Page 57 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 57

‫‪ 52‬تربية الموهوبين بين ذكاء العلم وال�سيا�سات‬

                  ‫الفروق العرقية ‪ -‬ا إلثنية‬                        ‫وانحدار مثل هذه القدرات من �سن الثامنة ع�شرة �إلى‬
                                                                   ‫الثمانية والثمانين‪ ،‬يمكن مقارنته بالزيادة من �سن الثامنة‬
‫تتركز �أكثر الق�ضايا جدلية في مجال الذكاء حول وجود‬                 ‫�إلى الثامنة ع�شرة‪ .‬والأكثر من ذلك‪ ،‬فقد و�صف �سالتهاو�س‬
‫اختلافات في القدرة العقلية؛ تب ًعا للدور الاجتماعي‪� ،‬أو‬            ‫و�آخرون كيف تميل جميع عمليات معالجة المعلومات �إلى‬
‫المجموعات العرقية الإثنية‪ .‬و�إذا كانت هناك ح ًقا فروق بين‬          ‫الانحدار م ًعا‪ ،‬ور أ�وا �أن جميع القدرات المحددة تعتمد على‬
‫المجموعات في القدرة العقلية (‪� ،)g‬أو مجموعة من العوامل‬             ‫قدرة عقلية عامة واحدة تت أ�ثر بتقدم العمر‪ ،‬أ�و �أن هناك‬
‫مثل القدرات الكمية أ�و المكانية‪ ،‬ف إ�ننا ن�ستطيع توقع اختيار‬       ‫عملية عامة لتقدم العمر‪ ،‬ت�ؤثر في قدرات معينة بالطريقة‬
‫متمايز ح�سب النوع الاجتماعي أ�و العرق في �أي برنامج‬
‫للموهوبين ي�ستهدف مثل هذه القدرات‪ ،‬عل ًما ب أ�ن الفروق‬               ‫نف�سها ‪)see Deary, 2000, Chap. 8; Schaie, 1996(.‬‬
‫العرقية‪-‬ا إلثنية في الاختيار تنت�شر في مجال التوظيف‪،‬‬
‫والقبول في الكليات‪ ،‬وبرامج التربية‪ ،‬وقد أ�ثارت هذه‬                 ‫ويتعلق ارتباط هذه الحقيقة بالتفوق بالتعبير عنه في مرحلة‬
‫الممار�سة الكثير من الدعاوى الق�ضائية‪ .‬وال�س�ؤال المطروح‬           ‫الر�شد‪ .‬وقد تعتمد ا إلنجازات غير العادية في بع�ض المجالات؛‬
‫هنا‪ :‬هل تعك�س الفروق في علامات الاختبار تماي ًزا حقيق ًيا‬          ‫كالفيزياء‪ ،‬والريا�ضيات ب�صورة أ�كبر على قدرة ا�ستدلال‬
                                                                   ‫طبيعية �أكبر م ّما تحتاج إ�ليه مجالات أ�خرى‪ ،‬حيث يتطلب‬
     ‫في الكفاية المتطورة‪� ،‬أم �أن نتيجة الاختبار متحيزة؟‬           ‫التقدم الملحوظ في مجالات أ�خرى تراكم وتركيب كميات‬

