Page 267 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 267
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
ولا ب ّد أن يؤخذ ُبعد الموهبة لدى الأطفال مزدوجي الاحتياج في الحسبان عند تفسير التشخيص،
وعند التخطيط التربوي .ويتع ّين حينئ ٍذ تعديل الخيارات التربو ّية بما يتناسب وقدرات الطفل ،واستثمار
جوانب ق ّوته لمساعدته على التعويض عن نقاط ضعفه .إ ّن من الأفضل معالجة المشكلات الناجمة
عن الحال ّتين كلت ْيهما (أ ْي؛ الموهبة والإعاقة( بدل ًا من التعامل مع إحداهما فقط دون الأخرى .ويمكن
أن يطمئ ّن الطفل الموهوب إذا علم أ ّن حساس ّيته وش ّدته ليستا جز ًءا من حالته المح ّددة ،إذ يستطيع
عندئ ٍذ ،وبقليل من التفسير الدقيق لسلوكه ،أن يستعمل عقله ومواهبه؛ كي يفهم المعاني ال ّتي يتضم ّنها
تشخيصه ،كما يمكنه أن يفهم ما لا يعنيه ذلك التشخيص .ويستطيع الطفل الموهوب الذي يعاني من
اضطراب تش ّتت الانتباه وتش ّتت الانتباه وفرط النشاط أن يستعمل استراتيج ّيات عقل ّية متق ّدمة لضبط
أعراض الاضطراب لديه ،أكثر م ّما يفعل طفل آخر من العمر ذاته ،ولك ّنه ليس متم ّي ًزا عقل ًّيا.
فإن كنت تعتقد أ ّن طفلك الموهوب مزدوج الاستثناء ،فيمكنك أن تف ّكر جد ًّيا في ما يلي:
.1الحصول على قياس شامل لهذا الطفل.
.2رسم صفحة نفس ّية كاملة لجوانب الق ّوة والضعف في سلوكه وأدائه التع ّلمي.
.3تصميم برنامج للتعليم والعلاج واللعب لتنفيذه في المنزل والمدرسة.
ويمكنك أن تعتمد في خطتك على ثلاثة أساليب :أ ّول ًا ،استعمل علا ًجا يساعد في «إعادة عمل
الدماغ» إلى سالف عهده ،وع ّلم الطفل كيف يط ّور مهاراته ،أو خ ّصص له مع ّل ًما خا ًّصا لتطوير جوانب
الضعف الأكاديم ّية لديه .ثان ًيا ،استعمل التعويضات ،وهي استراتيج ّيات تساعد الطفل على استعمال
جوانب ق ّوته لمعالجة نقاط الضعف والقصور .مثل ًا ،يمكنك أن تستعمل ق ّوة الطفل في تص ّور الأشياء
عقل ًّيا؛ كي تساعده على تطوير مهارات التنظيم .ثال ًثا ،استعمل التجهيزات اللازمة حيثما كانت ضرور ّية.
يمكنك مثل ًا ،أن تسمح للطفل ذي الخ ّط الرديء باستعمال لوحة المفاتيح في الحاسوب للتقليل من
الصعوبات الكتاب ّية ال ّتي قد يواجهها في أثناء إنجاز العمل المطلوب ،كما يمكنك أن تضع الطفل في
المواقف ال ّتي تن ّمي تعليمه ومهاراته ،وتسمح له بالتعبير الكامل عن مهاراته بأق ّل قدر ممكن من تأثير
جوانب ضعفه فيها.
ومن المهم أن تبدأ عمل ّية العلاج في وقت مب ّكر من العمر حيث تكون عقول الأطفال أكثر
استعدا ًدا للتغ ّير نحو الهدف المنشود؛ وذلك بسبب حالة التط ّور السريع التي يم ّر بها الأطفال في هذه
المرحلة العمر ّية المب ّكرة .وينطبق هنا المثل القائل «العلم في ال ِصغر كالنقش في الحجر ».وإن لم
يحصل الأطفال الموهوبون ذوو صعوبات التع ّلم على تشخيص صحيح ،فإ ّنهم قد يصابون بفقر عقل ّي
كان بالإمكان تج ّنبه ،وقد يتع ّرضون إلى مخاطر الوقوع في إساءة استعمال الموا ّد ،أو إلى العديد من
الصعوبات النفس ّية .ومن هنا ،فإ ّن تقويم الأطفال مزدوجي الاحتياج ،وتشخيصهم في وقت مب ّكر ،قد
يساعدنا على معالجة المشكلات بدل ًا من تجاهلها ،وهذا من شأنه أن يو ّفر على الطفل سنوات من
الإحباط وتد ّني تقدير الذات.
244