Page 75 - THEHANDBOOKOFSecondaryGiftedEducation
P. 75

‫‪ 74‬المرجع في تربية الم ْوهوبين للمرحلة الثانو ّية‬

‫ر أ�ت راثيلين جو�سيل�سون (‪ ،)Ruthellen Josselson, 1987, 1996‬من خلال درا�سة طول ّية‬
‫لفهم ت�شكل الهوية في العلاقات والعمل لدى فتيات جامعيات‪� ،‬أ ّن هوية الن�ساء �أكثر تجذ ًرا في‬
‫الكينونة مقارنة بالأفعال؛ ف�لًض عن ذلك‪ ،‬غال ًبا ما تتمحور ق�صة حياة المر أ�ة حول الطريقة التي‬
‫ترغب من خلالها باختبار نف�سها في أ�ثناء علاقاتها مع الآخرين‪ .‬با�ستخدام �أ�ساليب المقابلة‬
‫التي ط ّورها مار�سيا‪ ،‬لتحديد كيفية ت�شكل الن�ساء لهوياته ّن‪ ،‬طرحت جو�سيل�سون �أ�سئلة حول أ�ربعة‬
‫مجالات لا�ستق�صاء الهوية‪ ،‬وهي‪ :‬الوظيفة‪ ،‬والدين‪ ،‬وال�سيا�سة‪ ،‬والمعايير الجن�س ّية‪ .‬وتو�صلت إ�لى‬
‫أ�ربع مجموعات منف�صلة للهوية لدى الم�شاركات‪ ،‬و�صفتها بالراعيات (‪ ،)Guardians‬و�صانعات‬
‫الم�سار (‪ ،)Pathmakers‬والباحثات (‪ ،)Searchers‬والتائهات (‪)Drifters (Josselson, 1987‬‬
‫‪ .)1996‬و�ش ّكلت الراعيات التزامات الهوية من دون اختيار عن طريق الاتباع الب�سيط لخطط‬
‫الحياة المر�سومة في مرحلة الطفولة أ�و ال ُم�ص ّممة من قبل الآباء؛ يمتنع ّن عن «مغادرة المنزل»‬
‫عاطف ًّيا‪ ،‬و�أ َردن إ�عادة �إن�شاء دفء وراحة طفولتهن في حياة الر�شد‪ .‬و�ش ّكلت �صانعات الم�سار‬
‫التزامات الهو ّية عن طريق المرور بمرحلة ا�ستك�شاف أ�و أ�زمة‪ ،‬ومن ثم تحديد هوياته ّن وف ًقا‬
‫ل�شروطهن؛ ب�شكل أ��سا�س‪ ،‬واجهن �أزمات الهوية و�أ�صبحن ا آلن واثقات ب أ�نف�سه ّن بما يكفي لت�صميم‬
‫الحياة‪ ،‬التي مكنته ّن من الموازنة بين العمل والاهتمامات ال�شخ�صية‪ ،‬والعلاقات ال ُمهمة‪� .‬أما‬
‫الباحثات فمثل ّن الفتيات اللاتي واجه ّن خ�ضم الأزمة‪ ،‬في محاولة لت�شكل التزامات‪ ،‬ولكن لم‬
‫يحالفه ّن النجاح؛ ف َبع َد انف�صاله ّن عن ق ّيم طفولتهن‪� ،‬شعرن بالذنب والخوف لعدم تمكنه ّن من‬

                                               ‫ت�شكل التزامات حياة ملائمة‪.‬‬
‫�أما التائهات فمثلن فتيات لم يخ�ضن الأزمة‪ ،‬ولم يوجد لديه ّن التزامات‪ ،‬ولا حتى اهتمام‬
‫بتكوين التزامات؛ وباتباع دوافعه ّن العفوية‪ ،‬على الرغم من عدم معرفته ّن بما يتع ّين اعتقاده‬
‫أ�و القيام به‪� ،‬شعر ّن �أ ّن هذا الأم�ر لم ي�ش ّكل �أهمية كبيرة في وقته‪ .‬ويمكن لعمل جو�سيل�سون‬
‫(‪ )Josselson, 1987, 1996‬أ�ن يبرز فر�ص المناق�شة داخل الغرف ال�صف ّية‪ ،‬فيما يتعلق بهذه‬
‫المجموعات ا ألربع‪ ،‬التي تمثل مختلف «البوابات إ�لى مرحلة الر�شد»‪ .‬ومن خلال درا�ستها‪ ،‬لا يب ّين‬
‫موقع الفتاة على م�سار ت�شكل الهوية فقط كيفية اقترابها من �سنوات الر�شد‪ ،‬ولكن �أي ً�ضا كيفية‬
‫�صياغتها لق�صة حياتها‪ .‬وبعبارة أ�خرى‪ ،‬خدمت الم�سارات التي اتبعتها في نهاية مرحلة الجامعة‬
‫كبوابة �إلى الم�ستقبل‪ ،‬وحد ّدت طريقة دخولها مرحلة الر�شد‪ -‬بوجود القناعة والتوجيه‪ ،‬وبوجود‬
‫الانفتاح والمرونة‪� ،‬أو بوجود الا�ضطراب والتردد‪ .‬وفي الغرف ال�صف ّية للطلاب الموهوبين‪،‬‬
‫ت�ستطي ُع ُمربيات المرحلة الثانو ّية الاهتمام ب�س�ؤال الفتيات اليافعات‪ ،‬للت أ�مل في ر ؤ�يته ّن ألنف�سه ّن‬
‫في الحياة بو�صفهن راعيات‪� ،‬أو �صانعات الم�سار‪� ،‬أو باحثات‪� ،‬أو تائهات‪ .‬وقد تتيح المناق�شات‬
‫ال�صحية و أ�ن�شطة الكتابة الم�ستندة إ�لى نظرية جو�سيل�سون (‪ )Josselson, 1987, 1996‬الفر�صة‬
‫للطالبات الموهوبات في المرحلة الثانوية‪ ،‬للنظر في اختيارهن لـ «بوابات الم�ستقبل»‪ .‬وفي البيئة‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80