Page 174 - THEHANDBOOKOFSecondaryGiftedEducation
P. 174

‫ماالخ لصفلا ‪ -‬لوألا ءزجلا ‪173‬‬

             ‫الهويات الثقافية والتح�صيل الأكاديمي‬

‫تعد ق�ضية الهوية من الهواج�س الم�شتركة للمراهقين والمراهقين غير البي�ض ‪(Erikson,‬‬
‫‪ 1950, 1968).‬في حقيقة ا ألمر‪ ،‬تنب�أ �إريك�سون قبل عدة عقود ب�أن الجماعات التي تتعر�ض للتمييز‪،‬‬
‫مثل الأمريكيين الأفارقة والهنود الأمريكيين‪� ،‬سيتعر�وضن لأوقات أ�كثر �صعوبة في معر�ض تحقيق‬
‫هويتهم‪ .‬ربما لا يكون مفاج ًئا أ�ن �أبرز نظريتين تعر�ضتا لتدني �أداء الأقليات‪ ،‬وهما تهديد ال�وصرة‬
‫النمطية )‪ stereotype threat (Steele, 1997, 2010; Steele and Aronson, 1995‬والنظرية‬
‫البيئية الثقافية ‪cultural ecological theory (Ogbu, 1978, 1992, 2008; Ogbu and Simons,‬‬
‫‪ ،)1998‬تعتمدان على التفاعلات بين متغيرات الهوية ال�شخ�صية‪ ،‬مثل الذكاء والم�شاركة المدر�سية‬
‫وبين الهويات الاجتماعية �أو توجه المجموعات المرجعي (مثل ا ألمريكيين الأفارقة‪ ،‬الأمريكيين‬
‫اللاتينيين)‪ .‬في الق�سم التالي‪� ،‬س�أقوم با�ستعرا�ض ا ألدبيات الخا�صة بالنظرية البيئية الثقافية‪،‬‬
‫الخطر النمطي‪ ،‬واثنتين من أ�كثر الهويات الثقافية تعر�ضتا للدرا�سات في ا ألدبيات‪ ،‬وهما الهوية‬
‫العرقية والهوية ا إلثنية‪ .‬بالرغم من �أنه يجري بحث هذه النماذج وا ألفكار ب�شكل عام لعلاقتها‬
‫بال�شباب‪ ،‬الذين يعانون من �ضعف الأداء ا ألكاديمي‪� ،‬إلا �أنه أ�جريت درا�سات عدة تتعلق بالفئات‬

                                            ‫ذات التح�صيل ا ألكاديمي العالي‪.‬‬

                                         ‫النظرية البيئية الثقافية‬

‫تعد النظرية البيئية الثقافية التي و�ضعها أ�وغبو ‪Ogbu’s cultural ecological theory (1978,‬‬
‫)‪ ،1985, 1992, 2003‬واحدة من �أقدم النظريات و�أكثرها �شمولي ًة‪ ،‬من حيث تعاطيها مع ال�سياق‬
‫الثقافي والهوية الثقافية للتح�صيل ا ألكاديمي لطلاب ا ألقليات‪ .‬من خلال ا�ستخدام بيانات من‬
‫�ستة بلدان‪ ،‬تعالج مجموعات الأقليات الناجحة وغير الناجحة‪ ،‬قام أ�وغبو و�سايمونز ‪Ogbu 1985,‬‬
‫)‪ )1992; Ogbu and Simons, 1998‬بت�صنيف ا ألقليات إ�لى ثلاث مجموعات‪� :‬أقليات م�ستقلة‪،‬‬
‫طوعية أ�و مهاجرة‪ ،‬و�أقليات غير طوعية أ�وغير مهاجرة‪ .‬ت�ضم ا ألقليات الم�ستقلة مجموعات‬
‫مثل اليهود‪ ،‬المورمون وا ألمي�ش‪ ،‬والذين يختلفون عن المجموعة المهيمنة في اللاويات المتحدة‬
‫من حيث اللغة‪ ،‬الدين‪� ،‬أو العوامل الثقافية ا ألخرى‪ .‬يحاجج �أوغبو ب�أنه بالرغم من حقيقة �أن‬
‫ا ألقليات الم�ستقلة تتعر�ض للتمييز‪� ،‬إلا �أنه لا يجري ا�ضطهادها بالطريقة ذاتها‪ ،‬التي تتعر�ض لها‬
‫مجموعات الأقليات غير الطوعية‪ ،‬حيث ي�شكل �إطارها المرجعي الثقافي عام ًل داع ًما للنجاح؛‬
 ‫�أي أ�ن الطلاب الذين ينتمون إ�لى الأقليات الم�ستقلة لا يتميزون ب�ضعف ا ألداء (‪.)Ogbu, 1985‬‬
‫�أم�ا الأقليات الطوعية أ�و المهاجرة فهي ت�ضم �أف�را ًدا هاجروا «ب�شكل طوعي تقري ًبا إ�لى‬
‫مجتمعهم الم�ضيف �أو الجديد أل�سباب اقت�صادية أ�و اجتماعية �أو �سيا�سية» (‪Ogbu and Matute-‬‬
‫‪ Bianchi, 1985, p. 87).‬ت�ضم مجموعات الأقليات الطوعية في اللاويات المتحدة مهاجرين من‬
   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179