‫وحتى إ�ذا كانت اختبارات الذكاء غير متحيزة‪ ،‬فهل‬                     ‫كبيرة من المعلومات والخبرات ال�شخ�صية‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫ُتع ّد هي �أو بدائلها (اختبار الا�ستعداد المدر�سي (‪ ،)SAT‬أ�و‬       ‫ا ألدب والتاريخ والفل�سفة‪ .‬وفي الوقت الذي تنحدر �أو تتراجع‬
                                                                   ‫فيه قوة المعالجة‪ ،‬ف�إن مخازن المعرفة ت�ستمر في النمو حتى‬
     ‫الدرجات‪� ،‬أو ما �شابه ذلك) أ��س�ًسا قانونية للاختيار؟‬         ‫هي ا ألخرى بالتلا�شي‪.‬‬  ‫وممرنحلاةلمعممكرنيةأ�نمتيقف�دسمرةهجذ ًادا‪–،‬ثجمزتي ًئباد أ�‪-‬‬
                                                                   ‫�سبب ظهور الإ�سهامات‬
‫هذه ا أل�س�س حقيقية‬     ‫نكتفي بالحديث هنا ع ّما �إذا كانت‬          ‫المتميزة في مجالات؛ كالفيزياء‪ ،‬والريا�ضيات في مرحلة‬
‫�صاد ًقا للاختيار �إلى‬  ‫لا‪ ،‬ونترك م�س�ألة اعتمادها أ��سا�ًسا‬  ‫أ�م‬  ‫عمرية مبكرة‪ ،‬وظهور غيرها من مجالات ا ألدب والتاريخ‬
                        ‫مرحلة لاحقة‪.‬‬
                                                                         ‫والفل�سفة في مراحل عمرية مت أ�خرة (‪.)Simnton, 1994‬‬
‫وبالنظر أ�ول ًا �إلى التفاوت العرقي‪ -‬الإثني‪ ،‬ف�إن ا إلجابة عن‬
‫ال�س ؤ�ال الأول‪ ،‬هي أ�ن اختبارات الذكاء الرئي�سة لي�ست متحيزة‬      ‫يتمثل التمييز بين قوة المعالجة الطبيعية القابلة للت�أثر عبر‬
‫عندما ت�ستعمل مع ا ألمريكيين المولودين في �أمريكا‪ ،‬الذين‬           ‫الزمن‪ ،‬والمهارات العقلية التي تطورت من خلال ممار�سة‬
‫يتحدثون اللغة الإنجليزية‪ ،‬ب َم ْن فيهم الأمريكيون ال�سود‪ .‬وكما‬     ‫تلك القوة التي يمكن إ�دامتها عند الإن�سان؛ في المقارنة‬
‫يذكر جن�سن (‪ ،)Jensen ,1980‬ف�إن هذه الم�س أ�لة ُح�سمت‬              ‫بين الذكاء ال�سائل (‪ ،)fluid intelligence‬والذكاء المتبلور‬
‫علم ًيا عام ‪1980‬م‪ .‬وتعني العلامة على نف�س الاختبار العقلي‬          ‫(‪ .)crystallized intelligence‬ويمثل الذكاء ال�سائل القدرة‬
‫ال�شيء نف�سه في المتو�سط لجميع ا ألفراد الذين ينطبق عليهم‬          ‫على تع ّلم ا أل�شياء الجديدة‪ ،‬في حين يمثل الذكاء المتبلور‬
‫الو�صف ال�سابق‪ ،‬بغ�ض النظر عن المجموعة التي ينتمون‬                 ‫المعرفة العامة‪ ،‬مثل المفردات التي تبلورت من خلال التع ّلم‬
‫إ�ليها‪ .‬وتمثل الفروق في متو�سط معدلات الذكاء تماي ًزا‬
‫حقيق ًيا في مهارات التفكير عالي الرتبة التي يطورها ا ألفراد‪.‬‬                                            ‫ال�سابق‪.‬‬

                                                                   ‫يرتبط هذان النوعان من الذكاء بقدرات الطبقة الثانية‬
                                                                   ‫ارتبا ًطا كبي ًرا (بالرغم من �أن العامل (‪ )g‬ال�سائل يتحول ليماثل‬
‫وبطبيعة الحال‪ ،‬يغطي الأفراد في كل المجموعات‬                        ‫العامل (‪ )g‬نف�سه)‪ .‬ولكن الذكاء المتبلور‪ ،‬مع التقدم في العمر‪،‬‬
‫العرقية‪ -‬الإثنية المدى الكامل للذكاء‪ .‬وتنتج الفروق في‬              ‫في‬    ‫االل�مساب�بض ايلذمقيابيلؤ�داليذكا–ءأ� احلي�اسًناائ‪-‬ل‬  ‫على‬  ‫م�ؤ�ش ًرا �أف�ضل‬  ‫ي�صبح‬
‫مجموعة عادية من ا ألفراد‪ ،‬من �أع�ضائها الذين يميلون إ�لى‬           ‫�إلى‬                                                        ‫هو‬   ‫الراهن‪ .‬وهذا‬      ‫الوقت‬
‫التجمع على طول مت�صل معدلات الذكاء؛ إ�ذ يميل الأمريكيون‬            ‫�إطلاقا�سمالأجوف(‪ )hollow‬علىالذكاءالمتبلورفيا ألعمار‬
‫ال�سود �إلى التجمع حول معدل الذكاء (‪ ،)85‬والبي�ض حول‬               ‫الكبيرة‪ .‬ويقترح آ�خرون مثل بالت�س (‪ )Baltes, 1993‬التمييز‬
‫معدل الذكاء (‪ .)100‬أ� ّما معدلات ذكاء الأمريكيين من‬                ‫نف�سه عند ا إل�شارة إ�لى ا آللية (‪ )mechanics‬مقابل البراجماتية‬
‫أ��صل �إ�سباني‪� ،‬أو أ�مريكي جنوبي (‪ )Hispanic‬أ�و ا ألمريكيين‬       ‫(‪)pragmatics‬؛ �إذ تدوم البراجماتية حتى ب أ��سا�سها الأ�صلي‪.‬‬
‫ا أل�صليين‪ ،‬فتتراوح بين معدلات ذكاء ال�سود والبي�ض‪ .‬وقد‬                                                                             ‫أ� ّماا آللية‪،‬فتت�ضاءل‪.‬‬
‫تكون كل مجموعة عرقية مق�سمة �إلى مجموعات فرعية �أكثر‪،‬‬
‫تختلف معدلات الذكاء فيها ب�صورة ثابتة‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪،‬‬
   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62