Page 38 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 38

‫المرجع في تربية الموهوبين ‪33‬‬

‫‪ -1‬وجود مدى وا�سع من الاهتمامات يوفر قاعدة من‬                                            ‫الإبداع والموهبة‬
                         ‫الارتباطات الفريدة‪.‬‬
                                                                ‫ما العلاقة بين الذكاء العالي والإبداع؟ لقد كانت مثل‬
‫‪ -2‬الانفتاح على الخبرات الجديدة التي يمكن أ�ن ت�ستثير‬           ‫هذه الم�صطلحات منف�صلة في الما�ضي؛ ألن عمليات‬
                                 ‫الدافعية‪.‬‬                      ‫القيا�س كانت ما تزال في مهدها؛ إ�ذ تقي�س اختبارات الذكاء‬
                                                                ‫المعرفة ال�سابقة‪ ،‬والقدرة على الا�ستدلال‪ ،‬في حين يمثل‬
‫‪ -3‬ال�سماح بالتفكير في ا ألفكار غير المنتمية في الوقت‬           ‫ا إلبداع العملية التي يتو�صل من خلالها الطلاب والبالغون‬
                                   ‫نف�سه‪.‬‬                       ‫إ�لى نتاجات فريدة ذات قيمة بالن�سبة �إليهم و�إلى مجتمعهم‬
                                                                ‫(‪ .)Cskszentmihalyi,1996‬وبطبيعة الحال‪ ،‬لي�س كل َم ْن‬
‫‪ -4‬توافر المرونة المعرفية وال�سلوكية التي تتيح ا�ستعمال‬         ‫يح�صل على درجات مرتفعة في اختبارات الذكاء ُيع ّد مبد ًعا‪،‬‬
                        ‫م�سارات غير تقليدية‪.‬‬                    ‫رغم أ�ن كثي ًرا منهم �سيكونون كذلك‪ .‬إ�ذن‪ ،‬ما الخ�صائ�ص‬
                                                                ‫التي تجعل بع�ض الطلاب مبدعين بارزين؟ وما الذي يمكننا‬
‫‪ -5‬الانطواء �أو العزلة التي ت�سمح بالت�أمل والتفكير الانفرادي‪.‬‬
‫‪ -6‬الا�ستقلالية‪ ،‬والتلقائية‪ ،‬والابتعاد عن الم�سارات التقليدية‪.‬‬                    ‫عمله ب�صفتنا مربين لتعزيز ذلك؟‬

         ‫التكيف الاجتماعي والانفعالي‬                            ‫لقد أ��سهم �سايمنتون (‪ )Simonton ,1999‬ببع�ض‬
                                                                ‫ا ألفكار في العملية ا إلبداعية‪ ،‬وعرفها مت�أث ًرا ب أ�فكار داروين‬
‫هناك وجهتا نظر متباينتان عن التكيف الاجتماعي‬                    ‫الم�ستلهمة من التكيف مع الطبيعة‪ .‬فالنتاج ا إلبداعي من‬
‫والانفعالي للطلاب الموهوبين‪ ،‬وقد جرى الحديث عنهما‬               ‫وجهة نظره يجب �أن يكون �أ�صيل ًا‪ ،‬و�أن يثبت تكي ًفا ب�صورة‬
‫الطلاب‬   ‫الع�صور‪ .‬ترى �إحداهما �أن‬  ‫مم ّار‬  ‫على‬      ‫وتدوالهما‬  ‫ما‪ .‬أ� ّما الفكرة ا أل�صيلة‪ ،‬فيحكم عليها من م�ستقبليها‪ ،‬لا من‬
‫م�شكلات‬  ‫يكونون عر�ضة للخطر؛ ب�سبب‬          ‫غال ًبا‬  ‫الموهوبين‬  ‫�صاحبها‪ .‬وهناك �سبب �آخر للمحافظة على الإبداع‪ ،‬يتطلب‬
‫تكيفية‪ ،‬ومن ثم فهم أ�كثر عر�ضة ل�صعوبات تكيفية‪ ،‬حيث‬             ‫تقويم العلاقات بين الأ�شخا�ص‪� ،‬أو العلاقات الاجتماعية‬
‫تعر�ضهم موهبتهم للمزيد من المخاطر ب�سبب الم�شكلات‬               ‫الثقافية‪ .‬ولتحديد ما �إذا كان النتاج �أ�صيل ًا‪ ،‬يجب على‬
                              ‫الانفعالية والاجتماعية‪.‬‬           ‫ا آلخرين تقرير ذلك‪ ،‬والحكم على قابلية هذه النتاجات‬

