Page 59 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 59

‫‪ 54‬تربية الموهوبين بين ذكاء العلم وال�سيا�سات‬

‫الذكاء فقط؛ ألن أ��سباب الفروق في المجموعات المتو�سطة‬                                    ‫الاهتمام بها‪� ،‬أو التدري�س في المجالات ذات العلاقة‪.‬‬
‫المناق�شات على الذكاء‬            ‫غ(ير‪)g‬م‪،‬ع لراوفةعل‪.‬ىك املاا�تسرتعكدزادهاذته‬  ‫تظل‬        ‫فالذكور يميلون �إلى ت�سجيل علامات �أف�ضل في الا�ستدلال‬
‫الخا�صة؛ لأن الم�صادر‬                                                         ‫العام‬      ‫المكاني والريا�ضي‪ .‬أ� ّما الإناث‪ ،‬فيتفوقن في مهارات لغوية‬
‫على‬  ‫م�شتركة‬  ‫�ساب ًقا‪-‬‬          ‫لاحظنا‬  ‫كما‬  ‫ت(كو‪g‬ن)‪-.‬‬  ‫الجينية للأخيرة‬                 ‫معينة‪ .‬وبم�صطلحات النموذج الهرمي للقدرة العقلية عند‬
                                                         ‫الأرجح مع العامل‬                ‫ا إلن�سان‪ ،‬ف�إن هذ الفروق تقع في الم�ستوى الثاني للقدرات‪.‬‬
                                                                                         ‫فمتو�سط الذكور يزيد على ا إلناث بمقدار ثلث إ�لى ن�صف‬
                                                                                         ‫انحراف معياري في القدرة المكانية؛ أ�ي ما يعادل (‪)8-5‬‬
                                 ‫قابلية العامل (‪ )g‬للتوريث‬                               ‫في‬   ‫امللجحنو� ًسظياة‬  ‫معدل الذكاء‪� .‬أ ّما متو�سط الفروق‬    ‫نقاط في‬
                                                                                         ‫بين‬                    ‫الريا�ضي‪ ،‬فهو �صغير‪ ،‬لكنه ي�صبح‬      ‫الا�ستدلال‬
‫عندما يتحدث علماء الجينات ال�سلوكية عن قابلية ال�سمات‬
‫يمكن‬  ‫معثبلاًارةعنغدام‪�40‬ض أ�ةو‬  ‫للتوريث‪ ،‬ف�إنهم ي�ستعملون في الواقع‬                     ‫�أكثر الطلاب موهبة‪ .‬ولتو�ضيح ذلك‪ ,‬ف إ�ن ن�سبة الذكور إ�لى‬
‫‪،%80‬‬                             ‫�إ�ساءة فهمها ب�سهولة‪ .‬فدرجة التوريث‬                    ‫الإناث بين الطلاب المتفوقين من طلاب ال�صفين؛ ال�سابع‪،‬‬
‫لي�ست قيمة مادية ثابتة‪ ،‬متحررة من الزمان أ�و المكان‪ ،‬كقيمة‬                               ‫والثامن‪ ،‬هي (‪ )1:2‬فوق العلامة (‪ )500‬على اختبار‬
‫ال�صفر المطلق في درجة الحرارة‪ .‬والقابلية للتوريث بب�ساطة‬                                 ‫(‪ ،) SAT-M‬و (‪ )1:4‬فوق العلامة (‪ )600‬على اختبار‬
‫هي ن�سبة التباين الذي يمكن ملاحظته في الن�ش�أة النمطية‬                                   ‫(‪ ،) SAT-M‬و (‪ )1:13‬فوق العلامة (‪ )700‬على اختبار‬
‫لخا�صية معينة‪ ،‬والذي ُيعزى إ�لى التباين في البنية الوراثية‬                                                      ‫)‪. -SAT-M (Lubinski & Benhow, 1992‬‬
‫للمجموعة مو�ضوع الدرا�سة‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إن تقدير القابلية‬
‫للتوريث ينطبق على البيئات والمجتمعات المماثلة لتلك التي‬                                  ‫بالرغم من �أن مثل هذه الفروق الجن�سية قد لا تكون‬
‫�أو المجتمعات الممكنة‪.‬‬           ‫البيئات‪،‬‬  ‫جميع‬  ‫ُود ِرعل�َسىت�سفبقيلط‪،‬اللامثعاللى‪،‬‬      ‫ملحوظة ج ًدا بالن�سبة إ�لى المجتمع الكلي‪ ،‬إ�ل ّا �أنها قد ت�صبح‬
‫من جميع الاختلافات‬               ‫التخل�ص‬   ‫ف�إن‬                                          ‫�شديدة في الم�ستوى الذي يرقى منه العاملون إ�لى الم�ستوى‬
‫البيئية بيننا‪� ،‬سوف يقل�ص الفروق التي بيننا في الذكاء‪،‬‬                                   ‫ا ألعلى في مهن؛ كالريا�ضيات والعلوم‪ ،‬التي تتطلب هذه‬
‫�سي ؤ�دي إ�لى نتيجة (قد تكون مخالفة للحد�س) مفادها‬                            ‫«مإ� ّمنا‬
‫جميع الفروق المتبقية في الذكاء �ستكون جينية؛ أ�ي �أن‬                                                          ‫الا�ستعدادات (مثل الفيزياء)‪.‬‬

