Page 201 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 201
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
نظي ًرا له ،وأن يستشيره عمل ًيا في القرارات ك ّلها ،ومنها على سبيل المثال ،أين سنأكل؟ وماذا سنعمل
لنر ّوح عن أنفسنا؟ ...الخ ،وتكون نتيجة ذلك أن الطفل يمتلك قوة كبيرة في العائلة ،ويصعب عليه تق ّبل
اهتمام والديه بأي مولود جديد قد ينضم إلى العائلة مستقبل ًا.
تنافس الأخوة الأش ّقاء وتعاونهم
تؤ ّثر ق ّوة الطفل الموهوب تلقائ ًّيا في علاقته مع أخوته الأش ّقاء ،حيث غال ًبا ما يقا ِرن الأطفال
الموهوبون أنفسهم مع الأطفال الآخرين في البيت ،وقد يقيسون قيمتهم بمدى نفوذهم ،والاهتمام
والوقت الذي يحصلون عليه من آبائهم .ويو ّلد تنافس الأشقاء ،وكذلك ترابطهم ،مشاعر قوية ،وقد
يصاب كثير من الآباء بالإحباط نتيجة هذه العلاقات الأخو ّية المتذبذبة والمتقلبة ،في حين يقول آباء
آخرون أن علاقة الأشقاء تكون ممتعة عمو ًما .ونحن نعرف أن جميع العائلات تمر بفترات يشوبها
الصراع والتوتر ،لكن من المؤكد أن علاقات الأشقاء تسهم في كآبة العائلة .ولحسن الح ّظ ،توجد
استراتيج ّيات يمكن أن يستعملها الآباء للتقليل من التو ّتر بين الأخوة.
وقد نتساءل هنا :ما أهمية مساعدة الأطفال على التقليل أو التخ ّلص من المشاحنة ،والمنافسة،
والشجار؟ إن أحد الأسباب المباشرة لذلك هو زيادة السعادة والمرح داخل العائلة .كما أن القوانين
العائلية التي يتعلمها الصغار عادة ما تنتقل معهم في س ّن الرشد ،وتؤ ّثر في الطريقة التي يتعامل بها
ك ٌّل منهم في المستقبل مع شريك الحياة أو شريك العمل .وقد يكون حمل هذه القوانين والعادات من
الطفولة إلى الرشد إيجاب ًّيا في بعض الأحيان ،مثلما يحدث عندما يكون الصغير ج ّيد التحصيل ،ويستم ّر
على هذه الحال عندما يكبر ،فقد يصبح مدير أعمال محترم لمؤسسة ناجحة .وفي أحيان أخرى ،فإ ّن
أدوارنا في الطفولة تعيقنا عندما نكبر ،فقد يع ّد شخص نفسه على صواب دائ ًما ،أو في المق ّدمة -مثلما
كان وهو صغير -إلى الح ّد الذي يتحاشى فيه الآخرون العمل معه .أو مثل الشخص الذي لم يتم ّكن
وهو صغير من مجاراة أخيه الأكبر منه س ًّنا ،ولا زال يبذل جهو ًدا إضاف ّية للتعويض عن ذلك ،ح ّتى لو
لم يكن أخوه مناف ًسا له.
يقول «آديل فابر ،وإيليان مازليش» ( ،)Adele Faber&Elaine Mazlishفي كتابهما “أخوة بلا
منافسة” “ :Siblings Without Rivalryقد يكون لعلاقتنا مع إخوتنا الأش ّقاء تأثير قو ّي في بدايات
حياتنا ،مما يو ّلد مشاعر قو ّية ،إيجاب ّية أو سلب ّية ،ومن المحتمل أن تستم ّر هذه المشاعر نفسها في
علاقتنا مع إخواننا وأخواتنا عندما نكبر ،وقد تم ّرر إلى الجيل اللاحق» .2وبنا ًء على ذلك ،قد يساعد
تطوير علاقات إيجاب ّية بين الأخوة والأخوات في وقت مب ّكر على إحداث تأثيرات مفيدة لا تنتهي
طيلة الحياة.
ويؤ ّثر الإدراك الأفضل للسلوكات والأدوار المشتركة للأخوة الأش ّقاء في توجيههم إلى طرق أق ّل
جدل ّية في التعامل مع الآخرين ،وإلى تعاون أفضل وأكثر .إن بإمكاننا تقديم نماذج للأطفال؛ كي
يتعاملوا مع الاختلافات فيما بينهم ،حيث لا يكون الأكبر «دكتاتو ًرا» دائ ًما ،ولا يكون الأصغر «ضعي ًفا»،
أو «مستكي ًنا» ،أو»باك ًيا» دائ ًما ،كما يمكننا استعمال استراتيج ّيات أخرى لتعزيز العلاقات الإيجاب ّية.
178