‫أ� ّما وجهة النظر الأخرى‪ ،‬فترى أ�ن الطلاب الموهوبين‬                                            ‫للتطبيق العملي‪.‬‬
‫أ�كثر قدرة على التكيف من أ�قرانهم غير الموهوبين؛ ألن‬
‫موهبتهم تقيهم من �سوء التكيف (‪ .)Neihart, 1999‬وقد‬               ‫ُيع ّد داروين (‪ ،)Darwin‬وموزارت (‪ ،)Mozart‬و�شك�سبير‬
‫حاولت العديد من المراجعات الأدبية ذات العلاقة‪ -‬خلال‬             ‫(‪ )Shakespare‬عباقرة مبدعين؛ لأن أ�فكارهم طبقت على‬
‫ال�سنوات الأخيرة‪ -‬تحديد المزايا الن�سبية لوجهتي النظر‬           ‫نطاق وا�سع‪ .‬فقد در�س داروين التنوع في أ��شكال الحياة‪ ،‬ووجد‬
‫�سالفتي الذكر المتعار�ضتين ‪(Gust-Brey & Cross, 1999;.‬‬           ‫�أن بع�ض هذه الأ�شكال قد تكيفت ب�صورة �أف�ضل من غيرها‪،‬‬
                                                                ‫وا�ستنتج أ�ن أ��شكال الحياة هذه �سوف تنجح في �صراعها من‬
                                             ‫)‪Neihart, 1999‬‬     ‫أ�جل البقاء والتكاثر‪ .‬وفي الأجيال المتعاقبة‪� ،‬سوف تحل �أكثر‬
                                                                ‫الكائنات قدرة على التكيف مكان أ�قلها تكي ًفا؛ وت�صبح �أف�ضل‬
‫وقد اتفقت جميع هذه المراجعات �أ�سا�ًسا على �أن هناك‬
‫اختلافات قليلة في التكيف الانفعالي‪ ،‬عند مقارنة مجموعات‬                                      ‫تكي ًفا في بيئة معينة‪.‬‬
‫من الطلاب الموهوبين بغيرهم من ذوي القدرات العادية‪.‬‬
‫و�إذا كانت هنالك ميزة‪ ،‬ف إ�نها تميل �إلى �صالح الطلاب‬           ‫أ� ّما التماثل بين نظرية داروين وال�شخ�ص المبدع‪ ،‬فيكمن‬
‫المتفوقين‪ .‬ومن جهة أ�خرى‪ ،‬ف�إن الموهبة لا تح�صن الطلاب‬          ‫في أ�ن ا إلبداع يبد أ� ب�إنتاج العديد من ا ألفكار‪ ،‬تليه عملية‬
‫من الم�شكلات الاجتماعية والانفعالية؛ �إذ إ�نهم عر�ضة‪-‬‬           ‫الاختيار من بين الأفكار الكثيرة المنتجة في البداية‪ ،‬وينتج‬
‫كغيرهم من الزملاء غير الموهوبين‪ -‬للاكتئاب والقلق‬                ‫من ذلك الفكرة ا إلبداعية أ�خي ًرا‪ .‬وهذا يتطلب نظام ذاكرة‬
‫وحتى الانتحار‪ .‬تبدو هذه النتائج غام�ضة ومبهمة �إلى حد‬           ‫إلي�صال الأفكار المخزنة إ�لى ا آلخرين‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إن البحث في‬
‫ما‪ ،‬ا�ستنا ًدا إ�لى حقيقة أ�ن الطلاب الموهوبين في درا�سات‬       ‫ا إلبداع يت�ضمن كيفية �إنتاج الأفكار‪ ،‬وطريقة اختيار الأف�ضل‬
‫تيرمان (‪ )Terman‬اختيروا بطريقة محببة ألقرانهم من‬
‫الطلاب‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إذا اخترنا طلا ًبا للبرامج ال�صيفية‪ -‬مثل‬                         ‫منها للح�صول على النتاج النهائي‪.‬‬

                                                                ‫وقد اقترح �سايمنتون (‪ )Simonton ,1999‬القائمة الآتية‬
                                                                    ‫التي تي�سر الإبداع‪ ،‬وتقدم تلميحات عن كيفية حدوثه‪:‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43