Page 263 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 263

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫بالخصائص المم ّيزة لهذا الاضطراب‪ .47‬وبالرغم من هذه التباينات‪ ،‬فقد أصبح هذا الاضطراب هذه‬
‫الأ ّيام تشخي ًصا شائ ًعا بين الأطفال‪ ،‬كما ُيستعمل أحيا ًنا لوصف ما كان يس ّمى ساب ًقا التوح ّد المتق ّدم أو‬
‫«عالي الفاعل ّية» ‪ ،High Functioning Autism‬على الرغم من أ ّن بعض الخبراء يعتقدون أ ّن اضطراب‬
‫(أسبيرغر) والتوح ّد عالي الفاعل ّية اضطرابان منفصلان تما ًما‪ .48‬قد يعتقد الإكلينيك ّيون الذين تنقصهم‬
‫الخبرة والمعلومات أ ّن هذه التسمية (اضطراب أسبيرغر) تنطبق على أ ّي شخص يعاني من عدم اللباقة‬
‫الاجتماع ّية‪ ،‬ولديه صعوبة في قراءة التلميحات الاجتماع ّية‪ ،‬أو يحاول أن يبدو غري ًبا في المواقف‬
‫الاجتماع ّية‪ .‬أ ّما في واقع الحال‪ ،‬فإ ّن اضطراب(أسبيرغر) يترك عج ًزا كبي ًرا في المصابين به‪ ،‬إضافة إلى أ ّنه‬
‫ليس التسمية المناسبة لك ّل من يبدو غير لبق‪ ،‬أو متمركز حول ذاته‪ ،‬أو لا يشعر بالارتياح في المواقف‬
‫الاجتماع ّية‪ .‬وعلى الرغم من ك ّل هذه التحذيرات فث ّمة تو ّج ٍه إلى القفز سري ًعا‪ ،‬وإلى تشخيص الأطفال‬

                                                     ‫بأ ّنهم مصابون بهذا الاضطراب‪.‬‬

‫أ ّما الملامح الأساس ّية لاضطراب (أسبيرغر) فهي‪« :‬عجز شديد ودائم في التفاعل الاجتماع ّي‪،‬‬
‫وتطوير أنماط محدودة ومتك ّررة من السلوك والميول والأنشطة‪ ،‬وعجز إكلينيك ّي مه ّم في الوظائف‬

                                         ‫الاجتماع ّية والمهن ّية‪ ،‬ومجالات مه ّمة أخرى»‪.49‬‬

‫وفي حين يبدي معظم الأطفال المصابين بالتوح ّد إعاقات أساس ّية في الوظائف العقل ّية‪ ،‬وفي‬
‫قدرتهم على التواصل والتفكير والتع ّلم‪ ،‬لا يواجه الأطفال المصابون باضطراب (أسبيرغر) مثل هذه‬
‫المشكلات‪ .‬وعلى الرغم من أ ّنهم يظهرون تفاو ًتا كبي ًرا في قدراتهم‪ ،‬إل ّا أ ّنهم قد يحصلون على درجات‬
‫عالية على اختبارات الذكاء والتحصيل‪ ،‬فقد تتجاوز‪ 140‬درجة أحيا ًنا‪ ،‬ويكون أداؤهم ج ّي ًدا في المها ّم‪،‬‬
‫والاختبارات اللفظ ّية‪ ،‬والأعمال الأكاديم ّية المنظ ّمة ال ّتي تعتمد اعتما ًدا كبي ًرا على الذاكرة‪ .‬ولهذا فإن‬
‫المق ّررات الأكاديمية المن ّظمة التي تر ّكز على مهارات الذاكرة سوف تكون لصالح هؤلاء الأطفال‪ ،‬وتعمل‬
‫على تنمية جوانب ق ّوتهم‪ ،‬لا س ّيما إن كانت التعديلات مو ّجهة لمعالجة جوانب قصورهم‪ .‬وإذا ما‬
‫ُص ّنفوا ضمن الموهوبين‪ ،‬فإ ّنهم قد يحظون بترتيبات خا ّصة أخرى‪ ،‬مثل التعليم الفردي( التفريد) مثل ًا‪،‬‬

                                                   ‫الذي يمكن أن يح ّسن من أدائهم‪.‬‬

‫يعاني الأطفال المصابون باضطراب (أسبيرغر)‪ ،‬مثلما هي الحال عند الأطفال المصابين بالتوح ّد‪،‬‬
‫صعوبات شديدة في علاقاتهم بالآخرين‪ ،‬فهم يفتقرون إلى التعاطف‪ ،‬والقدرة على قراءة القرائن‪،‬‬
‫والمشاعر الاجتماع ّية وتفسيرها‪ .50‬ويف ّضلون الروتين والبنية المن ّظمة‪ ،‬ويعشقون الطقوس إلى درجة‬
‫الاستحواذ والهوس الواضح ْين‪ ،51‬وهو ما يؤ ّثر في علاقاتهم بالآخرين‪ .‬كذلك تكون اهتماماتهم وميولهم‬
‫غال ًبا‪ ،‬غامضة‪ ،‬أو ح ّتى غير ج ّذابة‪ .‬ويرتبط اضطراب (أسبيرغر) بالمواقف الماد ّية أكثر من ارتباطه‬
‫بالمفاهيم المج ّردة؛ م ّما يص ّعب عليهم مه ّمة التعميم من موقف إلى مواقف أخرى‪ .‬فقد يتع ّلمون أن‬
‫يتك ّلموا بهدوء في ص ّف مع ّين‪ ،‬ولك ّنهم لا يع ّممون ذلك السلوك إلى صفوف أخرى‪ .‬وينحصر تع ّلمهم‬
‫بشكل أساس ّي بحفظ الحقائق‪ ،‬فناد ًرا ما يستطيعون تطبيقه بطرق إبداع ّية‪ ،‬وذات معنى دون حصولهم‬
‫على توجيه أو مساعدة من الآخرين‪ .‬ويجد هؤلاء الأطفال صعوبة في فهم الصور البلاغ ّية؛ لأ ّنهم‬
‫يفهمون الجمل والعبارات فه ًما حرف ًّيا‪ .‬ويجعلهم هذا التفكير الماد ّي مختلفين عن الآخرين‪ ،‬وقد يكون‬

                                       ‫هذا المك ّون نفسه سب َب افتقارهم إلى التعاطف‪.‬‬

                               ‫‪240‬‬
   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268