Page 202 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 202
الفصل 9العلاقات العائل ّية :الأخوة والأخوات الأش ّقاء ،والأطفال الوحيدون
ويساعدنا على ذلك أن نفهم بعض الأدوار العائل ّية الرئيسة ،وكيف تتغ ّير هذه الأدوار عند إضافة أ ّي
عضو جديد إلى العائلة.
ترتيب الولادة
يصف عالم النفس «كيفن ليمان» ،Kevin Lemanفي كتابه “ترتيب المواليد” The Birth
Order Bookبعض الأدوار التي يأخذها الأطفال في العائلة اعتما ًدا على كونهم الأكبر ،أو الأصغر ،أو
الأوسط .3مثل ًا ،عادة ما يكون الطفل الأكبر-المولود الأ ّول -هو الأكثر تحصيل ًا في العائلة ،وقد ُينظر إليه
من قبل الآخرين على أ ّنه م ّيال إلى السيطرة .على النقيض من ذلك ،يكون الطفل الأصغر هو»المه ّرج
المرح» ،أو «الاجتماع ّي» ،أو الطفل «المدلل» الماهر في جذب انتباه الآخرين ،في حين يشعر الطفل
الأوسط أنه «محشور أو مضغوط» أو أنه مهمل لك ّنه يظهر لاح ًقا أ ّنه الأفضل تك ّي ًفا ،والأقدر على التعامل
مع الآخرين .وعلى الرغم من أ ّن هذه الأدوار العائل ّية ليست صارمة وثابتة ،إل ّا أ ّنها تبدو حقيق ّية في
كثير من العائلات.
لكن الاحتمال الأكثر هو أن المولود الأ ّول (والطفل الوحيد) هو الذي يكون موهو ًبا أكاديم ًّيا،4
حيث يقضي الوالدان وقتاً أطول معه ،ويتحدثان إليه ،ويأخذانه معهم خارج البيت ،وعادة ما يك ّونان
تو ّقعات عالية بالنسبة له .في حين يقضيان وق ًتا أق ّل مع المولود الثاني ،وغال ًبا ما يتو ّقعان من الطفل
الأكبر القيام ببعض المسؤول ّيات تجاهه ،منها مثل ًا« :هل تستطيع اللعب مع الطفل الصغير قليل ًا
حتى أح ّضر العشاء؟» ث ّم فيما بعد« :هل ّا انتبهت إلى أخيك عندما يذهب إلى المدرسة؟» ومن غير
المستغرب ما توصلت إليه الدراسات أ ّن غالبية المواليد الأوائل هم من النوع الجا ّد ،وحي الضمير،
والجدير بالثقة ،والأكثر تو ًقا إلى استحسان الكبار .وهم يح ّبون النظام ،ويهت ّمون بالتحصيل الأكاديمي
أكثر من إخوتهم الآخرين الأصغر منهم.
وهناك احتمال ضئيل في أن يكون الطفل الثاني موهو ًبا ،على الرغم من أ ّن البيانات المتوافرة
تشير إلى أ ّن مقدرتهم العقل ّية مساوية تما ًما لمقدرة أخوتهم .5وعندما يوجد في العائلة طفل موهوب،
فمن المحتمل وجود أطفال موهوبين آخرين بسبب العوامل الوراث ّية ،وتشابه الظروف العائل ّية ،على
الرغم من أ ّن الأطفال الموهوبين الآخرين قد لا يكونون واضحين مثل الطفل الأ ّول .وت ّدل الأبحاث على
أ ّن المولود الثاني عادة ما ير ّكز على استحسان أقرانه وإخوته ،ويق ّل اهتمامه بإطراء الآباء أو المع ّلمين،
لأسباب غير معروفة تما ًما حتى الآن.
لقد كتب الكثير عن «متلازمة الطفل الثاني» ،بمعنى أن الطفل الأول يحصل على كل الامتيازات
لأنه الأكبر س ًنا ،ويحصل الأصغر على اهتمام خاص لأنه «صغير» ،أم الطفل الوسط فيعامل كما لو أنه
من خارج العائلة وليس له دور واضح .وهناك احتمال قليل بأن يكون الطفل الوسط موهو ًبا أكاديم ًيا،
ولكن الاحتمال الأكبر هو تم ّيزهم بالمهارات الاجتماعية أو المهارات القيادية ،فهم غال ًبا ما يكونون
بمثابة الوسطاء داخل العائلة حيث يقومون بمنع أو تسوية المشاجرات بين الأخوة الآخرين ،وهذا
يع ّلمهم المهارات القياد ّية والتعامل مع الآخرين.6
179