Page 198 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 198

‫الفصل ‪ 8‬المعارف والأصدقاء والأقران‬

                    ‫علاقات الأقران داخل العائلة‬

‫تؤدي البيئة العائلية دوراً كبيراً في علاقات الطفل بزملائه‪ ،‬فإذا رأى طفل موهوب أنه يختلف‬
‫عن زملائه في المدرسة‪ ،‬فإنه سيكون من المهم‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬أن يجد قبول ًا في العائلة‪ ،‬بكل ما‬
‫فيه من صفات الموهبة‪ ،‬ولا ب ّد من أن تشجعه عائلته على تطوير قدراته واستعمالها بصورة صحيحة‪.‬‬
‫ويستطيع الآباء أن يساعدوا الطفل الموهوب المنعزل على تطوير خطة لحياته‪ ،‬وأن يعززوا بصيرته‬
‫وتك ّيفه مع الآخرين‪ ،‬بالحديث عن ضغوط زملائهم هم؛ سواء في العمل أم في منطقة الجوار‪ ،‬وكيف‬

                                                           ‫قرروا أن يتعاملوا معها‪.‬‬

‫ويستطيع أحد الوالدين أو أحد الأجداد‪ ،‬أحيا ًنا‪ ،‬مساعدة الطفل بأن يؤكدوا له أنه لا ضير في‬
‫أن يتخذ أصدقاء مختلفين للأنشطة المختلفة‪ .‬إن مجرد إدراك طفلك أنه ربما يحتاج إلى أصدقاء‬
‫متنوعين لممارسة النشاطات المختلفة يمكن أن يطمئنه إلى معرفة أن ما يراه غير عادي هو أمر سوي‬
‫تما ًما‪ .‬وبما أن الوالدين قد عايشا زملاء كثيرين ومتنوعين خلال حياتهما‪ ،‬فإنهما يعرفان‪ ،‬بلا شك‪ ،‬أن‬
‫هناك طر ًقا ع ّدة للعيش الناجح لا تعتمد بالضرورة على الشهرة في مجموعة معينة أو في فئة واسعة‬

                                                                    ‫من الناس‪.‬‬

‫يمكن أن يكون الراشدون زملاء مهمين للأطفال في حياتهم‪ .‬فكثير من الآباء والأجداد‪ ،‬والأعمام‬
‫والعمات يبتهجون بلعبة الشطرنج أو غيرها مع الأطفال من وقت إلى آخر‪ ،‬أو يعب ّرون عن حرصهم على‬
‫نح ٍو صبياني وهم يستمتعون باللعب والضحك الطفولي في الأوقات المناسبة‪ .‬ويمكن للكبار المهمين‬
‫خارج العائلة أن يز ّودوا الأطفال بتفاعلات تشبه تفاعلاتهم مع الزملاء‪ .‬فقد اعتبر طفل عمره ‪ 13‬عاماً‬
‫جاره الذي يناهز ‪ 60‬عاماً زميله في الشطرنج‪ .‬وقد تح ّولت تلك الصداقة إلى علاقة تلمذة‪ ،‬عندما أظهر‬

                                   ‫المراهق اهتماماً بالحياة السابقة لهذا الرجل المتقاعد‪.‬‬

             ‫مساعدة الوالدين في التغلب على ضغط الزملاء‬

‫يشعر الراشدون أي ًضا بضغوط الزملاء‪ .‬فهناك توقعات معي ّنة داخل مجتمعاتنا تتعلق بكيفية‬
‫«الأبوة الجيدة»‪ ،‬وكيف «يجب» أن يتصرف الأطفال‪ .‬وكثي ًرا ما يتعرض آباء الأطفال الموهوبين إلى‬
‫ضغوط من خلال نظرات التفحص أو التعليقات التي تصدر عن الآباء الآخرين مثل قولهم‪« :‬لماذا تضغط‬
‫كثي ًرا على طفلك كي يتعلم القراءة؟» وهذا تعليق يؤلم‪ ،‬لأن والدي الطفل الموهوب لا يعلمان طفلهما‬
‫القراءة‪ .‬فالطفل يتعلم وحده من خلال أسئلة يطرحها هو نفسه‪ ،‬مثل «ما هذه الكلمة؟» لكن والديه‬

                      ‫يشعران بضغط الزملاء عندما يحاول هؤلاء الزملاء إصدار الأحكام عليهم‪.‬‬

‫إن الخصائص العادية عند الأطفال الموهوبين هي ذاتها التي تضعهم خارج الجماعة عندما‬
‫يقارنون بالأطفال الآخرين من العمر نفسه‪ .‬وعندما يتحدث آباء الأطفال الموهوبين مع الآخرين عن‬
‫أطفالهم‪ ،‬فإنهم يواجهون على الأغلب بعدم التصديق‪ ،‬أو الاستجوابات‪ ،‬أو الانتقادات‪« .‬طفلي ليس‬
‫طفل ًا حسا ًسا إلى هذا الحد‪ .‬ماذا فعلت أنت حتى جعلت طفلك حساساً ج ًدا؟»‪« ،‬لماذا تسمح لطفلك‬
‫بالتصرف بطريقة غير مهذبة وطرح أسئلة كثيرة على الكبار؟»‪« ،‬لماذا لا يلعب طفلك مع أقرانه من‬

                               ‫‪175‬‬
   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203