Page 161 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 161

‫المرجع‪ ،‬ونظريات الذكاء والموهبة‪ ،‬في حين يقدم الجزء‬                            ‫‪ 156‬القيا�س النف�سي والتربوي للأطفال الموهوبين‬
‫الثاني درا�ستي حالة‪ ،‬ويناق�ش ق�ضايا تتعلق بالعملية الاختبارية‬
‫من حيث �صلتها بميدان تعليم الموهوبين‪ ،‬وتظهر درا�ستا‬            ‫عل ًما أ�نه �س ُي�ستعمل م�صطلحا الاختبارات معيارية المرجع‪،‬‬
‫الحالة بو�ضوح قيمة المعلومات من الاختبارات المقننة في عمل‬           ‫والاختبارات المقننة ب�صورة تبادلية في هذا الف�صل‪.‬‬
‫البرامج‪ ،‬وقرارات تن�سيب الطلاب الموهوبين‪ .‬ويخل�ص هذا‬
‫الف�صل إ�لى قائمة «توجيهات للعاملين» تلخ�ص ق�ضايا مهمة‬         ‫ُيع ّد كل من اختبارات التح�صيل المطبقة على المجموعات‬
                                                               ‫الكبيرة‪ ،‬مثل اختبارات أ�يوا للمهارات ا أل�سا�سية ‪(Iowa Tests‬‬
                     ‫لدى تقويم الأطفال الموهوبين‪.‬‬              ‫)‪ ،of Basic Skills‬واختبارات الذكاء المطبقة «فرد ًيا»‬
                                                               ‫مثال ًا على الاختبارات معيارية المرجع �أو المقننة‪ .‬وتجدر‬
‫اكليحافلي�أثةرفتيارتيرخبيالةاالخمتوباهروابتينع؟لى الممار�سات‬   ‫الملاحظة �إلى أ�ن الاختبارات معيارية المرجع والمقننة‬
                                                               ‫تتعر�ض للنقد على نحو م�ستمر‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬انتقد‬
‫لقد ن�شر ال�سيد فران�سي�س جالتون (‪)Francis Galton‬‬
‫عام ‪ 1869‬كتاب «العبقرية الموروثة» (‪)Hereditary Genius‬‬            ‫ويجنز (‪ )Wiggins‬عام ‪ 1993‬العملية الاختبارية بت�أكيده‪:‬‬
‫الذي �أوجد الرابطة بين م�صطلحي الذكاء والعبقرية‪ .‬وفي‬           ‫« أ�ن الطلاب لا ُيختبرون على �أ�سا�س الطريقة التي‬
‫عام ‪ ،1916‬ن�شر لوي�س تيرمان (‪ )Lewis Terman‬الن�سخة‬             ‫ي�ستعملون بها المعرفة �أو يطورونها‪� ،‬أو ينتقدونها‪ ،‬بل ا�ستنا ًدا‬
‫الأمريكية من اختبار بينيه و�سيمون (‪)Binet & Simon‬‬              ‫إ�لى قدرتهم على توليد ا�ستجابات �سطحية �صحيحة ح�سب‬
‫للذكاء الفردي‪ .‬وقد أ�طلق عليه ا�سم مقيا�س �ستانفورد –‬          ‫نموذج الت�صحيح‪ .‬كما ُي�سمح لهم بمحاولة واحدة في اختبار‬
‫بينيه للذكاء (‪،)Stanford – Binet Intelligence Scale‬‬            ‫لا يعرفون عنه �شي ًئا قبل التقدم إ�ليه‪ .‬ومقابل جهدهم‪،‬‬
‫حيث ا�ستخدمه عام ‪ 1922‬في درا�سته على (‪ )1528‬طفل ًا‬             ‫يح�صلون على درجة عددية واحدة‪ ،‬و ُيحكم عليهم بناء عليها‪،‬‬
‫موهو ًبا‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬ن�شرت نتائج درا�سة تيرمان في �سل�سلة‬        ‫وهي درجة لا توحي بالكثير عن م�ستوى تقدمهم ولا تعينهم‬
‫تحت عنوان «الدرا�سات الجينية للعبقرية»‪ ،‬ون�شر المجلد‬
‫الأول من هذه الدرا�سات عام ‪ ،)Terman, 1925( 1925‬حيث‬                                  ‫على تح�سين ا ألداء » (�ص‪.)2‬‬
