Page 175 - THEHANDBOOKOFSecondaryGiftedEducation
P. 175

‫‪ 174‬المرجع في تربية الم ْوهوبين للمرحلة الثانو ّية‬

‫أ�فريقيا‪ ،‬بع�ض البلدان ا آل�سيوية‪ ،‬وبع�ض دول الهند الغربية‪ ،‬وهي تتمتع بمزايا م�شتركة عديدة‪:‬‬
‫(�أ) تريد الانتقال �إلى اللاويات المتحدة‪( ،‬ب) ا�ستخدام وطنها كمرجعية‪( ،‬ج) تجاهل التمييز‬
‫الذي يمار�س �ضدها من قبل المجموعة المهيمنة‪( ،‬د) الا�ستثمار في المنافع المتوافرة في البلد‬
‫الم�ضيف‪( ،‬هـ) الاعتقاد ب أ�ن لديها خيار العودة �إلى وطنها ‪Ogbu and - (Matute Bianchi,‬‬
‫‪ .)1985; Ogbu and Simons, 1998‬تف�ضي هذه النتائج إ�لى وعي مزدوج لهذه المجموعة‪ ،‬أ�ي‬
‫�أنها ت�سهم ب�شكل انتقائي في الثقافة ا ألمريكية (‪ ،)Ogbu and -Matute Bianchi, 1985‬فيما‬
‫لا تتخلى أ�ب ًدا عن �إطار مرجعيتها الثقافية الأ�صلية‪ .‬تب ًعا لذلك‪ ،‬ف�إن الأقليات الطوعية تميل �إلى‬

                                        ‫تحقيق النجاح في المدار�س ا ألمريكية‪.‬‬
‫تتكون ا ألقليات غير الطوعية من مجموعات «جرى دمجها في المجتمع‪ ،‬حيث تتواجد ب�شكل‬
‫غير طوعي ودائم تقري ًبا من خلال العبودية‪ ،‬الغزو �أو الا�ستعمار» (‪.)Ogbu, 1985, p. 863‬‬
‫ت�ضم ا ألقليات غير الطوعية في اللاويات المتحدة البورتوريكيين‪� ،‬سكان جزر الهاواي الأ�صليين‪،‬‬
‫ا ألمريكيين المك�سيكيين‪ ،‬الهنود الحمر‪� ،‬سكان �ألا�سكا‪ ،‬والأمريكيين الأفارقة‪ .‬هنالك نقطتان‬
‫بارزتان بالن�سبة ل ألقليات غير الطوعية‪ :‬يجري ا�ستغلالها من قبل المجموعة المهيمنة‪ ،‬ولا‬
‫ي�سمح لأفرادها ب أ�ن ي�صبحوا �أع�ضاء مت�ساوين في المجتمع‪ .‬مع ا ألخذ بالح�سبان تاريخ التمييز‬
‫الطويل �ضدها في اللاويات المتحدة‪ ،‬فقد طورت هذه ا ألقليات إ�طا ًرا مرجع ًّيا للمعار�ضة �ضد‬
‫الثقافة المهيمنة‪ .‬ولهذا ف�إنها لا تثق بالم ؤ��س�سات التي يتحكم بها البي�ض‪ ،‬وربما ت�سهم ب�شكل‬
‫فاعل في الانقلاب الثقافي‪ ،‬أ�ي تجنب أ�ي �شيء يمكن اعتباره من خ�صائ�ص ا ألمريكيين البي�ض‪،‬‬
‫بما في ذلك المدار�س (‪ ). Fordham and Ogbu, 1986; Ogbu, 1992, 2004‬يترجم الطلاب‬
‫تناق�ض والديهم إ�لى تجاهل‪ ،‬وعدم اهتمام‪ ،‬وتح ٍد ل�سلطة المعلمين‪ ،‬ويجري إ�عادة ت�أطير النجاح‬
‫ا ألكاديمي‪ ،‬لي�صبح «ت�صرف �شخ�ص �أبي�ض» ي�ستحق ال�شجب‪ .‬ت�صبح النتيجة النهائية �ضعف �أداء‬

                                       ‫أ�كاديمي (‪.)Ogbu and Simons, 1998‬‬
‫بالرغم من كون النظرية البيئية الثقافية نظرية عامة‪ ،‬يجري تطبيقها ب�شكل متكرر على‬
‫ا ألمريكيين ا ألفارقة(‪ ،)e.g., Ogbu, 1989, 2003, 2004‬كما أ�ن النظرية البيئية الثقافية �شكلت‬
‫الأ�سا�س النظري الرئي�س‪ ،‬الذي قامت عليه درا�سة فورد وزملائه )‪ ،Ford et al. (2008a‬التي‬
‫تم الحديث عنها �ساب ًقا في هذا الف�صل‪ ،‬والتي ربط من خلالها الأمريكيون ا ألفارقة ت�صرف‬
‫ال�شخ�ص الأبي�ض بالتوجه نحو التح�صيل ا ألكاديمي القوي‪ ،‬وت�صرف ال�شخ�ص الأ�سود ب�ضعف‬
‫ا ألداء والمهارات ا ألكاديمية المتدنية‪ .‬في درا�سة أ�خرى‪ ،‬قام �أوغبو )‪ Ogbu (2003‬با�ستق�صاء‬
‫ال�سلوكات والاتجاهات الأكاديمية ل ألمريكيين ا ألفارقة‪ ،‬الذين يعي�وشن في �ضاحية تدعى مرتفعات‬
‫�شاكر ‪ Shaker Heights‬في ولاية أ�وهايو‪� .‬أفاد �أوغبو ب�أن أ�داء الأمريكيين الأفارقة من جميع‬
‫الم�ستويات الاجتماعية والاقت�صادية (الطبقة الفقيرة‪ ،‬الطبقى الو�سطى‪ ،‬الطبقة الثرية) في هذا‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180