Page 82 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 82

‫المرجع في تربية الموهوبين ‪77‬‬                                      ‫وال�س ؤ�ال الذي يتبادر �إلى الذهن الآن هو‪ :‬هل تدعم‬
                                                                  ‫البحوث الأخيرة ما تو�صل �إليه ريت�شارد (‪)Richard, 1981‬؟‬
‫تت�ضمن م�ست ًوى معقول ًا من ا أل�صالة‪ ،‬ت�ؤثر فيمن يحيطون بهم‪،‬‬     ‫لقد ا�ست�شهد هولدن (‪ )Holden, 1987‬بالعديد من‬
‫وفي الأ�صدقاء الذين ي�شعرون باحترام وتقدير تجاههم‪.‬‬                ‫الدار�سين الذين ا�ستخدموا معايير ت�شخي�ص حديثة‬
‫ويبدو أ�ن ال�صحة وال�سعادة ُتع ّدان مزايا ت�سهل عملية ا إلبداع‬    ‫ل ألمرا�ض النف�سية في ا�ستطلاع العلاقة بين ا ألمرا�ض‬
                                                                  ‫العقلية والإبداع (�ص‪ ،)9‬لا �سيما لدى الفنانين والكتاب‪.‬‬
            ‫في هذا الم�ستوى‪ ،‬وهذا النوع من الن�شاط‪.‬‬               ‫وقد أ�ظهرت النتائج دلائل وا�ضحة على وجود ا�ضطرابات‬
‫�أ ّما بالن�سبة إ�لى المبدعين من ا ألعمار ك ّلها في (‪)c‬‬           ‫عقلية لدى عدد متفاوت (‪ )disproportionate‬من �أفراد‬
‫ال�صغيرة التي ترمز �إلى ا إلبداع العادي‪ ،‬فقد تق�صت أ�مابايل‬       ‫الدرا�سة المراهقين‪ .‬كما ا�ستنتج لودويج (‪)Ludwig, 1995‬‬
‫(‪ )Amabile, 1992, 2001‬حقيقة أ� ّي الدوافع (الداخلية‪ ،‬أ�م‬          ‫في درا�سة على أ�فراد بارزين ي�شغلون م ًدى وا�س ًعا من المهن‪،‬‬
‫الخارجية) هي الف�ضلى‪ ،‬فتو�صلت إ�لى أ�دلة دعمت الدوافع‬             ‫أ�ن العظمة(‪ )greatness‬غال ًبا ما تكون م�صحوبة ب�إعاقة‬
‫الداخلية على نحو وا�ضح مت�سق‪ .‬وقد �أكد ليند�س‪ ،‬وراند‬
‫(‪� )Lends and Rands, 2000‬أهمية الدوافع الداخلية‪،‬‬                       ‫انفعالية‪ ،‬وتزيد عن متو�سطها لدى ا ألفراد العاديين‪.‬‬
‫وق ّدما قائمة من أ�نواع ع ّدة‪ ،‬تت�ضمن الف�ضول‪ ،‬والحاجة إ�لى‬       ‫وقد أ�جرى فيلانت (‪ )Vaillant, 2000‬درا�سة �شملت‬
                                                                  ‫مجموعة تيرمان (‪ )Terman, 1925‬المكونة من (‪)90‬‬
                ‫الكفاية والكفاءة‪ ،‬والدافعية للإنجاز‪.‬‬              ‫امر�أة ولدن عام ‪1910‬م تقري ًبا‪ ،‬وتميزن بمعدل ذكاء عا ٍل‬
‫ومع ذلك‪ ،‬تظل م�س�ألة دعم الدافعية الخارجية للدافعية‬               ‫في الطفولة (المتو�سط في مدى ‪ ،)150‬ولي�س في مراحل‬
‫الداخلية مو�ضع جدل كبير‪ .‬فقد ا�ستنتج كاميرون‪ ،‬وبير�س‬              ‫الحياة اللاحقة (‪ .)Terman & Oden, 1959‬وقد ا�ستنتج‬
‫(‪ )Cameron & Pierce, 1994‬من خلال درا�ساتهم فوق‬                    ‫�أن ذكاءهن العالي ج ًدا كان مفي ًدا اجتماع ًيا‪ ،‬و أ�ن �صحتهن‬
‫التحليلية لـ (‪ )96‬درا�سة لها علاقة بالمو�ضوع‪ ،‬أ�ن الدافعية‬        ‫النف�سية كانت �أف�ضل من �صحة قريناتهن اللواتي اخترن من‬