‫لوحظ أ�ن هناك تحول ًا في ا�ستخدام الم�صطلحات في �أعمال‬         ‫كما وجدت انتقادات م�شابهة في العديد من المن�شورات‬
‫تيرمان؛ با�ستعمال م�صطلح «موهوب» بدل ًا من م�صطلح‬              ‫التربوية المخت�صة‪ ،‬مثل فاي دلتا كابان (‪.)Phi Delta kappan‬‬
‫«عبقري» (‪ ،)Feldhusen & Jarwan, 1993‬إ��ضافة �إلى ظهور‬          ‫فعلى �سبيل المثال‪ ،‬ي أ��سف وا�سرمان (‪ )Wassermann‬في‬
                                                               ‫العدد ال�صادر في �أيلول عام ‪2001‬؛ لأن ا�ستعمال الاختبارات‬
              ‫علاقة قوية بين اختبار الذكاء والموهبة‪.‬‬           ‫معياريةالمرجعوالانتقاداتالموجهة إ�ليها‪،‬ظلتم�ستمرةحتى‬
                                                               ‫الن�صف الأخير من القرن الع�شرين‪ .‬ويرى �ضرورة الت�سا�ؤل عن‬
‫لقد و�ضعت درا�سات تيرمان الطولية المتعمقة الأ�سا�س‬             ‫مب ّرراتالدفاععنالاختباراتالمقننة‪.‬وي�ضيفوا�سرمان‪ «:‬إ�ن‬
‫لتع ّرف الأطفال الموهوبين على أ��سا�س �إمكاناتهم العقلية‪،‬‬      ‫على المربين أ�ن يلغوا الاختبارات من عملية التقويم‪ ،‬ويعودوا‬
‫التي ُتقا�س باختبارات الذكاء الفردية‪ .‬وعمو ًما‪ ،‬فقد كان‬        ‫�إلى الملاحظات التقويمية التي توفر معلومات مهمة عن أ�داء‬
‫تيرمان ح�سا�ًسا تجاه ق�ضية محددات قيا�س الذكاء‪ ،‬حيث‬            ‫الطلاب‪ ،‬بالرغم من أ�ن هذه الملاحظات قد تت�سم بالذاتية‪،‬‬
‫حذر م�ستخدمي الاختبارات في وقت مبكر عندما طور اختبار‬
                                                                      ‫وتكون مغلوطة وم�ضللة ومتحيزة في بع�ض الأحيان»‪.‬‬
                         ‫�ستانفورد – بينيه‪ ،‬قائل ًا‪:‬‬           ‫وفي هذا الف�صل‪ ،‬يقترح الكاتب على المربي الم�س ؤ�ول �أن‬
                                                               ‫يتجاهل ن�صائح كل من‪ :‬وينجز‪ ،‬ووا�سرمان‪ ،‬و�أن يدرك �أن‬
‫«علينا �أن نحتر�س من التعريف الذي يرى �أن الذكاء هو‬            ‫الاختبارات معيارية المرجع قد تكون مفيدة ج ًدا في فهم‬
‫القدرة على اجتياز الاختبارات المعطاة من خلال مقيا�س‬            ‫الحاجات التع ّلمية للطلاب الموهوبين‪ ،‬و أ�ن يدافع عن توليف‬
‫للذكاء فقط‪ .‬ويجب القول إ�نه لا يوجد حال ًيا مقيا�س يمكنه‬       ‫المعلومات من الاختبارات المقننة‪ ،‬ومن �إجراءات التقويم‬
‫قيا�س القدرة على التعامل مع كل الأنواع المحتملة من المواد‪،‬‬
‫في م�ستويات الذكاء ك ّلها؛ وعلى نحو ملائم» ‪(Terman,.‬‬                          ‫غير الر�سمي لتطوير برامج الموهوبين‪.‬‬
                                                               ‫يزود الجزء الأول من هذا الف�صل القارئ ب�أهمية الاختبارات‬
                                               ‫)‪1921, p.131‬‬    ‫المقننة عبر ا�ستعرا�ضه الموجز لتاريخ الاختبارات معيارية‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166