Page 282 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 282
الفصل 13كيف تتع ّرف المدارس إلى الأطفال الموهوبين
المستوى الأدنى لها يقع ضمن المع ّدل .تعكس هذه التن ّوعات عند بعض الأطفال الموهوبين الصغار
فترات تط ّور مفاجئ ،وفتور مفاجئ ،ويساعد النمو اللامتزامن على تفسير ذلك ،م ّما يسمح للآباء
والمع ّلمين بتطوير تو ّقعات مناسبة.
يد ّرب علماء النفس على إجراء الكثير من أنواع الاختبارات وتفسيرها .فإن كان لدى طفلك إعاقات
تع ّلم ّية ،فإ ّن أخصائي علم النفس سيختار اختبارات تز ّوده بمعلومات عن نوع خا ّص من الإعاقة التع ّلم ّية.
وعلى الرغم من أ ّن النتائج تستق ّر ،عاد ًة ،بعد س ّن الثامنة تقري ًبا ،إل ّا أ ّنها تختلف أحيا ًنا بمقدار 15
أو 20نقطة من جلسة اختبار إلى أخرى .ويعزى انخفاض درجات الطفل لع ّدة عوامل منها؛ الإرهاق ،أو
الانزعاجات الانفعال ّية ،أو المرض ،أو الخوف من الاختبار ،أو انعدام الألفة بين الطفل والفاحص ،وغياب
المثيرات العقل ّية في بيئة الطفل ،وعوامل أخرى كثيرة .على أ ّي حال ،يستطيع الفاحص في أثناء الاختبار
الفرد ّي أن يد ّون ملاحظات عن أ ّي سلوكات ترتبط بالعوامل السابقة ،ويضعها ضمن التقرير الذي يكتبه
حول نتائج الاختبار؛ كي ي ّطلع عليها الآباء ،وموظفو المدرسة.
تو ّفر نتائج اختبارات الذكاء ثروة من البيانات ال ّتي تتع ّلق بأساليب التع ّلم ،ومواطن الق ّوة،
والضعف ،والاحتياجات التربو ّية .لك ّن هذه النتائج تكون ذات معنى فقط في المواقف الحيات ّية للطفل.
ويتع ّين على أخصائي علم النفس الذي يف ّسر هذه النتائج أن يكون عال ًما بالأطفال الموهوبين ،وذا
مقدرة ج ّيدة في الحكم على الأشياء ،ويمتلك مهارات ج ّيدة في التعامل مع الآخرين ،ويساعد الآباء
والمع ّلمين على إدراك أ ّن درجات اختبارات نسبة الذكاء ليست أرقا ًما مق ّدسة أو ثابتة ،وإ ّنما هي
فقط جزء من المعلومات المستم ّدة من موقف مق ّنن بما يساعد على بناء تو ّقعات منطق ّية .فكما أ ّن
المهاجم في كرة القدم لا ُيع َّرف بعدد الأهداف ال ّتي ين ّفذها ،فإ ّن الطفل يجب أل ّا ُيع َّرف بدرجاته في
اختبار نسبة الذكاء .فالطفل بالتأكيد أكثر من مج ّرد درجة اختبار!
على الرغم من أ ّن نتائج اختبارات الذكاء لا ترقى إلى درجة الكمال ،إل ّا أ ّنها تسمح لنا بتقدير
ما نتو ّقعه من الطفل بشكل منطق ّي في مجالات متع ّددة إ ْن قورن بأطفال آخرين من العمر نفسه.
وبطريقة مماثلة ،يستطيع المع ّلمون ،بنا ًء على ملاحظاتهم وتقويماتهم ،أن يش ّكلوا تو ّقعات لإمكان ّية
تع ّلم الطفل .ببساطة ،فإ ّن اختبارات الذكاء تق ّدم دليل ًا مقن ًّنا ُيهتدى به في تقويم الملاحظات ،وتسمح
للمع ّلمين بمراجعة ملاحظاتهم .كما يمكن أن تساعد اختبارات الذكاء الفرد ّية على اكتشاف الموهوبين
من ضعيفي التحصيل الذين يص ّنفون خط ًئا بأ ّنهم طل ّاب «مشاكل سلوك ّية» أو ح ّتى «تربية خا ّصة» .وفي
الحقيقة ،فقد ُوجدت حالات اخ ُتبر فيها الأطفال لغايات خدمات التربية الخا ّصة ،واك ُتشف أ ّنهم أطفال
موهوبون ،لك ّن لديهم انغلا ًقا نفس ًّيا ،ويتص ّرفون على نح ٍو غير مقبول بسبب الإحباط.
وكما ذكرنا ساب ًقا ،فإ ّن الذكاء يختلف عن التحصيل ،وأ ّن اختبارات الذكاء ليست هي نفسها اختبارات
التحصيل ،حيث يقيس اختبار الذكاء الإمكانات الكامنة الكل ّية بصفة عا ّمة ،وبعض مجالات القدرات
بصفة خا ّصة ،في حين يقيس اختبار التحصيل ما تع ّلمه الطفل ح ّتى الآن ضمن المجال المفحوص.
والاختبارات الفرد ّية لنسبة الذكاء ال ّتي يستعملها أخ ّصائيو علم النفس على نطاق واسع ،هي:
259