Page 193 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 193
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
وهؤلاء الراشدون الصغار لا يحتملون القيود إطلاقاً -سواء في العمل ،أو في المجتمع ،أو في علاقاتهم
بالآخرين .إنهم يريدون أن يكملوا عملهم كله ،أو يصححوا الأخطاء كاملة في الت ّو واللحظة .وهم لا
يرضون بمستوى معايير الجودة التي يرونها حولهم ،وبعضهم يضيق ذر ًعا بالآخرين الذين لا يشاركونهم
في البحث عن القناعات الشخصية .وينتج عن ذلك أن العلاقات مع الآخرين ،سواء أكانت في البيت
أو في مكان العمل سوف تتأثر بصورة مباشرة .وتستمر صفات الأطفال الموهوبين ،إلى سن الرشد ،مع
أنها تكون قد تهذبت على نحو واضح.
مراحل الصداقة
يفيد الأطفال الموهوبون أحياناً من فهم بعض الأساسيات المتعلقة بارتباط الناس بعضهم ببعض.
وتستطيع أن تساعد طفلك على فهم التطور البطيء لتلك العلاقات من المعارف إلى الزملاء إلى
الأصدقاء الجيدين .إن رفاق اللعب بالنسبة للأطفال الصغار هم أطفال آخرون يعيشون قربهم أو
يعرفونهم من الحضانة أو الروضة .أما الأصدقاء في سن المدرسة فهم أناس يستطيعون التكلم معهم
أو يمدونهم بالدعم والمساعدة .وعندما ينضج الطفل يزداد إدراكه لأهمية الاهتمامات المشتركة،
والتوصل إلى تفاهمات متبادلة .والصداقات الناضجة هي تلك التي تحتوي على علاقات حميمة ودائمة
مبنية على قيم مشتركة.
وعندما يرتبط الناس بعضهم ببعض ،فإن ذلك يتضمن ثلاث مسائل أساسية حسب الترتيب التالي:
. 1الاندماج /الاستبعاد ،هل أنا عضو في هذه الجماعة أم أن مكاني خارجها؟
. 2التحكم أو السيطرة – أين موقعي في تقرير ما سوف نفعله؟ هل أنا القائد ،أم التابع أم العامل،
أم ماذا؟
. 3الاهتمام المتبادل – هل فعل ًا يكترث الآخرون لما يهمني ،وهل أكترث أنا لما يصيبهم20؟ يجب
تسوية المسألتين الأولى والثانية قبل أن تظهر الثالثة .إنك تشعر عادة بالأشخاص الذين تجمعك
بهم اهتمامات مشتركة أو تركيز مشترك وتكترث لهم ،وكذلك الذين يق ّدرون دورك في هذه
العلاقة والذين تعول عليهم في المساهمة بالمحافظة عليها.
يجد الأطفال الموهوبون صعوبة في التعامل مع هذه القضايا .فقد يتساءلون إن كانوا فعل ًا جزءاً
من المجموعة أو حتى إن كانوا يريدون أن يكونوا جزءاً منها .فإذا أصبحوا فعل ًا جزءاً من المجموعة
أو العلاقة ،فمن المرجح أن تظهر قضايا الكفاءة والسيطرة .وبما أن الأطفال الموهوبين يكونون على
الأغلب مثاليين ،لذا فربما يركزون على العدالة بصورة أكبر لأن الآخرين قد لا يقدرون هذه المثالية
بالطريقة نفسها .وربما لا يستطيع هؤلاء الأطفال الصبر إذا آلت القيادة إلى شخص أقل منهم كفاءة.
وهنا تبرز المشاعر المتضاربة؛ لأن الأطفال الموهوبين يريدون أن يشعروا بأنهم مندمجون ،ومحترمون،
ويكترث لهم أصدقاؤهم ،على الرغم من أنهم يصابون أحيا ًنا بالإحباط من تفاعلاتهم مع الآخرين.
قد يكون من الصعب الموازنة بين علاقات الزملاء فعل ًا كلما تقدمت هذه العلاقات عبر المراحل
170