Page 165 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 165

‫تقويم الطلاب الموهوبين عند مجرد تطبيق اختبارات الذكاء‬                          ‫‪ 160‬القيا�س النف�سي والتربوي ل ألطفال الموهوبين‬
‫(قيا�س القدرة المدر�سية العامة)‪ ،‬بل يجب أ�ن يت�ضمن قيا�س‬
‫التح�صيل‪ ،‬كما هو الحال بالن�سبة �إلى المكونات الأخرى لعملية‬       ‫�أ‪ -‬و�ضع الطالب في برنامج و‪ /‬أ�و م�ستوى �صفي �أعلى‪.‬‬
‫التقويم؛ كالمقابلات‪ ،‬والملاحظة المنظمة وغير المنظمة‪،‬‬                    ‫ب‪ -‬نوع المنهاج الذي ي�ستخدم في البرنامج‪.‬‬
‫والإجراءاتغيرالر�سمية‪.‬وباخت�صار‪،‬يجب�أل ّايتوقفالتقويم‬
‫عند الإحالة‪ ،‬ولا ُب ّد أ�ن يزود المربون بمعلومات ت�ساعدهم على‬   ‫لقد كان ال�سبب الرئي�س لتقويم الطلاب النابغين أ�كاديم ًيا‬
‫اتخاذ القرارات المتعلقة بالبرامج التربوية‪ .‬وتظهر تطبيقات‬        ‫حتى وقت قريب‪ ،‬هو اتخاذ قرار يتعلق بت�سكين الطلاب �ضمن‬
‫التقويم والمعلومات الخا�صة با إلحالة وو�ضع البرامج من‬           ‫برنامجمعين‪.‬وكانتهذهالممار�سةتقلي ًداي�ستعملمعالطلاب‬

   ‫خلال درا�ستي حالة (انظر ال�شكلين (‪ ،)10:1‬و (‪.)10:2‬‬                      ‫الموهوبين لقيا�س القدرة العقلية العامة (‪.)IQ‬‬
                                                                ‫أ� ّما الاختبارات الجمعية‪ ،‬فهي ت�ستعمل عادة كطريقة‬
                          ‫درا�ستا حالة‬                          ‫للك�شف الأولي عن الطلاب ذوي القدرات الأكاديمية العالية‪.‬‬
                                                                ‫وخلا ًفا لهذه الا�ستعمالات‪ ،‬فهي محدودة الا�ستخدام على‬
‫تظهر درا�ستا الحالة المنف�صلتان في ال�شكلين (‪)10:1‬‬              ‫نحو فردي‪ .‬وهناك اختباران ا�ستعملا على نطاق وا�سع‪ ،‬هما‪:‬‬
‫و(‪ )2 -10‬فائدة الاختبارات ب�صفتها جز ًءا من عملية‬               ‫اختبار �أوتي�س لينون (‪ )Otis-Lennon‬للقدرات المدر�سية‬
‫التقويم إلحلال الطلاب الموهوبين‪ ،‬وو�ضع البرامج الخا�صة‬          ‫الذي ن�شر عام ‪ ،1995‬واختبار القدرات المعرفية الذي روجع‬
‫بهم‪ .‬ويمثل ال�شكل (‪ )10:1‬تقري ًرا للتقويم الخا�ص بفرد‬
‫(‪ ،)Fred‬وهو طالب ا�ستثنائي على نحو ملحوظ‪ .‬وفي أ�ثناء هذا‬                       ‫حدي ًثا) (‪.)Lohman & Hagen, 2001‬‬
‫التقرير‪ ،‬و�ضع «فرد» في ال�صف الأول وف ًقا لعمره الزمني‪،‬‬         ‫لقد و�ضعت المعايير الخا�صة بهذين الاختبارين على نحو‬
‫وكما لوحظ من خلال التقرير‪ ،‬فقد كان منهاج ال�صف ا ألول‬           ‫متزامن مع بطارية التح�صيل الجمعية‪ .‬كما و�ضعت معايير‬
‫لا يحوي أ�ي تحد لهذا الطالب مما أ�دى �إلى إ�حباطه ب�صورة‬        ‫اختبار القدرة المدر�سية لـ «�أوتي�س ولينون»‪ ،‬الذي يعطي‬
‫كبيرة‪ ،‬ثم طلب ا ألهل ترفيعه من ال�صف ا ألول �إلى ال�سابع‪.‬‬       ‫درجة لفظية‪ ،‬ودرجة غير لفظية‪ ،‬ودرجة كلية‪ ،‬في الوقت‬
