Page 265 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 265

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫من هذا الاضطراب على أنهم غريبين ومختلفين‪ .‬وقد يعزى سبب ذلك إلى تط ّورهم اللامتزامن‪ ،‬أو‬
‫إلى البرامج التربو ّية غير الملائمة‪ ،‬أو إلى الانطواء الواضح وعدم الارتياح الاجتماع ّي‪ .‬وقد يكون التط ّور‬
‫اللامتزامن شدي ًدا عند الطفل الموهوب المصاب باضطراب (أسبيرغر)‪ ،‬م ّما يو ّلد سلوكات تبدو أكثر‬

                                                                  ‫غرابة وإربا ًكا‪.‬‬

‫قد يصعب أحيا ًنا‪ ،‬التمييز بين الأطفال الموهوبين‪ ،‬وأولئك الذين يعانون من هذا الاضطراب‪54.‬‬
‫وفي الحقيقة أن هناك درجات متزايدة من السلوك التي تع ّد من سمات الأطفال الموهوبين‪ ،‬تؤ ّدي‬
‫في نهاية الأمر إلى هذا النوع من الاضطراب – إن زادت عن ح ّدها ‪ .‬يضاف إلى ذلك أ ّن الأطفال ذوي‬
‫اضطراب (أسبيرغر) قد يعانون من اضطراب تش ّتت الانتباه وتش ّتت الانتباه وفرط النشاط ‪ ،‬أو من‬
‫اضطراب الوسواس القهر ّي الاستحواذ ّي ‪ ،Obsessive – Compulsive Disorder‬الأمر الذي يزيد عمل ّية‬

                                                             ‫التشخيص غمو ًضا‪55.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬من المهم أن نحصل على تشخيص صحيح‪ .‬فلو أننا نظرنا إلى الأطفال المصابين بهذا‬
‫الاضطراب على أنهم ببساطة أطفال موهوبون غريبو الأطوار‪ ،‬فإ ّنهم لن يحصلوا على تشخيص مناسب‪،‬‬
‫ولن يت ّلقوا العلاج الذي يمكن أن يساعدهم‪ 56.‬وهكذا فإن الطفل الموهوب الذي َن ِصفه خط ًئا بأ ّنه‬
‫مصاب بهذا الاضطراب‪ ،‬وهو في العادة طفل لا يتلقى التعليم المناسب‪ ،‬سوف يت ّلقى تد ّخلات وعلاجات‬
‫لا يحتاج إليها ولا فائدة منها‪ ،‬ومن غير المحتمل أن يتل ّقى فر ًصا تربو ّية يمكن أن تساعد على ح ّل‬

                                                                      ‫مشكلته‪.‬‬

‫ثم ّة ثلاثة مفاتيح تؤ ّدي إلى التشخيص الصحيح‪ :‬المفتاح الأ ّول‪ ،‬هو تف ّحص سلوك الطفل عندما‬
‫يكون مع أطفال آخرين يشاركونه اهتماماته العقل ّية ذاتها‪ .‬فالأطفال الذين يعانون ح ًّقا من اضطراب‬
‫(أسبيرغر) يفتقرون إلى التعاطف‪ ،‬ويستم ّرون في إظهار ضعفهم في التواصل الاجتماع ّي مع مدى‬
‫واسع من أقرانهم‪ .‬أ ّما الأطفال الموهوبون غير المصابين باضطراب (أسبيرغر) فإ ّنهم يتفاعلون بسهولة‬
‫في المواقف الاجتماع ّية ال ّتي يتشاركون فيها مع الآخرين باهتمامات مع ّينة؛ فيكون الطفل في هذه‬
‫المواقف أكثر تعاط ًفا وتفاعل ًا على الصعيد الاجتماع ّي‪ ،‬ويمتلك قدرة قو ّية على تبادل الأحاديث‪،‬‬

                                                         ‫وممارسة التفكير المج ّرد‪.‬‬

‫والمفتاح الثاني‪ ،‬هو تف ّحص بصيرة الطفل فيما يتع ّلق بكيف يراه الآخرون‪ ،‬وكيف يرون سلوكه‪.‬‬
‫إ ّن الأطفال الموهوبين يمتلكون‪ ،‬عاد ًة‪ ،‬استبصا ًرا ج ّي ًدا في المواقف الاجتماع ّية‪ ،‬ويعرفون كيف‬
‫ينظر الآخرون إليهم؛ أ ّما أطفال اضطراب (أسبيرغر) فينقصهم مثل ذلك الاستبصار‪ 57.‬ويكون الأطفال‬
‫الموهوبون غير المصابين بهذا الاضطراب‪ ،‬عمو ًما‪ ،‬على وعي بعدم قدرتهم على التوافق الاجتماع ّي‪،‬‬
‫ويشعرون بالأسى حيال ذلك‪ .‬وعلى الرغم من أن ح ّتى الطفل الموهوب المنطوي على ذاته الذي وجد‬
‫له صدي ًقا واح ًدا يكون قان ًعا بعلاقاته الاجتماع ّية‪ ،‬إل ّا أ ّنه يكون مدر ًكا تما ًما بأ ّنه مختلف عن معظم‬

                                              ‫أقرانه‪ ،‬ح ّتى وإن لم يشعره ذلك بالأسى‪.‬‬

‫يميل الأطفال الذين يعانون من اضطراب (أسبيرغر) إلى التح ّدث عن ميولهم بصوت رتيب يثير‬
‫الملل‪ .‬ولا يستطيع هؤلاء الأطفال أن يف ّسروا سبب ح ّبهم الثابت والدائم للغ ّسالات أو لأشكال المنشور‪،‬‬

                               ‫‪242‬‬
   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270