‫القابلية للتوريث تكون ‪ .»%100‬وبطبيعة الحال‪ ،‬ف إ�ن جيناتنا‬                                ‫وباخت�صار‪ ،‬ف�إن التباين في المجموعات العادية في‬
‫�سوف لن تتغير‪ .‬أ� ّما القابلية للتوريث‪ ،‬ف�إنها �ستتغير‪ .‬وبخلاف‬                           ‫مجال القدرات العقلية ُيع ّد م�ألو ًفا‪ ،‬وقد يعك�س هذا التباين‬
‫ذلك‪ ،‬ف�إن أ�كبر الفروق بين البيئات قد تقلل قابلية التوريث‬                                ‫في الملامح (البروفايل) أ�و الحجم‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬ف إ�ن‬
‫بب�ساطة‪ ،‬عن طريق �إ�ضافة اختلافات بيئية مغرية �أكثر إ�لى‬                                 ‫كل تباين في المجموعة يفر�ض تحد ًيا �سيا�س ًيا على النظم‬
‫مجموعة الخ�صائ�ص النمطية (ن�سبة الخ�صائ�ص الم�شتركة‬                                      ‫المدر�سية؛ ألن للاختلافات العادية �أو المتو�سطة �آثا ًرا أ�كبر‬
                                                         ‫القابلة للتوريث)‪.‬‬               ‫على طرفي توزيع القدرات‪ ،‬وت�صبح هذه الآثار وا�ضحة‪،‬‬
                                                                                         ‫وتفر�ض على نحو خا�ص تحديات �سيا�سية �شائكة على‬
‫لقد ا�شتقت تقديرات قابلية التوريث من مجتمعات غربية‬
‫وغير غربية‪ ،‬غنية وفقيرة‪ .‬ولكن‪ ،‬لي�س في الغالب من بيئات‬                                                  ‫المتفوقين‪ ،‬وفي مجال التربية الخا�صة‪.‬‬
‫متطرفة من حيث الامتيازات أ�و الحرمان؛ لذا‪ ،‬ف�إن نموذج‬
‫التقديرات المنبثق قد لا ينطبق على المجموعات ا إلن�سانية‬                                                         ‫الجينات (علم الوراثة)‬

                                       ‫كافة‪.‬‬                                             ‫ينظر كثير من النا�س إ�لى القدرات العالية غير العادية‬
                                                                                         ‫لبع�ض الطلاب على �أنها هدايا وثمار ت�سقط وحدها بمجرد‬
‫وحتى في حال مراعاة ذلك‪ ،‬ف�إن التقديرات قد جلبت‬                                           ‫هبوب الرياح‪ ،‬وتكون مدينة بالقليل‪ -‬في �أح�سن ا ألحوال‪-‬‬
‫أ�خبا ًرا مذهلة‪ .‬فهي تخبرنا أ�ن جميع جوانب الجدل حول‬                                     ‫لجهود ه ؤ�لاء الطلاب‪ .‬والخلاف يدور حول ما إ�ذا كانت مثل‬
‫الوراثة والبيئة قد أ��ساء ب�صورة كبيرة �إلى فهمنا كيفية ت�أثير‬                           ‫هذه القدرات والمنح ت�أتي من الوراثة أ�م من البيئة‪ .‬وفي‬
‫الجينات والبيئة في �سلوكنا‪ .‬وبما أ�ن روبرت بلومن ‪(Robert‬‬                                 ‫الوقت الذي كانت فيه أ��صول الذكاء العالي المتطرف أ�قل‬
‫)‪ Plomin‬يناق�ش هذا المو�ضوع في الف�صل التا�سع‪ ،‬ف�إننا‬                                    ‫فه ًما من أ��صول التخلف والاختلال العقلي ال�شديدين‪ ،‬ف إ�ن‬
‫�سنبرز هنا الجوانب المثيرة ذات العلاقة بهذا المو�ضوع‬                                     ‫(اختلافات معدل الذكاء‬  ‫تجويفنارتدلايللذًاكامءفايلًدعاادفيي‬  ‫البحوث في‬
‫فقط‪ ،‬التي تو�صلت �إليها كثير من الدرا�سات الجينية‬                                        ‫الجدل الدائر حول هذا‬                                        ‫بوجه عام)‬
                                                                                         ‫المو�ضوع‪ .‬وتتعامل المناق�شات التالية مع الفروق الفردية في‬
                               ‫ال�سلوكية للذكاء‪.‬‬
   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64