‫وقد تم�سك الوالدان والم�س ؤ�ولان في المدر�سة كل بر�أيه‪،‬‬         ‫نف�سه الذي و�ضعت فيه معايير اختباري �ستانفورد للتح�صيل‪،‬‬
‫وكانوا م�ستعدين للذهاب إ�لى المحكمة للبت في هذه الق�ضية‪.‬‬        ‫واختبار ميتروبوليتان (‪ )Metropolitan‬للتح�صيل‪ .‬وفي‬
‫وقد �أظهر التقرير وجهة نظر ا ألخ�صائي النف�سي في‬                ‫المقابل‪ ،‬و�ضعت معايير اختبار القدرات المعرفية‪ ،‬الذي‬
‫المدر�سة المتعلقة بتقويم «فرد»‪ ،‬التي �أو�ضحت أ��سباب اختيار‬     ‫يعطي درجة ُتع ّبر عن الا�ستدلال (‪ )reasoning‬في ثلاثة‬
‫الاختبارات التي ا�ستعملت‪� ،‬إ�ضافة إ�لى تف�سير النتائج‪ .‬ولم‬      ‫مجالات‪ ،‬هي‪ :‬اللفظية‪ ،‬وغير اللفظية‪ ،‬والكمية‪ ،‬جن ًبا �إلى‬
‫يكن الهدف من ا�ست�صدار ن�سخة من تقرير التقويم ور أ�ي‬            ‫جنب مع اختبارات أ�يوا للمهارات ا أل�سا�سية‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬
‫ا ألخ�صائي‪ ،‬هو التو�صية با�ستعمال اختبارات معينة‪ ،‬بل‬            ‫ف�إن جمع المعلومات بو�ساطة مثل هذه الاختبارات‪ ،‬قد ي�ساعد‬
‫إ�ظهار كيفية ا�ستثمار هذه الاختبارات في الحفاظ على اليوم‬
                                                                                     ‫المربين على اتخاذ قراراتهم‪.‬‬
                ‫الدرا�سي لهذا الطالب الموهوب ج ًدا‪.‬‬             ‫وبالرغم من التح�سينات التي أ�دخلت في مجال اختبارات‬
‫لقد كانت م�ؤ�شرات النجاح (ق�صيرة وطويلة المدى)‬                  ‫القدرةالعامةالمطبقةجمع ًيا‪،‬تبقىاختباراتالذكاءالمطبقة‬
‫بالن�سبة �إلى «فرد» إ�يجابية ج ًدا‪ .‬كما ا�ستعملت نتائج التقويم‬  ‫فرد ًيا الأداة الف�ضلى للتعرف إ�لى الطلاب الموهوبين في �ضوء‬
‫النف�سي التربوي لت�سريع انتقاله من ال�صف الأول �إلى الثالث‪/‬‬
‫الرابع بعد �ستة �أ�شهر‪ ،‬حيث أ��شارت النتيجة ب�إجماع المعنيين‬        ‫محك القدرة العامة (انظر الجدول ‪ ،)10:2‬الجزء ( أ�) ‪.‬‬
‫كافة إ�لى أ�ن و�ضع «فرد» في هذا الم�ستوى ال�صفي والبرنامج‬       ‫أ�و�صى �ساتلر (‪ )Sattler, 2001‬ب أ�ن تعتمد قرارات الإحلال‬
‫المقدم له كان ناج ًحا ج ًدا‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد تغيرت نظرة المربين‬      ‫فقط على مقيا�سي وك�سلر (‪ ،)Wechsler, 1991‬و�ستانفورد‪-‬‬
‫في المدر�سة لقدرات «فرد» وتح�صيله‪ ،‬وفتح النقا�ش الدائر‬          ‫بينيه للذكاء‪ :‬الطبعة الرابع ة �‪(Thorndike, Hagen, & Sat‬‬
                                                                ‫)‪� ،tler, 1986‬أو مقايي�س القدرة المتمايزة (‪.)Elliott, 1990‬‬
   ‫حول «فرد» فر ً�صا جديدة �أمام بقية الطلاب الموهوبين‪.‬‬         ‫ُيع ّد ا إلحلال على درجة كبيرة من ا ألهمية‪ .‬ولكن‪ ،‬يجب أ�ل ّا‬
                                                                ‫يعطى نف�س أ�همية الهدف من و�ضع البرامج‪ ،‬ويجب �أل ّا يتوقف‬
   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170