‫الخارجية ت ؤ�ثر – بالت أ�كيد‪ -‬في الدافعية الداخلية وتدعمها‪.‬‬       ‫بينهن بطريقة ع�شوائية (�ص ‪ .)92‬ويبدو أ�ن ال�صحة العقلية‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فما زالت هناك جوانب غام�ضة من حالات الدافعية‬             ‫ت�شكل دعامة للتح�صيل العالي من خلال خ�صائ�ص معينة؛‬
                                                                  ‫كالذكاءالانفعال ي(‪،)Goleman, 1995‬والتنظيمالانفعالي(�‪Sa‬‬
    ‫الداخلية والخارجية تنتظر إ�جابات الباحثين‪ ،‬من مثل‪:‬‬            ‫‪ ، )lovey & Sluyter, 1997‬والتفكير البناء (‪.)Epstein, 1998‬‬
‫ماذا حدث للقول الم�أثور لل�شاعر الإنجليزي جون‬                     ‫تطور مثل هذه ال�سمات اتجاهات إ�يجابية نحو تحديات‬
‫ملتون (‪« :)John Milton‬ال�شهرة هي المهماز �أو الحافز»‬              ‫الحياة‪ ،‬وثقة في النف�س لدى التعامل مع أ�ن�شطة التع ّلم‬

                             ‫(‪)Fame is Spur‬؟‬                                             ‫المتقدم والتفكير الإبداعي‪.‬‬
‫�ألا ت ؤ�دي رعاية كبار الفنانين والم ؤ�لفين إ�لى تفجير‬            ‫ولكن‪ ،‬هل يمكن ت�سوية العلاقة بين ا إلبداع وا ألمرا�ض‬
                                                                  ‫النف�سية من جهة‪ ،‬والعلاقة بين الإبداع وا ألمرا�ض العقلية‬
                     ‫طاقاتهم وجهودهم ا إلبداعية؟‬
‫هل ي�ؤدي التملق الخارجي فقط إ�لى ت�سهيل �إطلاق الطاقات‬                                           ‫من جهة �أخرى؟‬
                                                                  ‫لعل الحل يكمن في التمييز بين (‪ )C‬الكبيرة‪ ،‬و(‪)c‬‬
                          ‫ذات الدافعية الداخلية؟‬                  ‫ال�صغيرة‪ .‬فا إلبداع الكبير (‪ )C‬ي�ؤدي بطبيعته إ�لى هزة عنيفة‬
‫هل ت ؤ�ثر المثيرات الخارجية ب�سحرها فقط في الأعمال‬                ‫بطريقة ثورية في مجال معين‪ ،‬ومن ث ّم و�صول الذين ُيظهرون‬
‫الإبداعية الكبرى الخالدة‪ ،‬أ�م أ�ن الدافعية م�س أ�لة فردية‪ ،‬تحفز‬   ‫مثل هذا التميز إ�لى �شهرة وا�سعة‪ .‬وهذا يتطلب انفعالات‬
‫النا�س كافة؛ �صغا ًرا وكبا ًرا‪ ،‬لي�ستجيبوا ب�صورة أ�ف�ضل للحوافز‬  ‫قوية متطرفة‪ ،‬وقد تبدو �شاذة‪ ،‬لكنها �ضرورية إلطلاق‬
‫الداخلية؟ هل ين�صرف الآخرون إ�لى العمل بت�أثير ال�ضغط‬             ‫موهبة الإبداع الكبير (‪� .)C‬أ ّما ا إلبداع الب�سيط المتمثل بـ (‪)C‬‬
                                                                  ‫ال�صغيرة‪ ،‬في�شير �إلى الأفكار الجيدة‪ ،‬لا العظيمة؛ �إنها �أفكار‬
  ‫الخارجي الناجم عن ا إلعجاب با آلخرين أ�و الخوف منهم؟‬
‫و إ�ذا كان الأمر كذلك‪ ،‬ف�إن درا�سة الدافعية الداخلية‬
‫والخارجية عن طريق ح�ساب الميول والنزعات المركزية‪،‬‬
‫�ستعر�ض �صورة جزئية فقط‪ ،‬يجب �إكمالها بالبحوث‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87