Page 41 - THEHANDBOOKOFSecondaryGiftedEducation
P. 41

‫‪ 40‬المرجع في تربية الم ْوهوبين للمرحلة الثانو ّية‬

‫�إلى الا�ستعدادات على �أنها خا�ضعة ب�وصرة جزئ ّية لل ِهبة الجينية‪ .‬فهي تمثل قدرات طبيعية‪ ،‬ومن‬
‫ال�سهل ملاحظتها عند ا ألطفال اليافعين ج ًّدا‪ ،‬ممن تعر�وضا ب�شكل محدود للت�أثيرات البيئية‬
‫وخبرات التعلم النظامية‪ .‬وفي الأطفال ا ألكبر �س ًّنا‪ ،‬تظهر الا�ستعدادات ب�وصرة �أف�ضل من خلال‬
‫�سهولة و�سرعة اكت�ساب ا ألفراد لمعارف ومهارات جديدة‪ .‬أ� ّما النبوغ‪ ،‬من ناحية ثان ّية‪ ،‬فيمث ُل‬
‫م�ستوى عال ٍ من �إتقان المعارف والمهارات في واحد أ�و أ�كثر من حقول الن�شاط الإن�ساني‪ ،‬بما‬
‫في ذلك الفنون‪ ،‬وا ألعمال التجارية‪ ،‬وخدمات الرعاية‪ ،‬والات�صالات‪ ،‬والعلوم والتكنولوجيا‪،‬‬
‫والريا�ضة‪ .‬ويظهر النبوغ تدريج ًّيا مع مرور الوقت‪ ،‬نتيجة لعملية التعلم النظامية وطويلة الأمد‪.‬‬
‫وينبثق النبوغ عن الا�ستعدادات‪ ،‬إ�لا أ� ّنه �أكثر تنو ًعا وتحدي ًدا من الا�ستعدادات‪ .‬مث ًل‪ ،‬قد ي�صبح‬
‫طفل �صغير ذو ا�ستعداد عقلي مرتفع‪ ،‬مقي�ًسا بوا�سطة اختبار الذكاء التقليدي‪ ،‬في نهاية المطاف‪-‬‬

                      ‫عال ًما فيزيائ ًّيا تجريب ًّيا‪ ،‬أ�و �أ�ستا ًذا في التاريخ‪ ،‬أ�و روائ ًّيا متف ّو ًقا‪.‬‬
‫وفي نموذج ‪ُ ،DMGT‬تع ُّد ا ألوقات الطويلة من الممار�سة والتدريب �ضرورية لتنمية ا�ستعدادات‬
‫الإن�سان �إلى النبوغ‪ .‬ومن خلال الن�ضج‪ ،‬والتعلم غير الر�سمي‪ ( ،‬أ�ي المهام اليومية التي ت�شكل المعارف‬
‫والمهارات المكت�سبة)‪ ،‬والتعلم الر�سمي خارج المدر�سة‪ ( ،‬أ�ي مهام تعلم ذاتي يتم الا�شتراك فيها في‬
‫�أثناء وقت الفراغ)‪ ،‬والتعلم الر�سمي داخل المدر�سة‪ ،‬تحدث عملية تطورية معقدة‪ ،‬يمكنها تحويل‬
‫الا�ستعدادات الطبيعية الخام ب�شكل تدريجي �إلى نبوغ خا�ص ج ًّدا في مجالات محددة مثل العلوم والفنون‪.‬‬
‫وت�ساعد فئتان من المحفزات العملية التط ّورية في تحويل الا�ستعدادات �إلى تف ّوق ال�شخ�صية‬
‫الداخلية والبيئية‪ .‬و ُينظ ُر �إلى المحفزات على أ�نها عوامل‪� :‬إما أ�ن تعيق عملية تنمية المواهب أ�و‬
‫ت�ساعدها‪ .‬وتتوفر خم�سة أ�نواع من المحفزات ال�شخ�ص ّية الداخلية(‪)intrapersonal catalysts‬‬
‫في نموذج جانييه‪ ،‬وهي‪ :‬الخ�صائ�ص الج�سدية‪ ،‬والدافعية‪ ،‬والإرادة‪ ،‬و إ�دارة الذات‪ ،‬وال�شخ�صية‪.‬‬
‫وت�شمل الخ�صائ�ص الج�سدية �أ�شياء‪ :‬مثل �صحة ال�شخ�ص‪ .‬وتمثل الدافعية وا إلرادة خ�صائ�ص‬
‫نف�سية ت�ساعد ا ألفراد على تحديد الأهداف المنا�سبة‪ ،‬والمثابرة نحو تلك ا ألهداف في مواجهة‬
‫العقبات‪ .‬وتعرّ ُف الدافعية في نموذج ‪ DMGT‬ب�أنها حاجات الفرد‪ ،‬واهتماماته‪ ،‬وقي َم ُه �أمو ٌر ت ؤ�ثر‬
‫في بدء عملية تنمية المواهب من قبل الفرد‪ .‬وتع ّر ُف ا إلرادة ب�أنها قوة العزيمة‪ ،‬والجهد والمثابرة‪.‬‬
‫وتم ّكن الإرادة الفرد من موا�صلة ال�سعي نحو �أهدافه على مدى �أوقات طويلة من الزمن‪ ،‬والتغلب‬
‫على العقبات خلال تلك الرحلة‪ .‬ويت�شابه هذان العاملان م ًعا ب�شكل كبير مع الالتزام بالمهمة‪،‬‬
‫وهو ُمك ّون رئي�س في مفهوم النموذج الثلاثي للموهبة‪ .‬و ُتع ُّد م�شاركة الطالب المعرفية (‪meta-‬‬
‫‪ )construct‬ذات �صلة وت�ساعد الفرد في بناء عملية تنمية الموهبة وتن�سيقها‪ .‬و أ�خي ًرا‪ ،‬يعتق ُد‬
‫جانييه ب أ� ّن �شخ�صية الفرد لها ت أ�ثير قوي على تنمية المواهب‪ ،‬وتخدم �إما في ت�سريع عمل ّيات‬

                                               ‫التعلم‪� ،‬أو �إبطائها �أو �إعاقتها‪.‬‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46