Page 83 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 83
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
الطفل يرغب في قراءة مجل ّات الرياضة فقط ،اسمح له بذلك فهو يمارس القراءة على أ ّية حال ،وسوف
ينتقل لاح ًقا إلى موا ّد واهتمامات قرائ ّية أخرى حت ًما .إ ّن من الأمور المه ّمة ج ًّدا مساعدة الطفل
الموهوب على تطوير «جزيرة للتم ّيز» في وقت ما من حياته ،والمحافظة على تلك الجزيرة التي تع ّد
مكا ًنا ينمو فيه الطفل ويتطور باستمرار وبحماس .فقد يكون متحم ًسا في المتحف ،وفي التع ّلم عن
الس ّيارات ،أو في دراسة الفلك ،أو قراءة روايات الجريمة المخيفة .وسوف يكون من الممكن تحويل
اهتمامات الطفل لاح ًقا ،ح ّتى لو كانت اهتماماته الخا ّصة خارج نطاق الخبرات المدرس ّية.
مشاركة الطفل في إدارة ذاته
من المه ّم مساعدة الطفل الموهوب على الاستقلالية و الاعتماد على الذات .فقد أثبتت
الدراسات التي تناولت طفولة الراشدين الناجحين والبارزين أ ّن والديهم كانوا يشجعونهم على المبادرة،
والاستقلالية ،ويو ّفرون لهم الفرص لمواجهة التحديات .17فالأطفال الموهوبون يمكن أن يتع ّلموا
في وقت مب ّكر من حياتهم كيف يدافعون عن أنفسهم ويفاوضون الكبار كي يشعروا بمشاركتهم
و«مل ّكيتهم» لما يفعلونه ك ّل يوم.
قد يفاوض الطفل الموهوب مع ّلمه حول «عقد تع ّلمي» يسمح له بإجراء «تسكين» للعمل
الأكاديمي الذي أتقنه ،م ّما يو ّفر له بعض الوقت ليتابع شي ًئا آخر من اهتماماته .لا يق ّوي هذا التفاوض
موقف الطفل فحسب ،وإ ّنما يز ّود المع ّلم أي ًضا بالفرصة لتحويل دافعية الطفل.
يع ّد التفاوض مهارة يستعملها الأطفال الموهوبون في مسيرة حياتهم ك ّلها ،غير أ ّن عد ًدا محدو ًدا
من العائلات يع ّلم الأطفال هذه المهارات في المنزل .وبينما يبدو بعض الأطفال الموهوبين على
مستوى عا ٍل من ف ّن التفاوض ،لا س ّيما في خ ّضم الصراعات على السلطة ،فإ ّن بعض التعديلات على هذه
المهارات تكون ضرور ّية في المواقف التي تحدث خارج المنزل .وقد يصبح أطفال موهوبون آخرون
مفاوضين ماهرين بحيث يرغبون في إجراء المفاوضات في ك ّل فرصة تسنح لهم .سنناقش في الفصل
القادم ضرورة وضع قيود حازمة لمثل هذه المواقف.
تزيد مشاركة الطفل في تحديد الأولو ّيات من استثماره لقدرته ،وتط ّور إحساسه بالمسؤولية
الذاتية؛ م ّما يرفع الدافع ّية بشك ّل عام .والأطفال الذين يط ّورون شعو ًرا بالاستقلال الانفعالي عن
المعلمين والزملاء أقدر من غيرهم على إدارة أنفسهم ،وهم في الغالب يبدون مزي ًدا من توكيد
الذات وح ّب الاستطلاع والتحصيل ،أ ّما الأطفال الذين لا يسمح لهم برفع أصواتهم لعرض آرائهم أو
شكاواهم في المنزل أو في المدرسة ،فإ ّنهم يستشعرون عدم وجود من يهت ّم بهم ،وينقلوا له مخاوفهم
ومشكلاتهم .سوف يعتمدون على الآخرين ويشعرون بالإحباط ،وبالتالي فإ ّنهم لا يملكون سوى طرق
محدودة لتغيير الموقف ،وسيتع ّلمون العجز والاستسلام .لذا عليك أن تش ّجع المشاركة المناسبة النشطة
كي تج ّنب الطفل هذا «العجز المكتسب».
60