Page 269 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 269
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
تختلف درجات الطفل بشكل كبير في اختبارات التحصيل عنها في اختبارات الذكاء ،ونتيجة لذلك؛ فإ ّن
مع ّدل درجاته في الاختبارين قد لا يؤ ّهله إلى الالتحاق ببرنامج خا ّص بالمتع ّلمين الموهوبين.7
من غير المحتمل أي ًضا التع ّرف إلى الطل ّاب مزدوجي الاحتياج ( Twice-exceptionalأ ْي؛ أولئك
الطل ّاب الذين لديهم تش ّتت انتباه ونشاط حرك ّي مفرط ،أو إعاقة تع ّلم ّية) ،وهم في الوقت نفسه
موهوبون؛ حيث تغ ّطي الإعاقة نقاط الق ّوة عندهم .وكثي ًرا ما تخدم المدرسة مثل هؤلاء الطل ّاب في
مجال الإعاقة ،في الوقت الذي تجب فيه خدمتهم في مجالي الموهبة والإعاقة م ًعا.
وعلى الرغم من ذلك ،يوجد طل ّاب آخرون يصعب التع ّرف إليهم بالطرق التقليد ّية لأسباب تتع ّلق
بمحيطهم الثقاف ّي .8فطل ّاب الأقل ّيات ،وطل ّاب العائلات من الطبقات المتدن ّية اجتماع ًّيا واقتصاد ًّيا،
يفتقرون على الأغلب إلى الخبرة في تعبئة نماذج الاختبارات .فإذا كان الاختبار ير ّكز على مهارات اللغة
الإنجليز ّية ،فإ ّنه من الصعب على الطل ّاب الذين هم من خلف ّيات لا تتح ّدث اللغة الإنجليز ّية أن يحصلوا
على نتيجة أفضل من أولئك الذين نشئوا في بيئات غن ّية باللغة .وكذلك الحال عند الأطفال الذين
ينتمون إلى مجموعات متخ ّلفة اجتماع ًّيا واقتصاد ًّيا ،أو إلى عائلات لا تر ّكز على التحصيل الأكاديم ّي،
فإنهم ق ّلما يتع ّرضون للمفاهيم اللغو ّية ،سواء أكانت شفوية أم متض ّمنة في الكتب.
وهذا يدفعنا هذا إلى السؤال :كم عدد الأطفال الموهوبين الذين تجاهلناهم ،ولم نتع ّرف إليهم
أب ًدا؟ في الحقيقة ،قد يص ُعب حصر الأعداد على نحو دقيق .لك ّن أفضل التقديرات تشير إلى أ ّن نصف
الأطفال الموهوبين الموجودين في مدارسنا الوطن ّية لا تتوافر فرص لاكتشافهم ،أو التع ّرف إليهم.
ولذلك ،توجد حاجة ما ّسة لاكتشاف هذه العقول الن ّيرة ورعايتها .ومثلما قال أحد مؤ ّسسي الولايات
الم ّتحدة بنجامين فرانكلين )“ :(Benjamin Franklin, 1705 –1790عبقر ّي دون تعليم ،مثل الفضة
في المنجم”.
وعلى الرغم من ذلك القول ،إل ّا أ ّن الموهبة لا ترتبط بالجوانب الأكاديم ّية دائ ًما .فعندما ننظر
إلى الموهوبين الكبار ،ندرك أ ّنهم لم يكونوا جميعاً نابغين أكاديم ًّيا .9فبعض الأفراد مثل ًا ،موهوبون
في مجالات مثل الميكانيك ،والموسيقى ،والقيادة ،أو الفنون المرئ ّية ،أو التمثيل ّية؛ الأمر الذي يص ّعب
على المدرسة مهمة التع ّرف إلى هذه المجالات ،ولهذا يكتفي معلمو الف ّن والموسيقى ،عاد ًة ،بتشجيع
الطل ّاب الموهوبين في هذه المجالات ،ويق ّدم الكبار برامج تدعم الطل ّاب الموهوبين في مجالات أخرى
مثل ،الجمناز ،والقيادة ،والإلكترون ّيات.
وكما ذكرنا في الفصل الأ ّول من هذا الكتاب ،فإ ّن تعريف الموهبة يعود إلى العام ،1972حيث
ُذكر بصفته جز ًءا من تقرير «مارلاند» ،الذي يقول« :إ ّن الموهبة يمكن أن توجد في واحد أو أكثر
من خمس مجالات هي :الذكاء ،والاستعداد الأكاديم ّي الخا ّص ،والفنون المرئ ّية والأدائ ّية ،والإبداع،
والقيادة» .وتخاطب برامج الموهبة في المدرسة ،عاد ًة ،المجالين الأ ّولين(الذكاء ،والاستعداد الأكاديم ّي
الخا ّص) متجاهل ًة المجالات الأخرى ،باستثناء المدارس الخا ّصة بالفنون الجميلة ،في حين تتوافر
للأطفال الموهوبين في المجالات الأخرى،على الأغلب ،فرص في البرامج المرافقة للمنهاج مثل ،الرقص،
والمسرح ،وفرقة الإنشاد ،والفرق الموسيق ّية ،والكتاب السنو ّي ،والجريدة ،والكتابة الإبداع ّية ،والمجلات
246