسلط بطريقة مناسبة لكي يكون مسؤولاً .ويمكن أن تكون « أيام
العطل المميزة» التي تحدثنا عنها في فصل التواصل طريقاً يمارس فيها طفلك القيادة .وربما تستطيع
أن تجد بدائل أخرى لطفلك القيادي ومبادراته في المجتمع المحلي الذي يعيش فيه.
ف ّكر في مدارس أو برامج خاصة :بما أن المدارس والبرامج الخاصة بالأطفال الموهوبين تجمع الأطفال
حسب القدرات والعمر م ًعا ،لذا فإن من المرجح أن يعثر الطفل الموهوب على زملاء مناسبين له
في تلك البيئات .لكن هذا لا يكون علاجاً شاف ًيا ،وعلى كل حال؛ فليس من الضروري أن يقيم الأطفال
الموهوبون علاقات مع أطفال موهوبين آخرين ،مع أن من المرجح أن تقل مشكلات الزملاء عندما
يكون الطفل الموهوب محاطاً بأطفال ذوي شخصيات مماثلة لشخصيته.
تجنب المقارنات الكثيرة :لن تستطيع أن تساعد الطفل على إنشاء علاقات جيدة مع زملائه ،إذا عرض
الوالدان أو المعلمون إنجاز الطفل الموهوب على أنه نموذج لزملائه ..فقد يلجأ الوالدان أحيا ًنا إلى
المقارنات لكي يشعر طفلهما بالخجل من سلوكه .لكن هذا الأسلوب لن يكون مفي ًدا للطفل ،بل الأفضل
من ذلك أن تسأله مباشرة ما شعوره إزاء سلوكه غير المرغوب.
خذ في الحسبان ضغوطات الزملاء .يكون ضغط الزملاء على أشده في أثناء السنوات المدرسية التي
173